Friday, October 27, 2017

مع الحديث الشريف: المعروف ليس مجرد ابتسامة يقدمها المسلم لأخيه

مع الحديث الشريف: المعروف ليس مجرد ابتسامة يقدمها المسلم لأخيه

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ لِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ". رواه مسلم.  
أيها المستمعون الكرام:
وصية عظيمة من حبيبنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم في بذل المعروف في الله ولله، في عدم التقليل من شأن المعروف، قليلا كان أم كثيرا، فالله سبحانه يحبّه كلّه، فربما تكون النجاة في أمر يسير نحتقره، فاليسير من المعروف قد يكون عند الله كثير، ولو كان هذا المعروف مجرد ابتسامة يقدمها المسلم لأخيه، فبها دفع للوحشة وجبر للخاطر وزيادة في الود والمحبة والأنس والتآلف. فهذا بلال رضي الله عنه يخاطبه صلى الله عليه وسلم قائلا: "يا بلال، حدِّثني بأرجَى عملٍ عملتَه في الإسلام؛ فإنِّي سمعتُ دَفَّ نعلَيْك بين يديَّ في الجنَّة"، فيقول بلال: "ما عمِلتُ عمَلاً أرجَى عندي منفعةً من أنِّي لا أتطهَّر طهورًا في ساعة ليلٍ أو نهارٍ، إلاَّ صلَّيتُ بذلك الطهور ما كتَب الله لي أنْ أصلِّي"، نعم هذه الأعمال البسيطة القليلة في أعيننا، كبيرة عند الله سبحانه وتعالى.
أيها المسلمون:
هذا نبيكم صلى الله عليه وسلم يخاف عليكم، يدلكم على أبواب الخير كلّها، يدلكم حتى على أعمال بسيطة ويسيرة، تجعل أصحابها ينالون رضا الله، فيسعدون في أخراهم سعادة أبدية وسرمدية، ومن قبل ما دلّكم على أعمال كثيرة كبيرة تدفع بأصحابها إلى الجنة دفعا، فلا أقل من أن تعمل الأمة اليوم مع العاملين لإقامة دولة الإسلام، التي غابت عن الوجود ردحا من الزمان، وعاش المسلمون بغيابها شقاء الحياة ومرارتها مضاعفا، شقاء لم تعشه الأمة من قبل، فقد غُيّبت الأفكار والمفاهيم الصحيحة، وضاع الناس في فكر الرأسمالية العفنة، وباتوا لا يلون على شيء من إسلامهم إلا من رحم الله، فتحكم الغرب في تفاصيل الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية، فغاب العدل وساد الظلم، ولئن نهانا حبيبنا صلى الله عليه وسلم عن استصغار الأعمال اليسيرة أو تركها، فمن باب أولى أن لا نترك الأعمال العظيمة ونتهاون بها، ونكتفي بالمتابعة والإدانات، أن لا نترك الأمة تذبح كل ساعة أمام أعيننا، ونكتفي بالأعمال الصغيرة، أو بتوزيع الابتسامات فقط. 
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم
  7 من صـفر الخير 1439هـ   الموافق   الجمعة, 27 تشرين الأول/أكتوبر 2017مـ

No comments:

Post a Comment