Friday, April 27, 2018

مع الحديث الشريف: لا يُحلّ دم المسلم إلا بتشريع من المشرّع

مع الحديث الشريف: لا يُحلّ دم المسلم إلا بتشريع من المشرّع

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَّا ثَلَاثَةُ نَفَرٍ: التَّارِكُ لِلْإِسْلَامِ، مُفَارِقُ الْجَمَاعَةِ، وَالثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالنَّفْسُ بِالنَّفْس» قَالَ الْأَعْمَشُ: فَحَدَّثْتُ بِهِ إِبْرَاهِيمَ، فَحَدَّثَنِي عَنْ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ بِمِثْلِهِ. (السنن الصغرى للنسائي 3992).
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن هذا الحديث الشريف ينهانا عن قتل النفس المسلمة، هنا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام يحلف بالله الواحد الأحد – وهذا دلالة على شدة الحرمة وتأكيدها - أن دم المسلم الذي يوحّد الله عز وجل ويشهد الشهادتين حرام، لا يُحلّ إلا لثلاث؛ تارك الإسلام، أي الذي ارتد عن الإسلام، وكفر بعد إيمانه بالله، فهذا جاحد متنكر للخالق منكر لنبوة محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، والخارج عن صف المسلمين المفسد في الأرض المخالف لسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام الساعي للفتنة المجاهر بالمعاصي، والرجل الذي بلغ من العمر عتيا، وتعدى حدود الله بالزنا، والأخير هو القاتل المتعمد للنفس البريئة، الذي ارتكب جريمته متقصدًا له. 
إن هذه الأحوال التي يحل فيها دم المسلم جعل الله تنفيذها على الحاكم المطبق للإسلام، وفيها تعدٍ واضح على العقيدة الإسلامية أو الأحكام الشرعية وينتج عنها مفسدة بين الناس، ففاعلها بقاؤه يؤذي الناس، فكان قتلهم عدلًا وإطفاء للفتن وإنهاء للجحود، وحتى إن لم يعلم بها الحاكم ولم يُقتل، فإنه يستحق الإثم والعقاب عند الله في الآخرة.
إن الأحكام الشرعية جاءت لإعمار الأرض وإصلاح أهلها، ومن تعدّاها وجب أن يجد رادعًا فيها... علينا أن نتبع الأوامر والنواهي كما هي من عند الله، لا القتل هوى أو شبهة، بل تشريعًا من الله، وليس من أنفسنا، غير مفترين عليه.
الله نسأل أن يجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه، من الملتزمين بشرعه كما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يعيذنا من المفترين الذين يشرعون أفعالهم الظالمة، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح
  11 من شـعبان 1439هـ   الموافق   الجمعة, 27 نيسان/ابريل 2018مـ

No comments:

Post a Comment