Friday, September 27, 2019

بوتين يستشهد بالقرآن الكريم

بوتين يستشهد بالقرآن الكريم

الخبر: ضجت عناوين الصحف بخبر تلاوة الرئيس بوتين لآية من القرآن الكريم في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقد بعد القمة السورية لتركيا وروسيا وإيران التي عقدت في أنقرة. وفيما يتعلق بالتوتر السياسي بين السعودية واليمن، ذكر بوتين التالي من خلال اقتباسه من القرآن "من أجل حل المشاكل، يجب إيجاد حل متبادل من قبل كل دولة. كوني في بلد مسلم مثل تركيا الآن، أريد أن أذكر هذه الآيات من القرآن ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِیعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَیْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَیْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً﴾. القضايا التي تفرق بينكم، يجب أن تبقى في الوراء. يجب أن يكون التقارب الروحي في المقدمة. وعدم القبول بالعنف أيضاً مذكور بالقرآن". (وكالات الأنباء)
التعليق:
كانت قراءة بوتين لهذه الآية ذات هدف، ومن الواضح أنه تم اختيارها بعناية. على الرغم من أن بوتين قد تناول الآية عند حديثه عن قضية اليمن، فإن التعامل معها في سياق سوريا، سيكون أفضل بكثير. للتوضيح أكثر، على الرغم من أن الرئيس الإيراني حسن روحاني يجلس أيضاً على الطاولة، كان أردوغان هو المخاطب.
منذ بداية الثورة السورية، حافظ أردوغان ظاهرياً على سياسة ضد الأسد وقال دائماً إنه يجب على الأسد الرحيل. بالطبع، موقف أردوغان غير واقعي. إنه ليس أكثر من مجرد التلاعب بالشعب السوري وبشعبه. فمنذ بداية الثورة، نفذ أردوغان سياسة قذرة وغادرة من أجل الإبقاء على الأسد. لذلك، بدعوة من بوتين، طُلب أن يوضع الصراع بين الأسد وأردوغان جانباً. بعبارة أخرى، أوضح بوتين: "يا أردوغان، عليك أن تضع جانباً عدداً من النزاعات المزعومة بينك وبين الأسد وتستمر معه جيداً من الآن فصاعداً. انظر! الله، الذي تؤمن به، جعلكم إخوة. لقد وحد قلوبكم. اليوم هو يوم الأخوة والوحدة والعمل الجماعي. لذلك انس غضبك وسامحه. وإلا سوف تفقد قوتك. إذا استمريت في التصرف على هذا النحو، فلن نتمكن من حل المشكلة السورية". لقد أراد أن يقول "إذا ظهرت المجموعات مرة أخرى في سوريا وهذه المرة أقاموا خلافة حقيقية، فكل نضالنا حتى الآن سيكون بلا جدوى" وطالبه أيضاً بقبول الأسد باعتباره الحاكم الشرعي الوحيد لسوريا. بالإضافة إلى ذلك، أصبحت روسيا الآن متعبة ومتهالكة. كانت هناك خسائر بشرية ومادية خطيرة في سوريا وهم يريدون الخروج من سوريا في أقرب وقت ممكن.
من ناحية أخرى، أجاب أردوغان على السؤال الذي طرح بعد تصريحات بوتين على النحو التالي: اليمن مدمر. من هو المسؤول عن هذا؟ ما نوع الأعمال التي يمكننا القيام بها من أجل إعادة بناء اليمن؟ علينا التركيز على هذه القضايا والتفكير في الحلول.
يا أردوغان لقد تساءلت دون خوف من الله بالقول: "من المسؤول عن اليمن؟". ونحن نقول بأنه على الرغم من معرفتنا بعلمك بالبلدان التي قتلت المسلمين. ولكن إن لم تكن على علم بالمسؤولين عن ذلك فدعنا نقل لك ذلك.
اليوم، الرئيس الروسي بوتين، الذي تسميه صديقك، هو الذي يذبح المسلمين في سوريا ومناطق إسلامية أخرى. إن المسؤول عما يحدث في اليمن هو نفسه الكافر بوتين، الذي يتلو بغطرسة آيات من الكتاب الذي لا يؤمن به، وأنت، يا أردوغان، صمتّ مرة أخرى لإرضائه.
المسؤول هو روحاني، قاتل المسلمين في العراق وسوريا واليمن.
المسؤول هو أمريكا والدول الاستعمارية الأخرى، التي تعلن عنها كحليفة لك ولا تتخذ أي خطوة دون إذن منها، وتعتبرها شريكاً استراتيجياً في كل منعطف. إنه لمن السخف أن تسأل هذا السؤال وتتظاهر بعدم معرفتك لكل هذه الحقائق. فكالمعتاد، أنت تقول هذا من أجل التلاعب بالجمهور بذكائك.
لذلك يجلس أردوغان، الذي يدعي أنه يقف إلى جانب المسلمين، على طاولة واحدة مع قتلة الأمة. إنك مع معاهدة الصداقة التي أعلنت عنها، فأنت تساعدهم في جريمتهم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يلماز شيلك
28 من محرم 1441هـ   الموافق   الجمعة, 27 أيلول/سبتمبر 2019مـ

No comments:

Post a Comment