Monday, October 30, 2017

مع الحديث الشريف: من لم يعمل لإعادة الإسلام مطبقا فقد أبى

مع الحديث الشريف: من لم يعمل لإعادة الإسلام مطبقا فقد أبى

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عَن أبي هُرَيرة أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم قال: "كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ يَأْبَى؟ قَالَ: مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى". رواه البخاري.
هكذا شأن المرسلين جميعا، يبعثهم الله في أقوامهم ليطاعوا، "وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ"، وإلا ما الفائدة من هذه الخصوصية لهم؟! فبطاعتهم يحصل الفلاح والنجاح، وتتقدم الأمة وتحيى المجتمعات، بهذا يعيش الناس، بقوانين خالق الكون والإنسان والحياة، إلا أنه صلى الله عليه وسلم بين أن من أمته من يرفض ويأبى أن يدخل الجنة، فعجب الصحابة منه، كيف يأبى؟! فربط صلى الله عليه وسلم بين دخول الجنة وطاعة الله، وبيَّن أن من يعصيه لا يدخلها.
أيها المسلمون:
إن الأمر لعظيم، وجدّ خطير، إذ أن دخول الجنة متوقف على طاعة الله، إلا أن طاعته سبحانه أصبحت في هذه الأيام أمرا متغيرا بعد أن كانت من الثوابت في حياة المسلمين، فمن أبناء الأمة من يرى أنه إذا صلى فقد أطاع الله، ومنهم من يرى أنه إذا تصدق فقد أطاع الله، ومنهم من يرى أنه إذا قام الليل فقد أطاع الله، ومنهم من يرى أنه إذا انزوى في زاوية من زوايا المسجد أو اعتكف فقد أطاع الله، ومنهم يرى أنه إذا زهد في الدنيا أو اعتزل الناس فقد أطاع الله، وقس على ذلك جميع الأمور التي ترتبط بالناحية التعبدية الفردية التي يؤديها الإنسان، فهي وإن كانت جميعها أعمالا طيبة ويؤجر المسلم عليها، إلا أنها لا تغني عن الفرض الذي أوجبه الله سبحانه على عباده المؤمنين شيئا، فكيف للصلاة وحدها مثلا –وهي عمود الدين- أن ترفع القتل والتعذيب عن إخواننا في الشام أو في بورما وغيرها؟ وماذا سيجيب الصائم ربه يوم القيامة عندما يسأله: ماذا فعلت لأخواتكِ المستغيثات بك لتنقذهن من المغتصب اللئيم؟ أكنت ستقول: كنت صائما يا ربي؟! إذن دخول الجنّة بالطاعة التي أرادها الله، لا أن نتخيّرها وَفْقَ أهوائنا؛ فنطيع الله فيما يوافق شهواتنا ورغباتنا، ونعصيه فيما دون ذلك، ومن طاعة الله سبحانه وتعالى، العمل لإعادة الفرض الغائب منذ قرن تقريبا، وهو إقامة الخلافة على منهاج النبوة؛ النظام الوحيد الذي يطبق الإسلام من خلاله، فمن لم يعمل لذلك فقد أبى دخول الجنة. 
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم
  11 من صـفر الخير 1439هـ   الموافق   الثلاثاء, 31 تشرين الأول/أكتوبر 2017مـ

No comments:

Post a Comment