Friday, October 27, 2017

مع الحديث الشريف: الاهتمام بالمسلم حيّا كالاهتمام به ميتا

مع الحديث الشريف: الاهتمام بالمسلم حيّا كالاهتمام به ميتا

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ اتَّبَعَ جَنَازَةَ مُسْلِمٍ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، فَصَلَّى عَلَيْهَا، وَأَقَامَ حَتَّى تُدْفَنَ، رَجَعَ بِقِيرَاطَيْنِ مِنَ الْأَجْرِ، كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أُحُدٍ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا وَرَجَعَ قَبْلَ أَنْ تُدْفَنَ، فَإِنَّهُ يَرْجِعُ بِقِيرَاطٍ" رواه البخاري.
أيها المستمعون الكرام:
إن رابطة الدين هي أعظم وأقوى الروابط على الإطلاق، أقوى من رابطة النسب أو الجوار، وأقوى من رابطة المصلحة والعمل، فالمسلم يشعر بارتباطه بإخوانه المسلمين في كل مكان، يتألم لآلامهم، ويفرح لأفراحهم، ويبذل ما يستطيع لتفريج كُرُباتهم، بل ويدعو لهم بظهر الغيب، وليس هذا إلا للمسلم، فمن لم يهتم بأمر المسلمين ليس منهم. ولم يقف الأمر عند الاهتمام بالمسلم حيّا؛ بل تعداه ليهتم به ميتا، فإذا مات يتبعه في جنازته فيشهدها ويصلي عليه ويشهد دفنه، وفي هذا الخير الكثير الكثير. 
أيها المسلمون:
هل أنتم ممّن يهتم بأمور المسلمين؟ هل أنتم ممّن يهتم بأمورهم أحياء؟ هل تتذكرونهم بدعاء؟  وهل عملتم على ترجمة هذا الاهتمام إلى عمل؟ ألا ترون ما أصاب الأمة؟ ألا ترون ما أصاب إخوانكم في الشام واليمن والعراق ومصر وغيرها من سائر البلدان؟ أم استكفيتم بمتابعة المصائب والويلات؟ بالله عليكم ماذا ستجيبون ربكم عندما يسألكم عن إحراقهم أحياء أمام أعينكم؟ ماذا ستقولون لهم عندما يخاصموكم عند ربكم؟ أهذا هو جلّ اهتمامكم بهم؟ إن الإسلام الذي أمر بالاهتمام بأمر المسلمين أمواتا، وكرّمهم فجعل الصلاة عليهم فرض كفاية، أمر بالاهتمام بهم أحياء، فجعل إنقاذهم من الموت فرض كفاية أيضا، وبما أن هذا لا يتحقق إلا من خلال دولة وجيش، فإن العمل على إقامة هذه الدولة فرض وواجب على كل مسلم حتى ينجو من سؤال الله له، فالعمل العمل -أيها المسلمون- إلى إقامة الخلافة الثانية الراشدة، فهي وعد ربّكم وبشرى رسولكم صلى الله عليه وسلم.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبه للإذاعة: أبو مريم
   8 من صـفر الخير 1439هـ   الموافق   السبت, 28 تشرين الأول/أكتوبر 2017مـ

No comments:

Post a Comment