مع الحديث الشريف: الأئمة المضلّون سلٌّ يفتك في عضد الأمة

مع الحديث الشريف: الأئمة المضلّون سلٌّ يفتك في عضد الأمة

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ». رواه الترمذي برقم 2229.

أيّها المستمعون الكرام:  

إن الفكر في أي مجتمع سلاح خطير؛ إذ بالفكر ترتقي المجتمعات وتنهض، وبالفكر ترتفع وتسمو، فعندما ساد الفكر الإسلامي في المجتمع الإسلامي عاش المسلمون وغير المسلمين في سعادة وطمأنينة، عاشوا جميعا في حضارة عريقة امتدت أربعة عشر قرنا من الزمان، ذاقت البشرية في أكنافها معنى النهضة ومعنى العزة، وذاقت طعم الحياة.

أيها المسلمون:

إن ضعف الوعي على أحكام الإسلام فتح الباب واسعا أمام الناس خاصة العلماء ممّن تصدّر واجهة الأمة في الحديث والكلام والإفتاء، ليُدخلوا على هذا الدين ما ليس منه، فنادوا بالديمقراطيّة وبالعلمانيّة وبالقوميّة وبالوطنيّة، فحرفوا الأمة عن جادة الصواب، وأبعدوها عن العمل الصحيح لتغيير الواقع وعودة الإسلام للحكم، نعم إنهم الأئمة المضلّون، الأئمة الديمقراطيّون الوطنيّون، أو الوطنجيّون، فكانوا حقّا سلاحا فتّاكا فتك في جسد الأمة كالسلّ، فزادها ضعفا فوق ضعف، نعم لقد انتزعوا هذا اللقب "الأئمة المضلّون" بهذا العمل القبيح، واستحقّوا أن يكونوا الخطر الأول الذي حذّر منه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.

اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. 

كتبه للإذاعة: أبو مريم

  12 من شـعبان 1439هـ   الموافق   السبت, 28 نيسان/ابريل 2018مـ