Saturday, May 28, 2016

الاقتصاد الرأسمالي ما زال يعاني أزمته والشعوب تصطلي بناره

الاقتصاد الرأسمالي ما زال يعاني أزمته والشعوب تصطلي بناره

الخبر: في قمة السبع التي عقدت يوم 2016/5/26 وسط اليابان شبه رئيس وزراء اليابان آبي الوضع الاقتصادي العالمي بوضع عام 2008 عندما تفجرت الأزمة المالية بعد انهيار بنك ليمان براذرز حيث أعلن إفلاسه يوم 2008/9/15 فاضطر الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن على إثر ذلك يوم 2008/9/19 إلى الاعتراف بوجود أزمة مالية حقيقية أثرت على الاقتصاد الأمريكي برمته وأثرت على الاقتصاد العالمي كله، حيث وصلت شظايا الانفجار المالي الأمريكي إلى كافة أصقاع الأرض بسبب ارتباط العالم بالاقتصاد الأمريكي، وقال رئيس الوزراء الياباني آبي بعد انقضاء اليوم الأول من القمة: "عبر قادة مجموعة السبع عن رؤيتهم بأن الاقتصادات الناشئة في وضع حرج".
التعليق:
هذه الدول السبع وهي أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا واليابان وإيطاليا وكندا هي دول رأسمالية تعتبر نفسها رائدة النظام الرأسمالي حيث يرتكز عليها وجوده لتبنيها المبدأ الرأسمالي، فقد أسست على أساس أنها الدول الرأسمالية التي تحرص على تطبيق هذا النظام وأنها أقوى الاقتصادات الرأسمالية والعالمية، فإذا سقطت يسقط معها النظام الرأسمالي، وأية أزمة تنشأ فيها تؤثر على الاقتصاد العالمي، وقد أسست قمتها أيضا لضمان استمرارية هيمنة النظام الرأسمالي على العالم. ولذلك هي تبحث المسائل السياسية أيضا حيث تربط الاقتصاد بالسياسة أحيانا والسياسة بالاقتصاد أحيانا أخرى، وقد أدخلت روسيا في قمتها فأصبحت قمة الثماني بعدما تخلت روسيا عن المبدأ الشيوعي وبدأت تطبق المبدأ الرأسمالي وتسير مع الغرب، ومن ثم أخرجتها من هذه القمة عندما احتلت روسيا القرم وأعلنت ضمها إليها عام 2014. وتبحث المسائل السياسية بشكل مجرد عن الاقتصاد أحيانا أخرى حيث بحثت في قمتها مسألة سوريا والعراق والإرهاب، لأنه يوجد دول رئيسة أعضاء في القمة وهي أمريكا وبريطانيا وفرنسا، حيث تتصارع على الاستعمار والنفوذ والهيمنة على نطاق العالم، فهي دول كبرى تؤثر في السياسة العالمية وتستخدم الاقتصاد لمآرب سياسية. وهي التي تتحكم في القمة وتعمل على التأثير على الدول الأعضاء الآخرين وعلى اتخاذ القرارات فيها.
فإذا حصلت فيها أزمة فإنها تؤثر على العالم كله، وخاصة أمريكا كما حدث عام 2008 حيث تفجرت الأزمة المالية، بسبب عملتها الدولار المفروضة على العالم للتداول المالي على نطاق العالم وتحديد سعر الصرف وتحديد أسعار النفط والذهب وغيرها من المعادن والسلع، وكذلك اختراق شركاتها عابرة القارات كافة الدول خاصة بعد تطبيق سياسة السوق وهي فتح الأسواق في كل دول العالم أمام شركاتها، وارتباط الأسواق المالية العالمية (البورصات) بسوقها المالي، بالإضافة إلى سيطرتها على المؤسسات المالية العالمية كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة الدولية.
وتصريحات رئيس وزراء اليابان تعكس حقيقة الاقتصاد الرأسمالي المسيطر على العالم وأن الأزمة ما زالت مستمرة ولم يتمكن النظام الرأسمالي من معالجتها، وأمريكا كبيرتهم تزداد مديونيتها حيث أعلن أنها وصلت إلى 19,6 ترليون دولار. وعندما وصل أوباما إلى الحكم عام 2009 كانت مديونية أمريكا 10,6 ترليون، ففي خلال أقل من ثمانية أعوام تضاعفت المديونية، علما أنها أتت به ليعالج هذا الأمر وليمنع تدهور الاقتصاد وزيادة المديونية والعجز في الميزانية حيث تلجأ للاستدانة باستصدار سندات الخزينة فتتضاعف المديونية. ولولا سيطرة أمريكا على المؤسسات المالية وسيطرة عملتها الدولار لسقطت منذ سنين، ولعدم وجود منافس قوي لها بين أقرانها ولعدم وجود دولة تحمل مبدأ آخر تستمر أمريكا في التربع على عرش العالم وهي عليلة مصابة بكافة الأمراض المعضلة التي ليس من المنظور أن تتشافى منها كالإمبراطور العجوز. فهي بحكم الساقطة ولكن تنتظر وضعاً داخلياً قوياً يهزها فيعلن انهيارها أو تنتظر دولة مبدئية تحمل مبدأ آخر فتسقطها.
ولا يوجد غير دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة الموعودة بديلا عنها، حيث إن هذه الدولة ستصبح دولة عالمية كبرى تطبق المبدأ الإسلامي الحق، ومنه النظام الاقتصادي الصحيح الذي سينقذ العالم من براثن النظام الرأسمالي الفاسد الذي أذاق شعوب الأرض الويلات وأدى إلى استئثار فئة قليلة بالمال والثروة، حيث استحوذت على أكثرية المال والأملاك من ثروات الشعب في كل بلد وتركت عامة الناس يعانون الأمرّين فسببت لهم ضيق العيش، وسينقذه من مخالب دوله الاستعمارية التي مصت دماء الشعوب ونهبت خيراته وثرواته وتركتها تتضور جوعا وفقرا وحرمانا وتعاني الأمراض والإهمال وعدم الاكتراث وسوء تقديم الخدمات وتعيش في دوامة الفوضى والحروب والصراعات والاضطرابات الداخلية.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسعد منصور
22 من شـعبان 1437هـ   الموافق   الأحد, 29 أيار/مايو 2016مـ

No comments:

Post a Comment