Monday, August 29, 2016

وزيرة جزائرية تخطط لإلغاء مادة العلوم الإسلامية!

وزيرة جزائرية تخطط لإلغاء مادة العلوم الإسلامية!

الخبر: كشف الأمين العام لتنسيقية أساتذة الثانوي للعلوم الإسلامية بوجمعة شيهوب أمس في تصريح خاص لـ(أخبار اليوم) أن وزيرة التربية الوطنية في الجزائر نورية بن غبريط تخطط لمنح الاختيار لتلاميذ الشعب الأدبية في امتحان شهادة البكالوريا بين مادة العلوم الإسلامية من جهة والأمازيغية من جهة أخرى، وهو ما ينذر بفتنة كبرى، متوعدا بتنظيم احتجاجات لفضح المخطط البن غبريطي ومطالبا الحكومة برفضه درءا للفتنة وحماية للمجتمع وترسيخا لثوابت الأمة، وحسب المتحدث فإن المشروع الذي رفعته بن غبريط للأمانة العامة للوزارة الأولى يتضمن إلغاء العلوم الإسلامية في الشعب العلمية وجعلها اختيارية في الشعب الأدبية.
وقال الأمين العام لتنسيقية أساتذة الثانوي للعلوم الإسلامية متحدثا لـ(أخبار اليوم) إن لديه معلومات أكيدة تشير إلى نية وزيرة التربية الوطنية جعل مادة العلوم الإسلامية اختيارية في شهادة البكالوريا للشعب الأدبية وإلغائها في جميع الشعب العلمية، وهو قرار إن تم تطبيقه سيعزز صناعة الفكر الداعشي بطريقة غير مباشرة ويساهم في صناعة التطرف كونه يجعل أحد عناصر الهوية الوطنية مجرد مادة اختيارية (ومن ثمّ فإن بن غبريط تهين مادة العلوم الإسلامية).
التعليق:
يقوم التعليم في أي أمة أساسًا على وجهة النظر التي تتبناها لإيجاد الشخصية التي تصبو إليها، فنجد أن الغرب يصبو إلى السيطرة على العالم وتكريس التعليم في بلادنا لصالحه فجعله في بلاد المسلمين، فكان أداة للسياسة الاستعمارية تفصل المسلمين عن عقيدتهم وتراثهم الإسلامي، وتحول دون نهضتهم وتقدمهم، وتعزز المفاهيم العلمانية والليبرالية وغيرها من المفاهيم التي تفرض وجهة نظر دخيلة على البلاد.
ومع هذا القرار فإن الشعب الجزائري انتقد وهاجم هذا الاقتراح ورفضه، وليس من الغريب أن يشهد شاهد من أهله بفساد أو بطلان النظام العلماني بكل فروعه وأجزائه ﴿كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا﴾، وليس عجيبا أن يدعو رواده إلى وجوب إصلاح المنظومة التربوية، بل هو إقرار بالفشل ومواجهة كل من يتشدق بالمكاسب في التعليم الجزائري.
إن هذا النظام كغيره قد جعل من أبنائنا كائنات مخبرية يضعونهم طبق عوامل وظروف غير ظروفها الأصلية ليجربوا عليهم ما خططه الأجنبي.
إن ما يرسم في سياسة التعليم يراد به إبعاد الإسلام عن الحياة العملية وجعله موضوعًا أكاديميا يتبع طرقًا غير صحيحة للتدريس، ونتائجه وبالٌ على الأمة بجعله حفظًا بدلا من التركيز على بناء المفاهيم...
وكيف يكون الأمر يراد به خيرٌ ونجد:
تدريس العديد من العلوم بلغة غير اللغة الأم؟!
رغبة أبنائنا في السفر إلى الغرب لتحصيل التعليم الجامعي؟!
استغلال الأدمغة وتهجيرها لنفقد شبابًا موهوبًا من خدمة الأمة الإسلامية ويسخَّر لخدمتهم؟!
عدم ربط البحوث العلمية باحتياجات الصناعة والزراعة؟!
النظام التربوي الحالي يدرس الإسلام بطريقة نظرية دون ربطه بالواقع، بل انحصر ببعض الأحكام الشرعية المتعلقة بالعبادات والأخلاق فقط وأهملت الأحكام الأخرى التي تتعلق بالمعاملات والشؤون الاقتصادية والسياسة الخارجية والمسائل المتعلقة بمحاسبة الحاكم… الخ؟!
التمويل الحكومي ليس كافيًا لتوفير المرافق التعليمية والمدرسين والمدربين المختصين في إنتاج البحوث والتكنولوجيا فتلجأ إلى الأجنبي، وما هي إلا أساليب لتكريس الاستعمار؟!
إن الحرص على اكتساب العلوم من مثل الصناعات الثقيلة والحربية هي من باب الفرض، وهي قضية مصيرية للشعوب، لذا على الدولة أن تتحمل المسؤولية لتعليم أبنائها وبناتها. إن العلوم يُحرص عليها وعلى اكتسابها والعمل على جعلها قضية حياة أو موت باعتبارها من الفروض، وهي عالمية ولا تخضع لوجهة نظر؛ مثل الصناعات الثقيلة والصناعات الحربية.
وعليه فإن دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة القائمة قريبا إن شاء الله ستجعل سياسة للتعليم من شأنها بناء الشخصيات الإسلامية بعقلية ونفسية قويتين، ووضع المناهج على نحو من شأنه تطوير طريقة التفكير والتفكير التحليلي والرغبة في المعرفة من أجل نيل رضوان الله وثوابه وتقديم مساهمات ذات نفع للأمة...
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
خنساء بوحيرد (أم مصعب) – الجزائر
27 من ذي القعدة 1437هـ   الموافق   الثلاثاء, 30 آب/أغسطس 2016مـ

No comments:

Post a Comment