Saturday, January 26, 2013

عن التدخل العسكري في سوريا



عن التدخل العسكري في سوريا

موسى عبدالشكور
كثر الحديث والتخوف من التدخل العسكري في سوريا سواء اكان ذلك في الوقت الحالي اي قبل حسم الامور او بعدها وهو ما ساتعرض له بشيئ من التفصيل ان التدخل العسكري في اماكن الصراع يرتكز الى امور منها :-
1- نوعية الدول وقدرتها على التدخل وهو ما يعني ان ليس كل الدول لها مصلحة في التدخل بل المصلحة هي لكل دولة تربطها بمكان التدخل علاقات حساسة بمعنى انه لا يمكن التغافل عنها وهذا يعني حصر التدخل بالدول الاستعمارية او ذات الطموح الاستعماري والهيمنة اي الدول الكبرى مثل امريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين فهذه الدول لها مصالح في سوريا ولكن ليس على نفس المستوى في الاهمية كما انها (( هذه الدول )) ليس على نفس المستوى بالقدرة على التدخل فامريكا تختلف عن روسيا وهكذا
2- الهدف من التدخل وهو سبب التدخل والذي يهدف الى اكثر من امر منها تحقيق مصلحة او رد مضرة ومثاله التدخل الامريكي في ليبيا لاقتلاع القذافي ونظامه ومحاولة السيطرة على ليبيا بتنصيب رئيس موال لها وتدخلها في سوريا (( ان حصل )) لحماية النظام الموالي لها هناك
3- ان لا يكون التدخل يحمل مشاكل واخطارا اكثر من المنافع المرجوة منه سواء اكان على مستوى المال او السياسة ومثله تدخل روسيا في افغانستان مما ادى الى انهيار المنظومة الاقتصادية ثم الفكرية والسياسية للاتحاد السوفييتي وكذلك تدخل امريكا في العراق مما ادى الى ازمة مالية ما زالت تئن تحتها اضافة الى زيادة العداء من قبل المسلمين وهو ما لا يؤهلها لتلعب اي دور يثق به المسلمون
وبناء على ما سبق وغيره وفي موضوع التدخل في سوريا نقول :-
1- التدخل في الوقت الحاضر ونعني به قبل الحسم اي للحسم فان الدول القادرة على التدخل عادة هي الدول الكبرى (( امريكا بريطانيا فرنسا الصين وروسيا ) فان الناظر الى واقع هذه الدول يرى انها لا تملك الامكانات والحوافز المشجعة للتدخل فروسيا مثلا تلعب الدور المصلحي بتوجيه امريكي ولا قدرة لها بعد افغانستان بالتدخل في بلاد الاسلام لان ذلك يعيدها الى خندق معاداة المسلمين وهو ما سيستغله الغرب ضدها اضافة الى ان مصالحها في سوريا مضمونة امريكيا
اما فرنسا والصين فليس في برنامجهما هذا الموضوع لانهما ليس لهما مصالح تستدعي التدخل العسكري
اما بريطانيا فان لها مشاكل مالية تتمثل في الركود الاقتصادي وهو ما يمنعها من التدخل لان التدخل يتطلب مالا اضافة الى انها باتت في الاونة الاخير تلعب دور الداعم ((( المورط ))) لامريكا في تحركاتها العالمية لانها ترى في ذلك توريطا لامريكا وحفاظا على وجودها ((بريطانيا )) ضمن المنظومة العالمية والذي يسمح لها بالاطلاع على ما يجري اي انها ليست في عزلة
اما امريكا وهي الدولة الاهم في الموضوع فالاسد اسدها والنظام نظامها والثورة بطريق غير مباشر ضدها والخسارة خسارتها فهي المعنية الكبرى بالتدخل لحسم الموقف ولكن هناك عقبات كبرى وحواجز ضخمة تقف في طريقها وقد عبرت عنها في كثير من المواقف منها :-
1- التدخل لا بد له من موقف دولي مساند وهذا ما لا تسعى له امريكا حتى الان على الاقل عبر الهيئات الدولية
2- الازمة المالية فقد تفاقمت لدرجة انها لاحقت مخصصات المسنين والعجزة وفرضت الضرائب على اصحاب الدخولات ا لتي تصل الى 430 الف دولار سنويا وذلك لتحصيل مبلغ 600 مليار وهذا ما يجعلها تفكر طويلا في التدخل لانه يحتاج الى مال وكذلك ازمة السلاح المنتشر في المجتمع الامريكي وما ينتج عنه من كوارث ومشكلات التامين الصحي
3-ان نتائج التدخل في العراق وافغانستان قد جر على امريكا الويلات المالية والعدائية كما سبق واشرنا
4- ان المشكلات الداخلية جعلت الادارة الامريكية الجديدة تفكر في الداخل وتخفف من نظرتها للخارج ويظهر ذلك من خلال وزير الخارجية الجديد الذي ينتقد اسرائيل والاستيطان ويقول ان الدولار الامريكي اولى به من دفعه وهو ما يعني ان الدعم الامريكي الخارجي سيلحق به التخفيض وهو ما صرح به احد اعضاء الكونغرس عند زيارته لاسرائيل حيث قال لا يمكن لنا الحفاظ على اصدقائنا بجيوب خاوية
وكذلك وزير الدفاع الجديد وهو المعارض الشرس للتدخل في العراق وافغانستان
بالمناسبة قال احد المحللين السياسيين (( ان اصدقاء امريكا في الشرق الاوسط عليهم ان ينتظروا اياما سوداء )))
ان هذه الامور وغيرها تجعلنا نقول بان لا تدخل لامريكا في سوريا ولكنها بنفس الوقت لن تسمح لاحد بالتدخل رغم ان وضع عملائها في سوريا صعب جدا سواء الحكام او المعارضة والاصعب من ذلك وضع عملائها الاخرون ايران وحزب الله ولو كان الوضع الامريكي مريحا لما انتظرت حتى اليوم والخطر يحدق برجالها والحبل يلتف على اعناقهم وذلك لقناعة امريكا بان سقوط الاسد يتبعه تلقائيا سقوط ايران وحزب الله وهو ما يشكل خسارة قوية لامريكا ولكن العجز والمشكلات تمنعها من التحرك
هذا من ناحية التدخل قبل الحسم او للحسم اما من ناحية التدخل بعد الحسم وهو
2- فان هذا اكثر استبعادا لان وضع امريكا الداخلي لن يتغير بين عشية وضحاها ومن كان قادرا على الحسم في هذا البحر المتلاطم من الصراعات في سوريا سيكون اقدر على حماية منجزاته خاصة وان كان هذا الحسم لصالح الامة فستلتف الامة حوله ضاربة عرض الحائط بقرارات انظمتها محطمة الحدود داعمة لهذا التغيير الذي ننشده ونتمناه ونعمل له وتنتظره الامة منذ عقود نسال الله ان يكون ذلك عاجلا  

No comments:

Post a Comment