Wednesday, March 29, 2017

جريدة الراية: الموصل... مجزرة وتصفية حسابات أم تحرير؟

جريدة الراية: الموصل... مجزرة وتصفية حسابات أم تحرير؟

1 من رجب 1438هـ   الموافق   الأربعاء, 29 آذار/مارس 2017مـ
منذ انطلاق عمليات الجانب الأيمن في الموصل والأخبار تتحدث عن دمار هائل في المدينة وعدد كبير من القتلى بين المدنيين، حيث لوحظ أن القوات العراقية وقوات التحالف والحشد الشعبي استخدموا العنف المفرط في هذه المعركة، كان آخرها المجزرة التي حدثت يوم 17/3، حيث قامت القوات الأمريكية بقصف دور سكنية في الموصل الجديدة ما أدى إلى مقتل عدد كبير من المدنيين كانوا في داخلها، وتضاربت الأنباء حول عدد القتلى ما بين 200 إلى 500 قتيل ولا تزال جثث كثيرة تحت الأنقاض، وتقول قيادة القوات الأمريكية إن القصف تم بناء على طلب من القوات العراقية التي حددت الهدف المراد قصفه، ودمر في القصف 27 منزلاً، وعن الدمار الذي حل بالجانب الأيمن قال أسامة النجيفي نائب رئيس الجمهورية: إن أحياء كاملة تم تدميرها وتسويتها بالأرض في الجانب الأيمن.
من جانب آخر قال ناطق باسم القوات العراقية إن سبب ارتفاع الضحايا في القصف ناشئ عن تفخيخ الدور من تنظيم الدولة والتي تم قصفها من قبل طائرات التحالف، وذلك في محاولة للتهرب من المسؤولية، وأن وزارة الدفاع شكلت لجنة للبحث في أسباب ارتفاع عدد القتلى من المدنيين.
وقال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إنه تم تدمير عشرة آلاف منزل، وقتل أكثر من أربعة آلاف مدني في الجانب الأيمن منذ بدء العمليات العسكرية.
إن ما يجري في الموصل ليس عملية تحرير وإنما جريمة كبرى بحق المسلمين في هذه المدينة، وكأن ما يجري فيها هو أمر مدبر منذ زمن؛ فبعد الاحتلال كان لأهل الموصل موقف صلب بوجه الاحتلال وأذنابه وأظهروا مقاومة شرسة لقوات الاحتلال وخاصة في الجانب الأيمن منها حيث أصبحت مقبرة للغزاة، وبقيت بعض مناطقها عصية على المحتل، فقام المحتل بضربها بشدة، وبعد دخول تنظيم الدولة في حزيران 2014 بتواطؤ من حكومة المالكي وبرسم من المحتل، وبعد انتهاء دور تنظيم الدولة في الموصل قامت القوات الأمريكية بالانتقام من الشجر والحجر؛ لذلك نجد أن القوات الأمنية العراقية استخدمت منتهى القسوة في عملياتها في الجانب الأيمن من الموصل وبدعم وإسناد من قوات التحالف (الأمريكية)، وما كان ذلك ليحصل لولا أن البلاد والعباد تحكم من قبل عملاء للكافر المحتل وتطبق فيها أحكام الكفر.
إن انعتاق المسلمين من ظلم حكامهم ومن سيطرة الكفار عليهم لا يكون إلا بتولي أمورهم من قبل من يحكمهم بكتاب الله وسنة رسوله بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة والتي باتت بشائرها على الأبواب والتي ستزلزل عروش الكفر وأهله. ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [الحج: 40]
بقلم: علاء الحارث – العراق

No comments:

Post a Comment