Wednesday, October 25, 2017

مع الحديث الشريف: وهل بعد العمل لإعادة الخلافة من عمل؟!

مع الحديث الشريف: وهل بعد العمل لإعادة الخلافة من عمل؟!

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    عنْ أَبِي سعِيدٍ وأَبي هُريْرةَ رضِي اللَّه عنْهُما أَنَّ رسُول اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَال: "إِذَا دخَلَ أَهْلُ الْجنَّةِ الجنَّةَ يُنَادِي مُنَادٍ: إِنَّ لَكُمْ أَنْ تَحْيَوْا فَلا تَمُوتُوا أَبداً، وإِنَّ لكُمْ أَنْ تَصِحُّوا فَلاَ تَسْقَمُوا أَبداً، وإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَشِبُّوا فَلا تهْرَمُوا أَبداً، وإِنَّ لَكُمْ أَن تَنْعمُوا فَلا تَبْأسُوا أَبَداً" رواهُ مسلم.
   سُئل الإمام أحمد: متى يجد العبد طعم الراحة؟ قال:عند أول قدم يضعها في الجنة. نعم، هذه حقيقة قد غفل عنها الكثير من الناس، فقد عاشوا الدنيا وما فيها من متناقضات، فالفرح يقابل الحزن، والفقر يقابل الغنى، والراحة تقابل التعب، والسعادة تقابل الشقاء، والحياة تقابل الموت، بينما أهل الجنّة يأمنون من كل هذا لحظة دخولها، فتستقبلهم الملائكة بهذا الأمان وهذه الراحة التي ما بعدها راحة: "إِنَّ لَكُمْ أَنْ تَحْيَوْا، فَلا تَمُوتُوا أَبداً، وإِنَّ لكُمْ أَنْ تَصِحُّوا فَلاَ تَسْقَمُوا أَبداً، وإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَشِبُّوا فَلا تهْرَمُوا أَبداً، وإِنَّ لَكُمْ أَن تَنْعمُوا فَلا تَبْأسُوا أَبَداً".
أيها المسلمون:
   إذا كان هذا حال الإنسان من الراحة والطمأنينة والسكينة في الجنّة، فعلامَ يكدّ ويتعب؟ علامَ يقتل نفسه انشغالا بالدنيا؟! علامَ تكون الدنيا أكبر همّه؟! أيعقل أن يبيع الإنسان هذا النعيم المقيم بنعيم منغّص مكدّر سرعان ما يزول؟ّ!
فيا بائعًا هذا ببخس معجل                      كأنك لا تدري بلى سوف تعلم
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة                وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
   وتبقى الأعمال التي نقدمها في الدنيا مقدِّمة للراحة الكبرى، ويبقى على رأس هذه الأعمال حمل الدعوة إلى إعادة الإسلام حكَما في الأرض بين الأنام، فأجر هذا العمل باقٍ للمسلم بعد موته، كما قال صلى الله عليه وسلم: "من دلّ على هدى فله من الأجر مثل أجور من تبعه"، فكم ستحصد يا من تعمل لإقامة الخلافة من الأجر العظيم؟ كم سترحب بك الملائكة لحظة دخولك الجنّة؟ وماذا تُراها ستقول لك؟ تُرى كيف سيكون شعورك؟ هنيئا لك هذا الاحتفال الكبير، وهل بعد العمل لإقامة الخلافة تاج الفروض من عمل؟!
   اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
   أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم
  6 من صـفر الخير 1439هـ   الموافق   الخميس, 26 تشرين الأول/أكتوبر 2017مـ

No comments:

Post a Comment