Monday, August 29, 2016

ارتفاع عدد نزلاء السجون في أوروبا، وعظمة الإسلام

ارتفاع عدد نزلاء السجون في أوروبا، وعظمة الإسلام
(مترجم)

الخبر: كل بضعة أشهر تتحدث تقارير صحفية في المملكة المتحدة، عن رقم قياسي جديد لعدد النزلاء في سجونها. وما أذكره هو أن عدد المساجين لم ينخفض في أي وقت من الأوقات. فيما يبدو جليا أن السياسيين والمفكرين لن يتوصلوا مطلقا إلى حل بخصوص نسب الإجرام المرتفعة.
التعليق:
إن الإسلام ومنذ أن وجد في الأرض يُبرز أمر المحاسبة أمام الله تعالى. فنحن نُذَكَّر دومًا بأن البشر سيقفون بين يدي الله تعالى في الآخرة ليسألهم عن أعمالهم. وهذا يخلق شعورًا بالمحاسبة على مستويات ثلاثة، ويؤدي إلى الوفاق بين الناس، وإلى مجتمع يتجنب فيه معظم الناس القيام بالجريمة. مجتمع لا حاجة به إلى وضع شرطي أو كاميرا تصوير في كل زاوية كما هي الحال الآن في المملكة المتحدة، ومع ذلك فلا يزال عدد السجناء في ارتفاع. مستويات المحاسبة الثلاثة هي:
1. التقوى الذاتية عند الأفراد ومحاسبة النفس؛ فالمسلم يُذكَّر بمحاسبة النفس في الدنيا قبل أن تحاسب أمام الله تعالى. هذا المفهوم ينعكس على الفرد فيجعله متبعًا لأوامر الله تعالى فيقيد نفسه ويمنعها من التعدي على حقوق الآخرين، ويجعله متمسكًا بأسمى الأخلاق وأفضلها فيمتنع عن السرقة وعن الاعتداء على الآخرين وعن غير ذلك من الجرائم. إن هذه هي أقوى وسيلة توجِد مجتمعًا هو شرطي نفسه إلى حد كبير، وهذا ما شهدناه في ظل دولة الخلافة على مرّ التاريخ من انخفاض كبير في مستويات الجريمة.
تعمل المجتمعات الغربية على تعزيز فكرة "حرية" الفرد وتجعل منها شرفًا مرموقًا وتعتبر أن الغاية من الحياة هي القيام بكل ما يجعلك سعيدًا أو يحقق لك أكبر قدر من المتعة والمنفعة. قبل سنوات عدة مضت، أخذ أحد زملائي في العمل مغلفًا من مكتب البريد دون أن يدفع ثمنه. وفي نقاش دار بيننا في المكتب حاول أن يدافع عما فعل على اعتبار أنه أمر تافه ليس ذا قيمة كبيرة! إذا سرق مغلفًا اليوم فما الذي سيسرقه غدًا؟ هذا نتاج طبيعي للعقلية العلمانية التي تقول بأن عليك أن تفعل كل ما يجلب لك متعة وسعادة ونفعًا. وهذا هو السبب وراء لوصول نسبة من صرح بأنه سيكون سعيدًا لو اغتصب النساء شرط أن يفلت من العقاب، إلى حوالي ثلث الرجال "في المجتمع الغربي المتحضر" وفقًا لدراسة استقصائية أجريت عام 2015!
2. مفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ يعني بأن المسلم يُعين المسلم على فعل الخير الذي أمر به الله تعالى. لذلك فإن أعمال السوء والجرائم وكل ما يتعارض مع أحكام الإسلام لا يعزَّز ولا يجري الاحتفاء به في المجتمع.
أما في المجتمعات الغربية، فإن الجرائم والسلوكيات السيئة تمجَّد باستمرار. فقصص الأفلام تكون عن سرقة كبيرة لقطار أو عن جريمة مشهورة أخرى. والمجلات تحدث الناس عن كيفية الحصول على "علاقة مثالية خارج إطار الزوجية والإفلات من النتائج الوخيمة" على الرغم من أن العديد من الغربيين يعترفون بضرر مثل هذه الأمور على العلاقات الأسرية. وصناعة الترفيه تحتفي بكل نوع من أنواع الرذيلة والجريمة باسم "اللهو والمتعة".
3. في الإسلام على دولة الخلافة الراشدة أن تطبق الشريعة الإسلامية على جميع رعايها بغض النظر عن المكانة أو الحالة. وبالتالي، فإن فكرة أن السياسيين يتمتعون "بحصانة من الملاحقة القضائية" هي أمر لا يعترف به الإسلام. ومثله فكرة أن المصرفيين يسرقون الزبائن دون أن يسجنوا، أو يحصلون على عقوبات مخففة عن تلك التي يتعرض لها الناس العاديون الذين يسرقون آخرين بطرق أخرى كما هي الحال في بعض الدول الغربية - فيما يسمى جريمة ذوي الياقات البيضاء.
وللأسف، فإن المسلمين وغيرهم من المهاجرين الجدد الذين يعتبر آباؤهم من أكثر الرعايا التزامًا بالقانون، عندما يصلون هذه البلاد يصبحون جزءًا من الأعداد المتزايدة التي يزج بها في السجون بسبب المخدرات والسرقة وجرائم جنسبة أخرى. وللأسف أيضا، فإن هذا نتاج حتمي لتبني القيم العلمانية "للحرية" والتي تؤدي إلى الفوضى المجتمعية وتزايد عدد نزلاء السجون والعجز عن إيجاد مجتمع هو شرطي نفسه وعن إيجاد انسجام بين أطياف المجتمع؛ وهو أمرٌ الإسلام وحده القادر على القيام به.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
تاجي مصطفى
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا
27 من ذي القعدة 1437هـ   الموافق   الثلاثاء, 30 آب/أغسطس 2016مـ

No comments:

Post a Comment