Monday, April 23, 2018

مع الحديث الشريف: أين الأمة هذه الأيام من سالف عهدها؟!

مع الحديث الشريف: أين الأمة هذه الأيام من سالف عهدها؟!

    نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
   عن عرفجة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ، يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَاكُمْ أَوْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ فَاقْتُلُوهُ». رواه مسلم برقم 1852.  
   لقد خصّنا الله تعالى بما لم يكن لغيرنا، فقد جعلنا أمة من دون الأمم، فجعلنا على عقيدة صافية لا شكوك فيها، محفوظة من العبث والتحريف، وجعلنا حراسا عليها؛ نحاسب الحاكم إن أساء تطبيقها ونحاسب من يحاول الخروج عليه ليشق يد الجماعة ويفرقها.
أيها المسلمون:
   لقد وقعت الأمة اليوم فيما حذّرها منه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، فقد خرج عليها من بعثر كلمتها وفرّق جماعتها، حتى صار حالها إلى ما ترون، أشباه دول لا تقوى إلا على طاعة أعدائها وتنفيذ مخططاته الاستعمارية شبرا بشبر وذراعا بذراع، فصارت ذليلة ضعيفة تتناهشها الأمم ويستأسد عليها أذل أهل الأرض، يذبحون أبناءها كالأنعام وهي لا تقوى على الحراك، حتى ذهبت سيادتها وعزتها وضاعت كرامتها، فأين خليفتها اليوم يعيد لها عزتها ووحدتها؟ أين خليفتها اليوم يعيد لها شهادتها على الناس؟ إن القلب ليكتوي حزنا وكمدا ويعتصر مرارة وألما أمام وصية الرسول صلى الله عليه وسلم وحرصه ألا يكون على الأمة أكثر من إمام، فدون ذلك القتل، وإن العين لتدمع عندما نستحضر هذا التكليف والتشريف، فأين الأمة هذه الأيام من سالف عهدها؟ وأين الأمة من تحذير رسولها صلى الله عليه وسلم.
   اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
   أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. 
كتبه للإذاعة: أبو مريم
  7 من شـعبان 1439هـ   الموافق   الإثنين, 23 نيسان/ابريل 2018مـ

No comments:

Post a Comment