Monday, September 23, 2019

لا يستوي حكم الله مع حكم البشر يا فيصل قاسم

لا يستوي حكم الله مع حكم البشر يا فيصل قاسم

الخبر: كتب الإعلامي ومقدم البرامج المعروف في قناة الجزيرة فيصل قاسم صباحاً التغريدتين التاليتين على موقع التواصل تويتر: "‏لا تفكروا مطلقاً باستبدال الديكتاتوريات العسكرية والمخابراتية القذرة بديكتاتوريات دينية لا تقل قذارة. حذار من السير وراء الأحزاب والشعارات الدينية. هؤلاء فاشيون كالجنرالات. الأول يستخدم ضدك سلاح التخوين والثاني سلاح التكفير. ابحثوا عن أحزاب مدنية علمانية وظيفية تكون في خدمة الجميع".
وبعدها بساعات جاءت التغريدة الثانية: "‏عندما ترى ملتحياً يدعو إلى الجهاد في سبيل الله فاعلم أنه في أحيان كثيرة يدعو للجهاد في سبيل المخابرات. ومن الأفضل أن تسأله: إلى أي جهاز مخابرات تنتمي يا رعاك الله: وما هي رتبتك في الجهاز؟ عقيد، رائد، أم نقيب؟ زامط بن فرشوخ المنجعي الرابع عشر".
التعليق:
للوهلة الأولى قد يبدو حديثه لأصحاب النوايا الحسنة حديثَ الحريص على الأمة ومصالحها، خاصة وهو يلمح بشكل أقرب للتصريح منه للتلميح، إلى الجماعات "الإسلامية" التي صُنعت في أقبية المخابرات كما ذكر، وعانت الأمة منها طويلاً.
لكن المستنير بأحكام الإسلام فهمُه الواعي على الأحداث المدرك لطبيعة المرحلة، وأن ما يجري في المنطقة هي حرب بين الإسلام وأهله وبين الغرب وعملائه وأشياعه وأتباعه، الذين مكروا ويمكرون لهذه الأمة بكل وسيلة يستطيعونها لأجل تأخير عودتها للصدارة مرة أخرى، هؤلاء الواعون المخلصون يدركون أن ما يتحدث عنه قاسم ليس إلا مكراً خفياً وسمّاً زعافاً.
إن الحركات "الدينية" التي صنعتها المخابرات العالمية، هي جزء من النظام الغربي، ولا تمثل الإسلام ولا تمت للمسلمين بصلة بطبيعة الحال. ولا يخفى هذا إلا على الجهلة السُذّج.
هذه الحركات رفضتها الأمة ولفظتها لفظ النواة، بعد انكشاف سوأتها وبيان عريها الفكري أمام الأمة وشذوذها عن الفكر الإسلامي القويم الواضح الذي لا لبس فيه.
وتعميم هذه الحركات وجعلها نموذجاً يمثل الإسلام السياسي، وصبغ التوجه الإسلامي بصبغة الديكتاتورية هو أمر مرفوض جملة وتفصيلاً. وكلامك يا فيصل قاسم يؤكد أنك في فسطاط الغرب نفسه الذي صنع هذه الحركات وجعلها خنجراً يطعن به خاصرة الأمة. وكلامك لا يصب إلا في خدمة المصالح الغربية التي ترى في الإسلام السياسي وفي الحكم بالإسلام خطراً عليها.
الإسلام واضح وضوح الشمس في رابعة النهار، ومن العار بحق إعلامي معروف مثلك أن نضطر لنقول له: "ابحث جيداً في أحكام السياسة الشرعية في الإسلام، واقرأ كثيراً عن كيفية إقامة الدولة والنهضة بالأمم في دين الله، ثم تهجم على الإسلام بهذا الشكل".
تبرر الدعوة للعلمانية الجاهلية، بتخويف الناس من "بعبع" تنظيم الدولة وطالبان وغيرها من الحركات "الإسلامية"، بينما أنت تعلم في الصميم أن هذه الحركات لا تمثل الإسلام. هذا للعلم تكتيك أمريكي بات مملاً!
ألا ترفع أمريكا في وجه السنة "غول الشيعة" وتخوّف الشيعة بالسعودية؟ ألم تلعب اللعبة نفسها وأنت تدعو للعلمانية بعد أن خوَّفتهم "بالغول الإسلامي"؟
وإنه ليخطر لي أن أسألك: من أي جهاز مخابرات تأخذ راتبك مقابل الدعوة للعلمانية؟ وما هي رتبتك؟ لأنه كما يوجد "دعاة للجهاد في سبيل المخابرات" ملتحون، فلا يمنع هذا وجود إعلاميين يجاهدون في سبيل المخابرات ذاتها، ويمرون عبر مهاجمة الصنف الأول!
وكلمة أبرقها إليك ومن يسير في دربك: إننا أمة من دون الناس، صنَعَنا كتابٌ أوحي إلى محمد بن عبد الله، هزمنا به هرقل وكسرى حفاةً عراة، واليوم سنهزم به ترامب وبوتين... نؤمن بالكتاب كله، ومنه قول ربنا: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ [النساء: 65].
وفي النهاية: لن تنفعك لا روسيا ولا أمريكا، ولا الدولة المدنية العلمانية.
﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ * فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ﴾ [إبراهيم: 46-47].
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بيان جمال
  25 من محرم 1441هـ   الموافق   الثلاثاء, 24 أيلول/سبتمبر 2019مـ

No comments:

Post a Comment