تنّحوا، فالسياسة رعاية ولستم أهلها!! تنّحوا لننقذ تونس العزيزة!!

تنّحوا، فالسياسة رعاية ولستم أهلها!! تنّحوا لننقذ تونس العزيزة!!

الخبر: أدت الحكومة التونسية الجديدة برئاسة يوسف الشاهد اليمين القانونية أمام رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي في قصر قرطاج السبت 27 آب/أغسطس بعد يوم من حصولها على ثقة البرلمان.

وستتولى الحكومة مسؤولياتها بعد تسلم وتسليم المهام بين الشاهد وسلفه الحبيب الصيد.

وهي تضمّ أربعين وزيرا بينهم 14 بصفة كاتب دولة، وتضم ثماني نساء و14 شابا. وقد احتفظ الشاهد بتسعة وزراء من حكومة الصيد بينهم وزراء الداخلية والدفاع والخارجية. وكان الشاهد قد صرّح أمام البرلمان أنه إذا استمر التعثر الاقتصادي فإن حكومته ستجبر على اتباع سياسة تقشف عام 2017 وتسريح آلاف الموظفين وزيادة الضرائب وخفض الإنفاق. كما شدد في خطابه أمام النواب على أن حكومته لن تسمح بتوقف الإنتاج في أي مصنع، قائلا "سنكون حازمين في التصدي للإضرابات والاعتصامات غير القانونية".

التعليق:

حكومة مثل التي سبقتها لا تكاد تتمايز عنها من حيث البرنامج والإجراءات المزمع اتخاذها لإنقاذ البلد ورغم ذلك تمنح الثقة بغالبية الأصوات لتكشف حقيقة باتت مفضوحة وهي أنّ النواب في قبّة البرلمان اليوم ليسوا نوابا عن الشعب بل هم نواب عن الاستعمار يسيرون وفق أوامره وتوافقاته إلا من رحم ربي.

وإلاّ فمَنْ مِنَ الناس راضٍ بهذه الحكومة وقد بان جليا لكل من يفقه ولو النزر اليسير في الشأن السياسي أنها حكومة قد جيء بها لتفعل ما عجزت عنه الحكومة السابقة من تأمين نهب الشركات الاستعمارية لثروات البلاد بسلاسة والتصدي لكل نَفَسٍ ثوري أقلق الغرب بمطالبه والحزم مع الاعتصامات، وآخر همّها هو إنقاذ البلاد مما وصلت إليه!!

مَنْ مِنَ الناس قد يرضى بمثل هذه الحكومة وقد بات واضحا أن "الشاهد" إنمّا جيء به ليكون شاهد زور على بيع البلد كما صرح بعض الشرفاء من النواب في مجلسهم نفسه!!

حقا إنها حكومة لا تمثل إلا نفسها ومصالح أسيادها؛ ولذلك فقد بات حريّا بكل من تأمل خيرا في تغير الحال بثورة الربيع العربي بتسليمها ليد من كان بالأمس جزءاً من منظومة العمالة والاستبداد، أن يدرك استحالة وقوع التغيير على أيدي الجبناء العملاء العجزة؛ وأنّ الساعة قد دارت دورتها معلنة العودة إلى مربع ما قبل 17 كانون الأول/ديسمبر لتؤذّن في منشدي التغيير أن حان وقت الوعي على ضرورة وجود قيادة مخلصة تقية نقية تحركها أوجاع تونس وأهلها يُلتف حولها؛ قيادة تدير ظهرها للاستعمار بجميع أشكاله وتعلنها مدوية لحكام اليوم: تنحوا، فالسياسة رعاية سنُسأل عنها أمام الله؛ فلستم أهلها... تنحوا لننقذ تونس العزيزة ونعيد لها سيادتها!!

تنّحوا، فإننا سنقطع أيدي السارقين ونمضي ننهض بشرع رب العالمين؛ ففيه الخير والعز والتمكين وضمان حاجات الناس أجمعين. تنحوا، فلن نسمح لكم ببيع تونس وسنمنع انهيارها على أيديكم!!!

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

هاجر اليعقوبي - تونس

28 من ذي القعدة 1437هـ   الموافق   الأربعاء, 31 آب/أغسطس 2016مـ