Saturday, May 28, 2016

القيم الأمريكية الحقيقة هي القتل والدمار والاستعمار

القيم الأمريكية الحقيقة هي القتل والدمار والاستعمار

الخبر: ينكأ المخرجان ميشا غرين وجو بوكاسكي جروح العنصرية بالعودة إلى تاريخ العبودية في أمريكا، عبر مسلسل درامي استوحى أحداثه من تجربة «طريق سكك الحديد السري»... تحكي أحداث المسلسل كيف كان يحيا السود حياتهم في ولاية جورجيا عام 1857، أي قبل أربع سنوات من اندلاع الحرب الأهلية بين الشمال الأمريكي وجنوبه، عبر مجموعة منهم كانت تعمل في حقول زراعة القطن من دون مقابل، باعتبارهم لا حقوق لهم، يكفي أن يوفر لهم سيدهم مقابلها بعض الطعام وله كامل الحق في استغلالهم مثل أي بضاعة أخرى لديه. أما إذا صدر منهم تصرف ما لا يروق له، فسيتعرضون للجلد والتعذيب وحتى القتل... (جريدة الحياة – 2016/05/23م)
التعليق:
 لقد افترت الولايات المتحدة على الشعوب بمسمى القيم الأمريكية ومبادئ الثورة الأمريكية وعاشت على هذا الافتراء وما زالت تعيش عليه بالرغم من وضوح التاريخ الأمريكي القصير الذي كتب عنه كثير من المخرجين عن الحروب الأمريكية الداخلية وقتل الهنود الحمر أصحاب الأرض وضم الأراضي بالقوة وحرب الجنوب والتوسع في الشمال، وليس هذا الفيلم الوحيد فقد سبقته أفلام كثيرة حصلت على جوائز عالمية مثل (ذهب مع الريح “Gone with the wind 1939” وفيلم مجد “glory 1989، وجانجو طليقًا “Djanjo unchained 2012” والكثير من الأفلام التي تحكي قصصا مروعة عن تاريخ العبودية والقتل والدمار.
يقدر الباحث منير الحمش أعداد السكان الأصليين الذين أبادهم الغزاة الأوروبيون بأكثر من مائة مليون هندي أحمر!!! ولم "يتورع" السادة البيض الذين أسسوا ما يسمى الآن بالولايات المتحدة الأمريكية عن استخدام أحط الوسائل وأخس السُبل للقضاء على الهنود الحمر، ومنها تسميم آبار المياه التي يشرب منها السكان الأصليون، وحقنهم بالفيروسات وجراثيم أشد الأمراض فتكاً مثل الطاعون والتيفوئيد والجدري ومسببات السرطان …إلخ. ويحاول المؤرخون الأمريكيون التقليل من أعداد الضحايا زاعمين أنهم حوالي مليونين فقط، وفي إحصاء عام 1900م قللوا الرقم إلى مليون لا غير، وقد كتب أحد الهولنديين قائلاً: "انتزع البيض بعض الأطفال الهنود الصغار من أحضان أمهاتهم وقطعوهم إرباً أمام أعينهن، ثم ألقيت الأشلاء في النيران المشتعلة أو النهر!! وربطوا أطفالا آخرين على ألواح من الخشب ثم ذبحوهم كالحيوانات أمام أعين الأمهات.
 في ليلة من ليالي عام 1366هـ، في الحرب العالمية الثانية، دمرت 334 طائرة أمريكية ما مساحته 16 ميلاً مربعًا من طوكيو، بإسقاط القنابل الحارقة، وقتلت مائة ألف شخص في يوم واحد، وشردت مليون نسمة وألقت قنبلتين نوويتين فوق مدينتي هيروشيما ونجازاكي، وقال بعدها الرئيس الأمريكي هاري ترومان، وهو يكنّ في ضميره الثقافة الأمريكية والقيم الأمريكية الراسخة: العالم الآن في متناول أيدينا. وفي فيتنام ماذا فعلت أمريكا وفي كل دول العالم وفي حروب الشمال والجنوب لضم الأرض بالقوة وقتل السكان الأصليين؟!
أما في حق المسلمين، فماذا فعلت أمريكا في العراق وأفغانستان والصومال، ألم تقتل الملايين وتلقي بجميع أنواع الأسلحة في العراق وأفغانستان وتحرق الأرض والشجر، أم نسيت أو تناست أفعالهم في سجن أبو غريب وسجن جوانتانمو وضرب ليبيا والسودان...؟
 هل تظن أمريكا أن أمة الإسلام لا تدرك إجرامها في دعم كيان المسخ المحتل لبلاد المسلمين بكافة أنواع الأسلحة وفي ما يسمى المحافل الدولية والمنظمات العالمية الإجرامية؟
يا أهل الإسلام ويا أبناء الفتح وأحفاد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، ألم يأن لكم أن تعوا على مخططات الغرب الكافر الذي شوه لكم تاريخكم وزيّن تاريخه المخزي لتلحقوا به وما تلحقون إلا سرابا يورثكم الذل والهوان؟! يا خير خلف لخير سلف... ألم يأن لكم أن تكونوا مع أمتكم وعقيدتكم وتاريخكم؟! بلى والله لقد آن لكم.
 قال تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا
كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
 عفراء تراب
21 من شـعبان 1437هـ   الموافق   السبت, 28 أيار/مايو 2016مـ

No comments:

Post a Comment