Friday, May 29, 2015

خبر وتعليق: أمريكا أثارت النعرات المذهبية في العراق وتستنكر كذبا الشعار المذهبي في معركة استعادة الرمادي

خبر وتعليق: أمريكا أثارت النعرات المذهبية في العراق وتستنكر كذبا الشعار المذهبي في معركة استعادة الرمادي

الخبر: أورد موقع فضائية الحرة الإلكتروني أن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" أفادت يوم الثلاثاء 2015/5/26 بأن إطلاق الحشد الشعبي اسما طائفيا على عملية استعادة مدينة الرمادي من يد تنظيم الدولة الإسلامية اختيار "لا يساعد"، مضيفة أن الهجوم الشامل من وجهة النظر الأمريكية لم يبدأ بعد.
وأكد المتحدث باسم "البنتاغون" العقيد ستيف وارن أيضا على أن المشاكل التي سبقت انسحاب الجيش العراقي من مدينة الرمادي الأسبوع الماضي شملت "تردي الروح المعنوية بين القوات" ومشاكل داخل بنية قيادة الجيش العراقي.
وأضاف وارن: "توجد عوامل كثيرة تسببت في انسحاب قوات الأمن العراقية من الرمادي"، مشيرا إلى أن القوات العراقية "تفوقت بشكل كبير على العدو ولكنها اختارت الانسحاب".

التعليق: لم يعد خافيا على كل متابع أن الولايات المتحدة الأمريكية خططت لتقسيم العراق من خلال إثارة النعرات المذهبية والقومية.. وقد عمدت لتنفيذ خطتها بوضع دستور في العراق على أسس مذهبية وطائفية وقبلية، ثم أتبعت ذلك بوضع أشخاص في سدة الحكم تفوح منهم رائحة المذهبية، وعلى رأسهم رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، عميل أمريكا، الذي قام بممارسة الحكم على أسس مذهبية.. فوضع في الوزارات المهمة والقضاء والجيش وإدارات الدولة من لهم لون مذهبي معين، واستبعد آخرين بسبب لونهم المذهبي... وزيادة على ذلك كان الإنفاق من خزينة الدولة على مناطق ذات لون مذهبي معين، وحرمت من الإنفاق مناطق أخرى، بل إنه، أي المالكي، والذي بقي رئيس وزراء للعراق ما يزيد على 8 سنوات ونصف السنة، تعمد القيام بحملات تطهير مذهبي لمناطق معينة، وأوقع عليهم من الظلم ما يفوق الوصف. كل ذلك كان يتم على مرأى ومسمع من أمريكا، الدولة المحتلة للعراق.. وزيادة على ذلك تم إنشاء عشرات المليشيات الشيعية المسلحة، وبأموال الدولة العراقية، وتُرِكت تعيث فسادا في مناطق ذات لون مذهبي معين، وصارت هذه المليشيات تخوض المعارك إلى جانب الجيش العراقي، بل إنها تتقدم الجيش العراقي تحت اسم قوات الحشد الشعبي، والتي ينطبق عليها وصف قوات الشحن المذهبي!! ونتيجة لتلك السياسات صارت المناطق ذات الغالبية السنية تربة خصبة للتنظيمات المذهبية... كل ذلك جرى ويجري تحت أعين المحتل الأمريكي، وفق مخطط خبيث يهدف إلى إشعال الحروب المدمرة بين المسلمين..
إن أمريكا التي سارت في خطة تقسيم العراق على أسس مذهبية، وأوجدت التناحر في العراق بناء على تلك الأسس، هي من يستنكر الآن إطلاق الحشد الشعبي اسم "لبيك يا حسين" على عملية استعادة الرمادي، مع أن الحشد الشعبي مكون من مليشيات مدعومة من حكام العراق وإيران الذين ينفذون سياسة أمريكا، وهذا يُظهر مدى خداع أمريكا وكذبها.
إن أهم أمر يجب تبيانه للمسلمين في العراق وغيره، هو أن الصراع في حقيقته ليس مذهبيا، وأن الناحية المذهبية أداة تُستخدم في هذا الصراع، والمسلمون الذين يظنون أن المعركة مذهبية إنما هم وقود في هذا الصراع. إن صاحب النفوذ الحقيقي في العراق هو أمريكا، وأمريكا وهي تشاهد تنامي وعي المسلمين على الإسلام، وتوق المسلمين للعيش في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة، ترى أنّ تثبيت نفوذها والحيلولة دون عودة الخلافة إنما يكون بجعل المسلمين يصطدم بعضهم ببعض على أساس مذهبي أو قومي، وعندما تقوم الخلافة، تكون أمريكا قد أوجدت من الأحقاد بين المسلمين ما يجعل الصدام مستمرا...
ويجب أن يدرك المسلمون أيضاً أن حكام إيران وإن كانوا يضربون على الوتر المذهبي، ولكنهم لا يقيمون وزناً لأي مذهب، بل إنهم يستخدمون الشيعة تنفيذا لمخططات أعداء المسلمين، وما ينطبق على حكام إيران ينطبق تماما على حكام السعودية في اتخاذ الناحية المذهبية أداة لتنفيذ مخططات أعداء الإسلام والمسلمين. إن على المسلمين أن يتمسكوا بالإسلام الذي جعلهم أمة واحدة من دون الناس، ويعملوا على مواجهة عدوهم الحقيقي، أمريكا والدول الغربية الاستعمارية، ويعملوا على تحقيق مشروعهم الذي يجمعهم ولا يفرقهم، ولا توجد فيه أي نظرة غير نظرة الإسلام، وهو مشروع الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
طالب رضا
 11 من شـعبان 1436
الموافق 2015/05/29م

No comments:

Post a Comment