Wednesday, January 23, 2013

كتاب مفتوح من حزب التحرير – أستراليا إلى فرنسا عبر قنصليتها في سيدني


كتاب مفتوح من حزب التحرير – أستراليا إلى فرنسا عبر قنصليتها في سيدني

السلام على من اتّبع الهدى
يا حكّام فرنسا: نعلم أنّكم من أكثر خلق الله حقداً على الإسلام وأهله، ونعلم أنّكم تسيرون على خطى أجدادكم من الملوك والأباطرة الذين ما ارتَوَوْا أبداً من دماء المسلمين التي أهرقوها في حملاتهم الصليبية الأولى ومحاكم التفتيش ومجازر الاستعمار في القرنيين الماضيين، وبالذات في الجزائر، ولا في التطهير العرقي في البوسنة، ولا الدماء التي شاركتم في سفكها مباشرةً أو معاونةً في أفغانستان والعراق والصومال وقبلها فلسطين والشام والقائمة تطول.
يا حكّام فرنسا: ظلّت سياستكم تجاه الإسلام وأهله عبر التاريخ ولا زالت يحكمها ثابتان اثنان:
الأول وهو تابع لحقدكم على الإسلام وأهله ألا وهو العمل على الحيلولة دون عودة الإسلام إلى الحياة بإقامة دولته وتطبيق شريعته وتوحيد أمّته.
الثاني هو إبقاء هيمنتكم الاستعمارية على العالم الإسلامي، حتى تبقى ثرواته نهباً لكم، وبلاده سوقاً استهلاكية ومرتعاً لكم، وأمواله تحت تصرفكم، وحكّامه عبيداً لكم.
هذان الثابتان في سياستكم تجاه الإسلام وأهله يفسّران دعمكم اللّا محدود للخونة من حكّام بلاد المسلمين الذين يقومون بتحقيق ثوابتكم تلك، كما فعلتم مع حكّام الجزائر بعد نجاح جبهة الإنقاذ في الانتخابات وما تفعلون اليوم مع طاغية الشام، لقد باركتم ولا زلتم تباركون جرائمهم وتمدّونهم بأسباب الحياة والقوة ليكون بطشهم بالمسلمين أكثر، رغم بعض مناوراتكم المكشوفة.
أمّا حين يعجز عبيدكم وعملائكم من الحكام عن تحقيق ثوابتكم تلك، فإنكم سرعان ما تكشفون عن مكنون نفوسكم وسواد قلوبكم وتكشّرون عن أنيابكم وترسلون جيوشكم للقيام بتلك المهمّة مباشرة، كما حصل في أفغانستان و ليبيا أو كما هو حاصل اليوم في حربكم القذرة على المسلمين في مالي.
إنّ حربكم القذرة على مسلمي مالي ليس لها من تفسير إلّا الثابتين السابقين في سياستكم الثابتة تجاه الإسلام وأهله، ولن تستطيعوا أن تخفوا أهدافكم الحقيقية تلك بورقة تأييد عبيدكم وعملائكم من حكّام المنطقة، فإنّهم منكم وإليكم.
يا حكّام فرنسا: أعماكم حقدكم الصليبي وصلفكم عن أن تروا أنّكم أضعف من أن تتحمّلوا تبعات حروب ومغامرات في بلاد المسلمين، ولم تتعظوا بدول كانت أكثر منكم قوة وبطشاً، كانت بلاد المسلمين مقبرة لجيوشهم وامبراطورياتهم، أو ممرغة لأنوفهم في التراب.
وأعماكم حقدكم وصلفكم عن أن تروا ما ينطق به كلّ شيء حولكم، من أن الأمّة الإسلامية باتت قاب قوسين أو أدنى من الانعتاق من هيمنة الغرب وعملائه، وإعادة الخلافة الراشدة التي ما غاب هاجسها عن رؤوسكم يوماً.
يا حكّام فرنسا: إن أسكَرَتْكُم نَشوَةُ رؤيةِ جنودكِم في قلب العالم الإسلامي وأطرافه، فاعلموا أن الأيامَ دولٌ بينَ النّاس، وستصحون من سكرتكم قريباً بإذن الله على صيحات تكبيرات النّصر - التي سمعها لويس التاسع ونابليون -، تُطلِقها جيوش المسلمين وهي تصلّي الفجر في باريس. سَخِرَ أجدادُكم في الامبراطورية الرومانية قديماً عندما حَمَلَ أجدادُنا لهم مثلَ هذه الرسالة، ستفعلون مثل أجدادكم الرومان، وسنفعل بإذن الله مثل ما فعل أجدادُنا بتلك الامبراطورية. (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)
حزب التحرير – أستراليا
11 ربيع أول 1434 ه
23 يناير 2013 م

No comments:

Post a Comment