Friday, August 26, 2016

لقاء الذئاب لبحث حقوق الإنسان!

لقاء الذئاب لبحث حقوق الإنسان!

الخبر: تحتضن العاصمة التونسية اليوم الأربعاء (24 من آب/أغسطس 2016م) أعمال المؤتمر الثاني للمسؤولين عن حقوق الإنسان في وزارات الداخلية العربية، وذلك في مقر الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب ويشارك في أعمال المؤتمر ممثلون عن وزارات الداخلية العربية وجامعة الدول العربية، بالإضافة إلى ممثلين عن لجنة حقوق الإنسان العربية والمفوضية السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة. ويناقش المشاركون العديد من الملفات المهمة للمنطقة العربية، من بينها ملف "الإرهاب". وتتواصل أعمال المؤتمر على مدى يومين، ومن المنتظر أن يتمخض عنه لوائح وتوصيات في مجال حماية حقوق الإنسان، والتصدي لـ"الإرهاب".
التعليق:
لعل زماننا هذا هو زمن السنوات الخداعات التي أخبرنا عنها الوحي في الحديث الشريف، حيث قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ، يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِب،ُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ»، قِيلَ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: «الرَّجُلُ التَّافِهُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ». فهل أصبح كل شيء في عالمنا يسير بالمقلوب؟!
لقد عودتنا وزارات الداخلية في العالم الإسلامي ومنه العالم العربي على القمع والبطش بالعباد، حتى إنها كانت أول من وطدت القوانين والدساتير الوضعية في هذه البلاد، فلجأت إلى الاعتقالات التعسفية والاختطاف والتعذيب، في انتهاكات صارخة لكل الأحكام والقيم البشرية وحتى للقوانين التي كتبتها بشمائلها الآثمة. وتأتي هذه الممارسات من وزارات الداخلية، التي كان أول اعتداء قامت به هو الكفر بالإسلام وقوانينه في قمة الظلم للإنسان وحقوقه، حتى تواتر عن أجهزة المخابرات في تلك الوزارات القول بوضع الإسلام ومقدساته في "الجارور" في صورة فحش في الكفر وليس مجرد الاعتراف به.
فبأي وجه يجتمع هؤلاء وقلوبهم ملأى بالكُره لشعوبهم والعداء لها، ولا يتنافسون إلا في ابتداع أساليب التنكيل بالمسلمين في "بلدانهم"؟! بأي وجه يلتقي مندوب سوريا مثلًا لبحث ملف حقوق الإنسان بعد قتل حكومته وجرحها لأكثر من نصف مليون من أهل سوريا؟! وبأي وجه يحضر مندوب فرعون مصر السيسي وسجونه ملأى بعشرات الآلاف من السجناء المعارضين لفرعنته؟! وبأي وجه يلتقي كلاهما مع مندوب آل سعود في الوقت الذي تطالب فيه جمعيات حقوق الإنسان العالمية بطرد السعودية من عضويتها بسبب انتهاكاتها الصارخة لحقوق الإنسان؟! طبعًا هذه أمثلة ثلاثة على بلدان يحكمها ذئاب على صورة بشر، ولا تعني أن باقي البلدان هي محترمة لها، بل هي أيضا في الهم شرق، وفي الجرم مثلها أو أكثر منها، لا أستثني منهم أحدًا.
أما بخصوص حضور المفوضية السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فإن الأمم المتحدة هي الغابة الموحشة التي تجمع هؤلاء الذئاب وغيرهم، فبالأمس القريب تباكى المفوض "السامي" في الجمعية العمومية على الوضع الإنساني البائس الذي وصل إليه أهل سوريا، وقال بأن الذي يحصل في سوريا عار على جبين البشرية، واقترح "هدنة" لوقف إطلاق النار في حلب، فهو مع إقراره بأن حقوق الإنسان وصلت إلى الحضيض في سوريا يقترح اقتراحًا يخدم الجزار وليس الضحية! فتمخض الجبل فولد فأرا، حيث أكد على أنه كبير المجرمين وشاهد زور يعطي الشرعية لانتهاكات حقوق الإنسان ويمد من عمر كل منتهك لحقوق الإنسان!
نعلم يقينًا أن اجتماعًا مثل هذا لن يتم فيه البحث في الحفاظ على حقوق الإنسان، بل في كيفية انتهاكها بأشكال يعجز الشيطان عنها، ولن يتمخض عنه إلا مزيد من الإجراءات القمعية بحق الإسلام والمسلمين في البلاد العربية، ولعل ملف "الإرهاب" الذي سيُبحث كما جاء في الخبر هو الملف الوحيد الذي سيبحثونه، فالإسلام هو عدوهم الوحيد وهو الذي يؤرقهم، حيث دنت، بإذن الله، ساعة الإطاحة بعروش أنظمتهم العميلة وقلعها من جذورها، وإقامة الخلافة على منهاج النبوة على أنقاضها، ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بلال المهاجر – باكستان
  23 من ذي القعدة 1437هـ   الموافق   الجمعة, 26 آب/أغسطس 2016مـ

No comments:

Post a Comment