Friday, August 26, 2016

السعادة الحقيقية هي نيل رضوان الله

السعادة الحقيقية هي نيل رضوان الله

الخبر: جاء على موقع البي بي سي بالعربية خبر بعنوان هل ستصبح الإمارات أسعد دولة في العالم؟ وكان مفاد الخبر أن الإمارات قامت باختيار 60 مسؤولاً لشؤون السعادة والإيجابية للسفر للخارج لدراسة كيفية نشر السعادة في البلاد.
ففي شباط/فبراير من هذا العام، عينت الحكومة أول وزيرة دولة لشؤون السعادة، وفوضتها للعمل من أجل جعل البلاد وسكانها أكثر سعادة.
وترغب الإمارات في أن تصبح من بين أكثر خمس دول سعادة في العالم عام 2016.
وقد أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب الرئيس ورئيس مجلس الوزراء في دولة الإمارات: "إننا نسعى لخلق مجتمع تكون فيه سعادة شعبنا مؤشرا ومقياسا، وذلك بتوفير لقاء الذئاب لبحث حقوق الإنسان! بيئة يمكنهم فيها فعلاً تحقيق الازدهار".
لكن البعض غير مقتنع بذلك، فهناك من ينتقدون الإمارات العربية المتحدة ويشجبون معاملتها للعمالة الوافدة. داعين بدلاً من ذلك الحكومة إلى تحسين وضع حقوق الإنسان وحكم القانون.
لكن الإمارات العربية المتحدة ترفض تلك الانتقادات المتعلقة بسجلها في مجال حقوق الإنسان. وعلى الرغم من أن الإمارات العربية المتحدة واحدة من أكثر دول الخليج ليبرالية، حيث يسمح للثقافات والمعتقدات الأخرى بالحركة فيها بلا قيود، إلا أنها من الناحية السياسية تبقى دولة مسيطرة تحكمها مجموعة من العائلات القوية.
التعليق:
السعادة هي شعور ناتج عن عملٍ يحبّه الإنسان، أو يكون ناتجاً عن شيءٍ قام به النّاس تجاه شخصٍ ما، وهي تحمل عدّة مفاهيم؛ فكلّ شخصٍ يعرّفها كما يراها من وجهة نظره...
فعند إشباع الحاجات العضوية يشعر الإنسان بالسعادة، وعند إشباعه لغرائزه فإنه يشعر بالسعادة، ولكن هذه السعادة لا تكون دائمة بل مؤقتة تزول مع الوقت، فلو أن شخصا اشترى أجمل بيت، لصار البيت بعد شهر عادياً جداً، ولو اقتنى أغلى مركبة، فبعد فترة تصبح مركبة عادية جداً، فتزول سعادته.
إن هذه ليست هي السعادة الحقيقية، بل هي لذة عند الإشباع، أما السعادة الحقيقية فهي فقط في نوال رضوان الله تعالى، فكم تكون سعادة المرء حين يستشعر قربه من ربه في تنفيذه للأحكام الشرعية. وكم من جائع سعادته في قلبه أكبر لأن مطعمه حلال، في حين إن غنياً ما يكون منزعجا لشعوره بحرمة الطريقة التي جنى بها ماله، أو حتى لأنه لم يؤد ما عليه من زكاة.
ولو فرضنا جدلا أن السعادة تكمن في توفير الحاجات الأساسية لرعايا الدولة من قبل الدولة، فإن هذا الأمر ليس بحاجة لوزارة وسفراء، بل هو أمر واجب على الدولة، بل يعتبر بندا مهما في دستور الدولة الإسلامية؛ حيث جاء في المادة 125 من دستور الدولة الإسلامية الذي أعده حزب التحرير: "يجب أن يضمن إشباع جميع الحاجات الأساسية لجميع الأفراد فرداً فرداً إشباعاً كلياً، وأن يضمن تمكين كل فرد منهم من إشباع الحاجات الكمالية على أرفع مستوى مستطاع".
إن سدّ حاجات الرعية الأساسية بتوفير الأمن والطب والتعليم لها، هو واجب على الدولة، وأن يضـمنها بيت المال، لا فرق بين مسلم وذمي، ولا بين غني وفقير...
فكل هذه الأمور وغيرها تدخل في رعاية الشؤون، عملاً بقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «الإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» أخرجه البخاري عن عبد الله بن عمر.
نسأل الله أن يمن علينا بخليفة راشد يحكمنا بشرع الله عز وجل، وحينها فقط نشعر بالسعادة الحقيقية الدائمة، إنه ولي ذلك وهو على كل شيء قدير.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عفراء تراب
  23 من ذي القعدة 1437هـ   الموافق   الجمعة, 26 آب/أغسطس 2016مـ

No comments:

Post a Comment