Wednesday, May 27, 2015

خبر وتعليق: مأساة الروهينجا المسلمين المعاناة، والأمل والحل

خبر وتعليق: مأساة الروهينجا المسلمين المعاناة، والأمل والحل

الخبر: إن مأساة الروهينجا المسلمين كانت مخفية تماما عن الإعلام العالمي، ولقد بقيت كذلك حتى عثور الشرطة التايلاندية على جثث لمن تعتقد أنهم من الروهينجا المسلمين في مقابر جماعية جنوب تايلاند في شهر نيسان/أبريل 2014. وكانت الشرطة قد هاجمت مخيمات لتهريب البشر على الحدود الماليزية التايلاندية. بعد عملية الكشف هذه عن الجثث، وخلال أسابيع بعدها تواردت الأخبار عن وجود الآلاف من الروهينجا هائمين على سطح الماء في بحر أندامان بعد أن هجرهم المهربون. لقد اتخذوا من تايلاند محطة انتظار قبل سفرهم إلى ماليزيا وإندونيسيا طلبا للمأوى. وقامت السلطات الماليزية والإندونيسية التي يتوجب عليها مساعدتهم، قامت بطردهم بشكل غير إنساني. ولكن بعد مفاوضات حثيثة وافقت الدولتان على إنقاذ الروهينجا المسلمين من البحر، ولكن بشكل مخز. وتم مؤخرا اكتشاف قبور جماعية أخرى على الحدود الماليزية التايلاندية من قبل السلطات الماليزية ويعتقد أيضا أن تكون هذه القبور هي للروهينجا المسلمين الفارين من ميانمار وتم توقيفهم في مخيمات التهريب وفجأة عجت الصحف والإعلام بأخبار الروهينجا، ولكن من المخزي أن الحل في ظل الدول القائمة اليوم في العالم لا يمكن رؤيته.

التعليق: إن معاناة الروهينجا المسلمين بدأت في القرن الثامن عشر، عندما دنس الكفار إقليم راخان. قبلها كان هذا الإقليم يقع تحت حكم الإسلام ولثلاثة قرون (1430-1749)، لم يقم الكفار باحتلال الإقليم فقط، ولكنهم ذبحوا المسلمين وخصوصا العلماء والخطباء. لقد ارتكبوا أفظع الجرائم وظلموا ونهبوا ودمروا العديد من الرموز الإسلامية مثل المدارس والمساجد. وفي عام 1922 حرم الروهينجا من الجنسية على يد البوذيين تحت قانون الجنسية لعام 1982، ونتيجة لذلك فقد الروهينجا حقوقهم الأساسية بصفتهم رعايا مثل التعليم والرعاية الصحية، وازدادت المعاناة في عام 2012 عندما اندلعت المواجهات بينهم وبين الأقلية البوذية في الإقليم، وعلى غرار هذا التصعيد تم ترحيل مئات الآلاف من الروهينجا، ويعيش الكثير منهم الآن في مخيمات يائسة ومزرية، ولهذا قام العديد منهم بمحاولات للهروب من الظلم والاضطهاد عبر البحار إلى مستقبل مجهول.
في ظل هذه المعاناة الشديدة وصل اللاجئون الروهينجا إلى المياه الإندونيسية والماليزية، ولكن للأسف تم طردهم بدون رحمة. أي معاملة هذه للأخ المسلم؟!
ألا تدرك السلطات في إندونيسيا وماليزيا أن هؤلاء مسلمون تعرضوا للظلم والعنصرية والمجازر خلال عقود طويلة في ميانمار، ليس لسبب إلا لأنهم مسلمون، أليس هو الدين نفسه الذي يدعي حكام الدولتين أنهم يحملونه؟ لكم الخزي أيها الحكام المسلمون. لماذا لا ينصاع هؤلاء الحكام لأوامر الله حيث يقول: ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾ [الأنفال: 72]
ما الذي يطلبه الروهينجا سوى إنقاذهم من القتل والظلم الذي يلاقونه على أيدي البوذيين المتطرفين في ميانمار، فقط لأنهم مسلمون؟ أخزاكم الله أيها الحكام.
يجب على الحكومتين الإندونيسية والماليزية، وغيرهما من الحكومات في البلاد الإسلامية أن تفتح أراضيها أمام الروهينجا الفارين من القتل والظلم وغيرهم من المسلمين الذين قرروا الهروب من الطغيان في بلدانهم. ويجب على الحكومات أيضا أن تضغط على حكومة ميانمار من أجل وقف المجازر ضد الروهينجا ومعاملتهم بالحسنى في بلادهم، ولكن إذا لم يرتدع هؤلاء، فإنه في هذه الحالة يجب إعلان الجهاد في سبيل الله للقضاء على طغيان حكومة ميانمار وللمحافظة على حرمة الدم المسلم. وهذا هو الحل الصحيح لحماية المسلمين كما أمر الله سبحانه وتعالى، يجب أن تعطى الفرصة لإخواننا الروهينجا ليبدأوا حياة جديدة، يجب أن نوفر لهم المأوى المناسب، والوظائف الملائمة والرعاية الصحية اللازمة وغيرها من الحقوق الأساسية، لأن ماليزيا وإندونيسيا هي بلاد إسلامية والروهينجا هم إخواننا في الدين.
إن ما حدث للروهينجا لا يمكن أن يتقبل في وجود دولة إسلامية. لم يحدث في تاريخ المسلمين أن دولة الخلافة حرمت المسلمين، وحتى أتباع الديانات الأخرى الذين هم من رعاياها من حقوقهم إذا هم أطاعوا أوامر الإسلام. على العكس تماما فقد تمتع غير المسلمين في دولة الخلافة بحياة كريمة وعادلة بوصفهم حاملين لتابعية دولة الإسلام. ما زلنا نذكر تماما موقف الدولة الإسلامية من حماية ومساعدة اليهود الفارين من إسبانيا أثناء محاكم التفتيش التي أقامها فرناندو ملك إسبانيا الكاثوليكي، تماما كما فعل محمد الفاتح مع اليهود بعد فتح القسطنطينية عام 1453. نحن بحاجة ملحة لقيام دولة الخلافة على منهاج النبوة لإنقاذ جميع إخواننا المظلومين في أرض الله.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد - ماليزيا
10 من شـعبان 1436
الموافق 2015/05/28م

No comments:

Post a Comment