Saturday, May 30, 2015

خبر وتعليق: براعة المجتمع الدولي تفرض الاتجار بالبشر

خبر وتعليق: براعة المجتمع الدولي تفرض الاتجار بالبشر

(مترجمة)
الخبر: ما يقارب 1200 مهاجر بما في ذلك النساء والأطفال والرضع - بعضهم محشور في قوارب بلاستيكية مكتظة - تم إنقاذهم من قبل السلطات اليونانية في بحر إيجه الشرقي في اليومين الماضيين. وتم سحب القوارب المكتظة إلى شواطئ "كوس"، حيث سجد الناجون على ركبهم للصلاة بعد انتهاء الرحلة المحفوفة بالمخاطر.
بعد إيطاليا، اليونان التي تمر بشلل اقتصادي، هي وجهة رئيسية للاجئين، أغلبهم من سوريا التي أنهكتها الحرب إلى جانب المهاجرين الباحثين عن مستقبل مادي أفضل في الاتحاد الأوروبي، حوالي 30 ألفاً تم استقبالهم هذا العام. على الرغم من كونها تحت السيطرة اليونانية فإن معظم جزر بحر إيجه هي أقرب إلى تركيا، حيث تقع جزيرة "كوس" على بعد ميلين فقط من "بودروم". فالرحلات من الميناء لا تستغرق أكثر من 20 دقيقة، مع مهاجرين يدفعون ما يصل إلى 800 يورو إلى المهربين للحصول على مكان على متن قارب. حتى الآن خلال هذا العام، قتل 1770 مهاجراً خلال الرحلة الخطرة إلى أوروبا، وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة، أي بزيادة 30 ضعفاً مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2014. (المصدر: ديلي ميل)

التعليق: عقد زعماء الاتحاد الأوروبي قمة في نيسان/أبريل في محاولة لمنع المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا من أفريقيا والشرق الأوسط على متن قوارب غير آمنة، بالإضافة إلى ذلك من المنتظر أن تقترح المفوضية الأوروبية أن يتم نقل 40 ألفاً من طالبي اللجوء الذين وصلوا على متن قوارب إلى إيطاليا واليونان إلى باقي بلدان القارة الأوروبية نظرًا لما تعتبر حالة طوارئ يمر بها كلا البلدين. وفي الوقت نفسه وقّع وزراء داخلية كل من تركيا، بلغاريا واليونان بروتوكولاً مشتركاً في العاصمة البلغارية صوفيا في 25 أيار/مايو من أجل مكافحة تزايد الهجرة غير الشرعية وذلك من خلال إنشاء مركز شرطة حدود وجمارك موحد.
عندما يكون البقاء في البلد الأصلي (سوريا، العراق، أفغانستان وغيرها) أكثر خطورة، واحتمال الموت، أو التعذيب والإذلال أعلى من احتمال البقاء على قيد الحياة، فمن الطبيعي أن يخاطر الناس بأي شيء للفرار من الجحيم الذي احتُجزوا فيها. ومع ذلك، عندما يصل المسلمون إلى "المناطق الآمنة" في أرض إسلامية مثل تركيا، يستمرون في المخاطرة بحياتهم للوصول إلى أوروبا غير الإسلامية، لذا بعض الأسئلة الخطيرة يجب أن تطرح، باختصار، أمر غير مقبول. في الوقت الذي تكون فيه الظروف المعيشية غير مجدية تدفع الناس إلى الخروج من تركيا في الجانب الآخر تكون الفرص متاحة ظاهريا من قبل أوروبا واعدة بحياة أفضل. لذلك لهم البراعة في عدم وجود حل جذري أولًا في البلدان الأصلية ثانيًا في بلدان اللجوء التي تجعل الناس يعرضون حياتهم للخطر.
اعتادت هذه الأمة أن تشهد على أن القوى العالمية ليست سوى واجهة تجارية عند الحديث عن المساعدات الإنسانية. في الواقع بعد الاطلاع على ما تم التخطيط له كإجراءات من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة والدول والمنظمات الأخرى خاصة خلال الأشهر القليلة الماضية، وماذا فعلوا على مدى السنوات الماضية، فيمكن استنتاج أنه ليس سوى إجراءات للقبض على المهربين والحديث عن العبء المالي لتلك الدول جراء استقبالها اللاجئين. هذا ما يزال أكثر ربحًا بالنسبة للقوى الغربية، سواء ماليًا أو سياسيًا من إنهاء الظروف القمعية في بلدان اللاجئين.
ولكن ما لم ولن تعتاد عليه هذه الأمة هو عدم قدرة القادة في بلاد المسلمين على رفض أوامر أسيادهم في الغرب والقيام بإجراءات حقيقية لإزالة الظلم في بلدانهم. تخيل ما القوة التي يمكن أن تولد إذا ما اتحد المسلمون تحت حكم واحد وقيادة جيوشها نظمت تحت قائد واحد؟.. هذا ما تطالب به الأمة بالفعل ولفترة طويلة جدًا وتدعو لإعادة المجد والازدهار والسلام في بلاد المسلمين مرة أخرى. ومع ذلك، هذا الأمر يتطلب تغييرًا داخل أراضينا الإسلامية، وهو تغيير الأنظمة والقواعد الفاسدة وتبعات رغبات سادة الغرب العلماني.
﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
زهرة مالك
13 من شـعبان 1436
الموافق 2015/05/31م

No comments:

Post a Comment