Tuesday, August 29, 2017

جريدة الراية: اليوتيوب يغطي شمس الحقيقة بغربال الكذب

جريدة الراية: اليوتيوب يغطي شمس الحقيقة بغربال الكذب

  8 من ذي الحجة 1438هـ   الموافق   الأربعاء, 30 آب/أغسطس 2017مـ
قامت إدارة موقع اليوتيوب بإغلاق قنوات للمكاتب الإعلامية لحزب التحرير على موقعهم ضمن الحملة العالمية الشرسة على الإسلام والعاملين لاستئناف الحياة الإسلامية، بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. فخلال الشهر الأخير وحده تم إغلاق أربع قنوات رئيسية لنا، كانت تحتوي على آلاف التسجيلات:
- ففي 20/7/2017 تم إغلاق قناة المكتب الإعلامي للحزب في الأرض المباركة - فلسطين، وهي كانت تحتوي جهوداً بذلت لأكثر من عشر سنوات.
- وفي 10/8/2017 تم إغلاق قناة المكتب الإعلامي للحزب في سوريا.
- وفي 12/8/2017 تم إغلاق قناة منبر الأمة.
- وفي 16/8/2017 تم إغلاق موقع إعلاميات حزب التحرير، وهي أقدم قناة للمكتب الإعلامي المركزي للحزب، وعليها كل تسجيلاته!
- وفي 24/8/2017 تم حذف قناتين أخرتين هما: قناة إعلاميات حزب التحرير – البديلة، وقناة موقع الخلافة
- هذا وقد قامت إدارة موقع اليوتيوب بحذف آلاف عدة من الفيديوهات التي توثق جرائم طاغية الشام منذ انطلاقة الثورة في سوريا.
وفي محاولة يائسة ومضحكة حاول الموقع تبرير جريمته هذه بأنها ليست قمعاً لحرية التعبير، بل محاولة للدفاع عن قيم الحضارة الغربية؛ فالموقع، بزعمهم، لا يريد أن يسهل عمل هؤلاء الذين يتهجمون على قيم المجتمع الغربي الذي يقدس حرية التعبير وحرية الرأي. فقد جاء في ختام البيان الذي أصدره الموقع: "يهدف المتشددون والإرهابيون إلى مهاجمة ليس أمننا فحسب بل أيضا قيمنا، وهي الأساس الذي يجعل مجتمعاتنا حرة. ونحن لن نسمح لهم بذلك". (انظر بيان موقع اليوتيوب https://www.blog.google/topics/google-europe/four-steps-were-taking-today-fight-online-terror).
وهكذا ينفضح التبرير الهزيل من خلال خلط الموقع بين الأعمال المادية التي تستهدف المدنيين، وبين النقاش الفكري والسياسي لما يسمونه "قيم" المجتمع الغربي. فكيف ينسجم هذا مع زعمهم الباطل بأن القيم الغربية، القائمة على المبدأ الديمقراطي الذي يقدّس الحريات الفردية، ومنها حرية الفكر والتعبير وإبداء الرأي بما يعني ذلك من التعبير عن الآراء المتعارضة والمخالفة لغيرها، سواء طُرحت من قبل أجهزة السلطة الحاكمة أو الوسائط الإعلامية أو سواها... وهم يعلمون حق العلم أن سلاح حزب التحرير هو العقيدة الإسلامية وما انبثق عنها من فكر يقوم على الحجة والبرهان، وأن الحزب في عمله من أول يوم يقتفي المنهج النبوي في إحداث التغيير المنشود، أي استئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وذلك بالصراع الفكري والكفاح السياسي. وتاريخ الحزب يشهد له بأنه رفض اللجوء إلى العمل المادي (المسلح) إيمانا منه بوجوب اتباع الطريقة النبوية في الصدع بكلمة الحق والأخذ على أيدي الحكام المجرمين وتقريعهم ومحاسبتهم إذ يعطلون تطبيق شرع الله ويوالون الدول المستعمرة التي تمكر بالإسلام وأهله صباح مساء.
إن هذا القول من موقع اليوتيوب لا يعني سوى الاعتراف الصريح بأن البيت الديمقراطي هو أوهن من بيت العنكبوت، فهو لا يتحمل لا خماراً ترتديه امرأة مسلمة، ولا سماع فكر معارض له يناقش الحجج الباطلة التي يقوم عليها.
فلعل السيد فرنسيس فوكوياما، وأشياعه من المثقفين الأمريكان أصحاب "بيان المثقفين الستين" الذي أصدروه بعنوان "هذه هي القيم التي نحارب لأجلها" في بداية عام 2002م ليبرروا الحرب الصليبية التي شنها جورج بوش ضد الأمة الإسلامية، زاعمين أنها قيم إنسانية عالمية، تماما كما زعم فوكوياما نهاية حركة التاريخ بانتصار المبدأ الديمقراطي المزعوم، لعلهم، إن كان لديهم ذرةٌ من صدقٍ مع أنفسهم ثم مع شعوبهم، يعترفون بحقيقة أن حجة الديمقراطية الوحيدة "المقنعة" هي القوة العارية القائمة على شريعة الغاب، وليس على أي فكرٍ أو برهانٍ عقلي. فالحمد لله أنّ حقيقة الحرب الصليبية التي يشنّها الغرب ضد المسلمين قد انكشفت لكل ذي بصيرة، إذ لم يعُد خافياً على أحدٍ حماية الغرب، وعلى رأسه أمريكا صاحبة تمثال الحرية المزعوم، لطاغية الشام فيما ارتكبه من جرائم يندى لها جبين الإنسانية متى وأينما وُجدت.
هذه الخطوات تكشف زيف دعواهم الباطلة باحترامهم حرية التعبير، كما تكشف عن بهتان نفاقهم حين يزعمون أن المبدأ الديمقراطي الذي يتشدقون به هو المبدأ الأمثل للبشرية، بينما هو أوهن من بيت العنكبوت.
الكل يعلم أن الدول الغربية، وعلى رأسها أمريكا، تملك من أسباب القوة المادية ما لم تحزه أي دولة أو قوة إمبراطورية في تاريخ البشرية، ولا داعي لتعداد أوجه أسباب القوة المادية هذه؛ ولكن قيام إدارة موقع اليوتيوب بمحاربة هذه القنوات الإعلامية التابعة لحزب التحرير هو:
بمثابة إقرار منهم بأن دعوة الحق التي يحمل منارتها حزب التحرير لهي أقوى من صواريخهم وقنابلهم (الذكية وغير الذكية)، وأقمارهم الصناعية التي تحوط بالأرض من كل جانب. ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ﴾. والحمد لله أن هذه الخطوة تكشف عن قوة هذه الدعوة، وشاهد على أن دعوة الحق عصية على كيد أهل الباطل الذين يريدون تغطية شمس الحقيقة بغربال كذبهم ودجلهم.
وإقرار منهم بأن ديمقراطيتهم هي نمر من ورق حين تعجز عن مقابلة الحجة بالحجة فتلجأ إلى أساليب الدكتاتوريات القمعية في محاولة يائسة هزيلة مضحكة لوأد صوت الحق. ولو كانوا يفقهون أو يعقلون أو لديهم ذرة من حجة أو برهان لقبلوا دعوتنا إلى المناظرة الفكرية الجادة، ولكنهم بخطواتهم هذه قد أقروا بهزيمتهم سلفا. وإلا فليقولوا لنا كيف تختلف ديمقراطيتهم عن ديمقراطية ستالين وغيره من عتاة المجرمين على شاكلة وينستون تشرشل وجورج بوش وتوني بلير وأضرابهم!
ويكشف عن الحقد الدفين على الإسلام والمسلمين والحرب المستعرة التي يقودها الغرب ومن ورائه أذنابه في البلاد الإسلامية على الإسلام وعلى حزب التحرير، الحزب الرائد الذي لا يكذب أهله الذي يصل ليله بنهاره لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وعد الله سبحانه وبشرى رسوله عليه الصلاة والسلام، على جميع الأصعدة والتي من أهمها الإعلام البديل.
ونحن والحمد لله مغتبطون بأن دعوتنا قد أقضت مضاجعهم، ويهمنا أن نؤكد للأمة قاطبة أن العمل الضخم، آلاف التسجيلات لأنشطة وفعاليات الحزب السياسية لأكثر من 10 سنوات، التي قامت إدارة اليوتيوب بحذفها خلال ثوانٍ، هي أعمال محفورة في ذاكرة الأمة وفي أعماقها، فليمت أعداء المسلمين بغيظهم، وليستبشر المسلمون أننا ماضون على العهد لن يضرنا مكر الماكرين ولا حقد الحاقدين، وما ضرباتهم وإيذاؤهم إلا محفز لنا لشحذ الهمم والمضي في خطا ثابتة نحو المرتقى السامي، وإن شاء الله سنعود قريبا وننشر تسجيلاتنا بالطريقة والأسلوب المشروعين اللذين نرتئيهما مناسبين بإذن الله رغم أنف الكفار وأذنابهم.
والله نسأل أن يتقبل طاعتنا، وأن يتقبل عملنا في سبيل نصرة دينه وإعلاء كلمته برغم كيد الكافرين وأتباعهم من العملاء في بلاد المسلمين. وصدق الحق عز وجل: ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾.
 بقلم: الدكتور عثمان بخاش
 مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

No comments:

Post a Comment