Sunday, March 24, 2019

مهلا أيتها الحسناء...

مهلا أيتها الحسناء...

الخبر: أقام آلاف المسلمين في مدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية، صلاة الجمعة، قبالة مسجد النور الذي شهد اعتداءً داميا على المصلين، خلال الأسبوع الماضي، وحرصت رئيسة وزراء البلاد، جياسيندا أرديرن، على إلقاء كلمة مواساة مؤثرة.
ولتعبر عن تضامنها مع ذوي الضحايا، استشهدت رئيسة الوزراء النيوزيلندية التي ارتدت حجابا أسود، بالحديث النبوي القائل «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى». (سكاي نيوز عربية)
التعليق:
لا ينقص العالم الإسلامي اليوم سوى شيء من التحفيز للتحول إلى مجتمع من الضباع؛ بما يتشدقون به باستثارة النعرات، وإحياء الثارات التاريخية في أجواء الحرب التي تلفّ العالم الخفي، وإعلان "فيسبوك" أنها حذفت مليوناً ونصف المليون من الرسائل والفيديوهات عن جريمة المسجدين في نيوزيلندا.. وطبعا كالعادة هرع لاستغلال المناسبة تجار السياسيين، مثل الصبي الذي كسر بيضة على رأس النائب الأسترالي محتجا على تبريراته وتحريضه للجريمة.
وكذلك فعل رئيس تركيا أردوغان الذي يخوض الانتخابات المحلية، هو الآخر يريد أن يحلب المناسبة؛ حيث قام في منصة انتخابية له بعرض فيلم جريمة المسجد.. وما الإرهابي!!!
وهو في الحقيقة من منتجات هذه المنظومة الفاسدة الذي ولد في حضنها وحضن وسائل الإعلام الإلكتروني الذي يقوم على تحريض نفوسهم لبث الكراهية والحقد على المسلمين.
لقد انهار السد الكبير من الأخلاق والقيم نتيجة غياب دولة الإسلام، الدولة العظمى التي تحوي العالم بأسره وتحميه من هذه النفوس المريضة التي باتت تلعب أدوار البطولة في هذا المجتمع الخبيث الذي يلهث خلف مصالحه بالنار والحديد...
والمضحك أنهم يرمون اللوم على هذه الوسائل (التواصل الإلكتروني) أنها لقنت القاتل المجرم دروس الكراهية من كتب التاريخ وفصول من الكتب المقدسة وكلمات أغاني الراب الحماسية للعنف وصور الجثث ورسائل التشجيع ومجموعات "واتساب" وأيقونات العنف المسجونين أو الذين قتلوا قبلهم في جرائم الإرهاب والعنصرية! طبعا بدأت المنشورات تنهمر على أن "هل المسؤول منصات النقل؟"، ويعمون أعينهم عن أن قادتهم هم أس هذه الكراهية وهذه الأفعال التي تنفذها شعوبهم.
قاداتهم هم الذين غرسوا في عقولهم أفكار الحقد والكراهية، هم الذين وافقوا على اختراع ألعاب أطفالهم بحرب مع المسلمين، قاداتهم هم المسؤولون الأساسيون في هذه المهازل التي تحدث أمامنا.
وكالعادة بعد غسل أيديهم من الدماء يبدأون بذرف الدموع واستعطاف المسلمين وإلقاء خطاباتهم الرنانة التي تدعي أنهم يستنكرون هذه الجرائم ويقفون وقفة واحدة مع المسلمين، والأنكى من ذلك يستشهدون بأحاديث الرسول كما فعلت رئيسة الوزراء النيوزيلاندية في يوم الجمعة الموافق في 21 آذار/مارس 2019.
مهلا أيتها الحسناء... ومهلا أيها المجتمع الضائع بين دم ودمع، نحن المسلمون لسنا أغبياء أو سذجا لتلعبوا بعواطفنا.
نحن المسلمون أتباع سيدنا محمد أعظم رجل في تاريخ العالم الذي علمنا كيف نتعامل مع غير المسلمين وكيف يتم إعطاؤهم حقوقهم والمحافظة على أرواحهم.
نحن المسلمون خاطبنا الله بكتابه العزيز ووعدنا بنصره وبعظيم الآخرة، ووصانا بأن لا إكراه في الدين، فدعوتنا ليست إجرامية ولا دموية بل هي كلمة طيبة ولكم الخيار.
دولتنا هي دولة الخلافة التي ستطبق الإسلام على رعيتها بالعدل وتحمله مشعل هداية إلى العالم، فتحطم روابط النفعية والجاهلية التي يتبناها الكفار وعملاؤهم ويدعون لها، وتقضي هذه الدولة على نفوذهم ومصالحهم، وعلى آمالهم وتطلعاتهم المحكوم عليها بالزوال، قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾، فالإسلام هو دين الحق الذي وعد الله بتمكينه وإظهاره على الدين كله، أي دين الكفر، لأن الأديان كلها مهما تعددت ما عدا الإسلام هي دين واحد، دين الكفر، والإسلام ظاهر عليها والمسلمون منتصرون بإذن الله عما قريب، على يد العاملين المخلصين رغم أنوف الكفار العملاء والمنافقين. ﴿إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً * وَنَرَاهُ قَرِيباً﴾.
فلا دموعكم تحزننا ولا وقفاتكم تسندنا، وهذه رسالة أوجهها من هذا المنبر العظيم للعلماء خاصة وللمسلمين كافة:
أين أنتم من هذه الجريمة؟ أين هو واجبكم؟ أين هو عملكم؟ أين أنتم من قول الرسول : «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»؟! أين أنتم من قول الله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾؟!
مسئوليتكم كبيرة أمام الله، صمتكم هذا وعدم دفاعكم عن قضايا المسلمين وعدم اهتمامكم لما يحدث بهم وكأنكم تعيشون بغير كوكبهم كارثة وجريمة أكبر من هذه الجريمة. وسيأتي يوم الحساب وتقفون أمام الله وتحاسبون على كل هذا الصمت المطبق، الأمة بحاجة لكم ولكلمتكم أيها العلماء! كفاكم خضوعا وخنوعا لهؤلاء الحكام الخونة الذين لا يرقبون في المسلمين إلا ولا ذمة، فلا تنسوا أنكم ورثة الأنبياء!!
أيها المسلمون! اثبتوا وتفكروا بفكر مستنير، لا تنجروا لهذه اللقطات السخيفة التي تعرض على شاشاتكم، نحن أمة عظيمة وعدنا الله بالنصر والتمكين ما دمنا نعلي كلمة الله، انظروا من حولكم ماذا حل بنا، افتحوا أعينكم جيدا وانظروا حالنا وحال أطفالنا وما هو المستقبل الذي ينتظرهم؟
أيها المسلمون! إذا لم تكن لنا دولة تحمينا وتعزنا سنبقى كهذا مستغفلين مستضعفين دمى بين أيديهم يحركونها كيفما شاءوا وكيفما لبت مصالحهم، نحن في حزب التحرير ما زلنا نمد أيدينا إليكم فتمسكوا بها واعملوا معنا حتى لا نخذل رسولنا الكريم ، تعالوا نعمل بوصاياه وأن نكون كالجسد الواحد لنستطيع الخلاص من هذا الذل والهوان الذي نحن فيه، ولا تنسوا قول الله تعالى: ﴿وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
دارين الشنطي
  18 من رجب 1440هـ   الموافق   الإثنين, 25 آذار/مارس 2019مـ

No comments:

Post a Comment