Sunday, May 31, 2015

"المسيرة القرآنية" تحارب الخلافة على منهاج النبوة!

"المسيرة القرآنية" تحارب الخلافة على منهاج النبوة!

الخبر: كعادتهم في إحياء الذكرى السنوية الرابعة والتسعين لهدم دولة الخلافة على يد مصطفى كمال ليعلم المسلمون هذا المصاب الجلل، ويدركوا أن مشاكلهم ومصائبهم اليوم بسبب غيابها ويعملوا لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامتها، قام شباب حزب التحرير في اليمن هذا العام بتعليق مجموعة من اليافطات في مدن يمنية عدة، ومنها العاصمة صنعاء يوم الأربعاء 27/05/2015م بعناوين مختلفة منها "قاهرة الكافر المستعمر وعملائه.. خلافة راشدة على منهاج النبوة" مذيلة بحزب التحرير / ولاية اليمن وأرقام تلفونات، وقد عملت رأيًا عامًا كبيرًا إذ قام بالاتصال عدد غير مسبوق ممن يستحسنون الفكرة والعمل ويرغبون في التواصل بالحزب للعمل معه، لما استشعروا حقيقة ما رأت أعينهم وأدركوا الحل لنكباتهم وهو غياب كيان المسلمين الذي يرعاهم، وتآمرت عليه دول الكفر آنذاك بريطانيا وفرنسا وروسيا وهدمته. فما جن الليل إلا وقد طوى الحوثيون جميع تلك اليافطات واتصلوا بأرقام التلفونات وأرغوا وأزبدوا على حزب التحرير والخلافة على منهاج النبوة.

التعليق: لقد رفع الحوثيون "المسيرة القرآنية" عنوانًا لهم حين خرجوا بأسلحتهم من صعدة قاصدين صنعاء فبقية اليمن، مع أن ناطقهم الرسمي محمد عبد السلام قال "نحن نريد دولة مدنية ديمقراطية"، وبعث زعيمهم عبد الملك الحوثي رسالة تطمين للعالم حين اقتربوا من صنعاء بأنه سيحافظ على النظام الجمهوري. المستغرب هنا هو: كيف لا تنسجم "المسيرة القرآنية" مع الخلافة على منهاج النبوة؟! ويتعارك القرآن مع حكم من أحكام الإسلام التي أصبح يدركها الكافر ويعمل على منعها قبل المسلم الذي ارتفعت عن عينه الغشاوة وأصبح يراها حلًا لجميع مشاكله التي كثرت هذه الأيام وأصبحت أكبر مما يستطيع مواجهتها أفرادًا وجماعات؟!
لقد قام الحوثيون بإزالة يافطات حزب التحرير وهم يعلمون بأن حزب التحرير قام استجابة لقوله تعالى: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾، وغايته استئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة بعد هدمها في 28 رجب 1342هـ الموافق 03/03/1924م، وطريقته في العمل لإقامتها هي طريقة رسول الله في إقامة دولة الإسلام الأولى في المدينة المنورة.
كما أن شباب حزب التحرير قد التقوا ببدر الدين الحوثي وناقشوه وهم اليوم يلتقون بالحوثيين ويناقشونهم، فلماذا يشنون هذه الحملة عليه بإنزال يافطاته من الشوارع ويسمونه باسم غير اسمه ويصفونه بأوصاف ليست فيه؟ ألم تدرك عقول الحوثيين أن الخلافة حكم شرعي وإقامتها واجب عليهم كما هي واجب على جميع المسلمين، أم أنهم بحق وحقيقة ينتظرون خروج من دخل السرداب ليقوم بذلك نيابة عنهم؟ وحين يسألهم رب العالمين لِمَ لَمْ تطبقوا الإسلام وتحكموا بشرعي وقد بسطتم نفوذكم على الحكم في اليمن؟ أعجزتم؟ إذن لم وصلتم؟
متى يدرك الحوثيون وأتباعهم أن الإسلام يعني أفعالاً مع الأقوال لا أقوالاً بدون أفعال، قال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ* كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾. وأن عليهم القيام بالكثير من الأفعال التي تبرهن علمهم بالأحكام الشرعية والانضباط بها، كرعاية الشؤون كما جاء بها الإسلام لا كما هو عليها اليوم "العالم المحتضر"؛ العالم الرأسمالي، فهم إن قدموا شيئًا في الأمن لا ينكرون عليه، لكنهم عجزوا عن تقديم كفاية الناس في معيشتهم، ولم يفرقوا إلى الآن بين الملكية العامة "التي يشترك جميع الناس فيها" كالنفط والغاز وما بني عليهما كالكهرباء، والتعليم والزراعة و...الخ وبين التعامل مع السياسيين المخالفين لهم، فليردوا الحجة بالحجة والعمل السياسي بالعمل السياسي لا بالبلطجة كما كان يفعل من قبلهم، ولا يقدمون أنفسهم أمنيين بطريقة لا تقل سوءًا عن حليفهم صالح، يمارسون التجسس على الناس في أماكن عيشهم ويقومون بالاعتقالات، وبقطع الاتصالات والتلفونات وحجب مواقع الإنترنت.
أيها الحوثيون، إن الإسلام هو الدين الذي أنزله رب العالمين على سيدنا محمد وأمره والمسلمين من بعده بتطبيقه في دولة، وإن كان غيركم لم يحسن تطبيق الإسلام فلماذا تفعلون فعله اليوم وقد صرتم إلى الحكم فاحكموا بالإسلام ولا تخالفوه، فهلا طبقتم الإسلام وأسكتم المعارضين بأفعالكم لا بأيديكم؟
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس: شفيق خميس
13 من شـعبان 1436
الموافق 2015/05/31م

No comments:

Post a Comment