Friday, May 27, 2016

زيارة تاريخية لشيخ الأزهر إلى الفاتيكان للاتفاق على محاربة الإسلام

زيارة تاريخية لشيخ الأزهر إلى الفاتيكان للاتفاق على محاربة الإسلام

تحت مسميات المحبة والأخوة البشرية والتطرف والإرهاب
 الخبر: التقى شيخ الأزهر د. أحمد الطيب في 2016/5/23 بالبابا فرانسيس في زيارةٍ إلى الفاتيكان اعتُبرت حدثاً تاريخياً مهماً وكبيراً، في وقت حيوي ومهم للغاية بالنسبة للعالم أجمع. واعتبرت الزيارة رسالة عملية وواضحة إلى كل قوى التعصب والتطرف والعنصرية والإرهاب. وينوي الأزهر الشريف تنظيم مؤتمر دولي حول السلام العالمي، يتوقع عقده أواخر العام الجاري بمصر لترسيخ قيم السلام والمحبة والأخوة للبشرية جميعاً، بغض النظر عن المعتقد، يشارك فيه ممثلو الرسالات الثلاث. ومن المقرر أن يتم المؤتمر بالتنسيق مع الفاتيكان ومجلس حكماء المسلمين، وهو ما سيمثل بالتأكيد حدثاً عالمياً مهماً في ظل الظروف الحالية التي يمر بها العالم.
وقد دشنت الزيارة عودة الحوار ما بين الأزهر الشريف والفاتيكان. وتم الاتفاق خلال الاجتماع على أهمية سرعة عودة الحوار لما كان عليه مسبقاً، بل وتطويره ودفعه للأمام في أقرب فرصة ممكنة.
التعليق:
هذه الزيارة واحدة من مئات النشاطات اليومية في العالم التي توظَّفُ فيها المؤسسات الدينية لمحاربة الإسلام. ومن أول وأهم ما تعنيه تفريغُ الإسلام من مضمونه الحقيقي في شتى أحكام الحياة العامة، والترويج للفكر الغربي بين المسلمين بتصويره وكأنه إسلامي. وقيام الأزهر العريق نفسه بهذا الدور دليل على مقدار سيطرة أنظمة الكفر العلمانية على المؤسسات الدينية الرسمية. واعتبار هذه الزيارة (رسالةً واضحة لكل قوى التعصب والتطرف والإرهاب) دليل على أن الدور الفاعل والحقيقي لهذه المؤسسات هو محاربة الإسلام والقضاء على يقظة المسلمين وتوجههم نحو التحرر من هيمنة الكفر.
 وكثافة النشاطات المنوي القيام بها بعد التقاء الدكتور أحمد الطيب بالبابا فرنسيس، سواء من حيث محاربة الإسلام تحت عناوين الإرهاب والتطرف، أو من حيث تنظيم مؤتمر دولي يهدف لتفريغ الإسلام من مضامينه في الحكم والاقتصاد وسائر أنظمة المجتمع، وخداع المسلمين بعناوين المحبة والسلام والأخوة بغض النظر عن الدين، وجعل الأديان الثلاثة كلها كأنها دين واحد، ثم الحرص على سرعة السير في هذه القضايا، وتسريع الحوار بين الأزهر والفاتيكان، يدل ذلك كله على استراتيجية غربية ضخمة ومهمة لمحاربة الإسلام. ومما يلفت النظر اعتبار هذه الزيارة حدثاً تاريخياً مهما وكبيراً.
 وكما تدل هذه الاعتبارات على حجم الانحراف الذي أصاب الأزهر وسائر المؤسسات الدينية الرسمية، فإنها تؤكد على أن هذه الأدوار والنشاطات من الأهمية بمكان بالنسبة للغرب. وعلى أنه يخشى صحوة الأمة وتوجهها الفكري والسياسي الذي يهدد باجتثاث هيمنته من جذورها.
 لم تتوقف حملات الكفر على الإسلام، إلا أنها تقوى وتضعف. وهي اليوم في أكثف وأشد حالاتها. وهذا يملي على العاملين للنهضة التنبه لهذه السياسات الغربية، ووضع استراتيجيات وخطط عملية لمواجهتها.
ومن أهم المواجهات مواجهة أخطر النشاطات على الإسلام والمسلمين، وهي نشاطات المؤسسات الدينية الرسمية التي نجح الغرب وعملاؤه في تحويلها من صروح ومؤسسات إسلامية إلى مؤسسات تابعة لدول علمانية وعميلة، وذلك بسبب قدرتها على الخداع والتضليل بسبب ما تحمله من مظاهر إسلامية. ويتبعها في حجم أخطارها الحركات الإسلامية ومنها السياسية التي تعلن الإسلام بينما هي تتبنى العلمانية في السياسة والحكم والاقتصاد وسائر العلاقات. وواقع هذه المؤسسات والحركات وأخطارها هو مما ينبغي أن يهتم به رواد النهضة والصحوة الإسلامية، بأن يتخذوا مواجهتها استراتيجيةً، وأن يضعوا الخطط لإجهاض نشاطاتها في تفريغ الإسلام من مضمونه وفي الترويج للفكر السياسي الغربي.
 وبتعبير آخر، إن من أهم مقتضيات الصراع الفكري في المرحلة الحالية ودفع الصحوة الإسلامية قُدُماً باتجاه استعادة الحكم الإسلامي، التنبهَ لنشاطات هذه المؤسسات والحركات في الترويج للفكر الغربي وتصويره إسلامياً، وكشفها وفضحها لتنبذها الأمة، ومواجهتها بالبدائل الإسلامية في السياسة والحكم والاقتصاد وكل أنظمة الحياة. وهذا يُفقد الغرب أهم وأخطر أسلحته ضد الإسلام وضد إيجاد الدولة الإسلامية. وهو يقتضي وضع استراتيجية عامة للصراع مع هذه المؤسسات، ثم السير وفق خطط مدروسة في هذا الصراع، وواضحة لكل من يحمل الدعوة ويخوض الصراع.
قال تعالى: ﴿قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
 محمود عبد الكريم حسن
20 من شـعبان 1437هـ   الموافق   الجمعة, 27 أيار/مايو 2016مـ

No comments:

Post a Comment