Friday, May 29, 2015

تعليق صحفي: الأمم المتحدة تحتفل بالذكرى السبعين لتأسيسها المرتبط بويلات وفواجع العالم عامة والعالم الإسلامي خاصة

تعليق صحفي: الأمم المتحدة تحتفل بالذكرى السبعين لتأسيسها المرتبط بويلات وفواجع العالم عامة والعالم الإسلامي خاصة

بينما تتوجه الجيوش بآلاتها العسكرية الحربية المدمرة من كل العالم إلى بلاد المسلمين لتفتك بهم وببلادهم سواء في العراق أو في سوريا أو في ليبيا أو في اليمن، بمباركة وتأييد هذه المنظمة الخبيثة التي ما أنشأها الغرب إلا لتكون شوكة في أعين كل من يتوق للانعتاق من ظلم وجشع الدول الرأسمالية المتحكمة بقوت وحياة الشعوب، بينما تحدث هذه المآسي في العالم، تحتفل الأمم المتحدة بذكرى تراها أنها عظيمة، ويراها المسلمون أنها أليمة تستدعي منهم التفكر والتأمل بالحال التي آلت إليه بلادهم الإسلامية في ظلها، ألا وهي الذكرى السنوية السبعين لتأسيس الأمم المتحدة.
لقد أنشئت "عصبة الأمم" لتكون بديلاً عن النظام الإسلامي الذي جعلته الدولة الإسلامية عرفاً دولياً على العالم وكان سائداً باستمرار حتى ولادة هذا المولود المسخ. فقد تأسست "عصبة الأمم" عقب مؤتمر باريس للسلام عام 1919، وقامت بإسقاط دولة الخلافة العثمانية واحتلالها وتجزئتها. كانت عصبة الأمم هذه سلفًا لمنظمة الأمم المتحدة الحالية التي أنشئت عام 1945م على أنقاضها، ورغم أنها أعلنت أن أهدافها الرئيسية تتمثل في منع قيام الحروب وضمان الأمن المشترك بين الدول، والحد من انتشار الأسلحة، وتسوية المنازعات الدولية عبر إجراء المفاوضات والتحكيم الدولي، كما ورد في ميثاقها، إلا أن ما نتج عنها هو النقيض لذلك تماماً. فما عرف التاريخ أشد من الحروب والنزاعات التي نشأت في ظلها بل كانت هي موقدا لها من خلال تحكم الدول الاستعمارية المجرمة في العالم بها وخاصة بريطانيا وفرنسا ثم الولايات المتحدة الأمريكية. ونشأ في ظلها الصراع بين هذه الدول على ثروات العالم الإسلامي فتم تقاسمه بناء على "صكوك" ملكية منحتها هذه المنظمة الدولية لتلك الدول المتكالبة تحت اسم الانتداب أو الحماية أو الوصاية أو غير ذلك من تسميات ظاهرها فيه الرحمة وباطنها من قبله العذاب الشديد.
ولكي تزيد هذه المنظمة الخبيثة من الفساد في العالم أصرت النمسا من خلال وزير خارجيتها، الذي يحبو على سلم السياسة الدولية، سيباستيان كورتس، بالاتفاق مع أمين المنظمة بان كي مون على مشاركة المغنية المثلية كونشيتا فورست والتي تتلقى الدعم الكبير اللافت للنظر من الطبقة السياسية والاقتصادية في أوروبا رغم اشمئزاز المجتمع الأوروبي من هذا الظهور المزعج والخادش للعادات والتقاليد (ردود أفعال وانتقادات عنيفة ضد هذه المغنية المثلية على مواقع التواصل "الاجتماعي" في أوروبا). بل إن الاحتفالية التي يقودها الأمين العام في مقر الأمم المتحدة بالعاصمة النمساوية فينا من 18 حتى 20 أيار 2015م كان موضوع المثلية هو محورها، ولم يكن مفاجئاً ما أعلنه بان كي مون خلالها من أن المثلية ومنذ الآن ستكون "حقاً طبيعياً لكل العاملين في مجالس الأمم المتحدة". ورغم أن العالم الإسلامي الذي ينضوي قسراً من خلال رويبضاته من حكام البلاد الإسلامية تحت مظلة هذه المنظمة يشكل حوالي ملياري مسلم وأكثر من ستين دولة من أصل 193 دولةً عضواً فيه إلا أن بان كي مون والوزير النمساوي - رئيس الاحتفالية - لم يعيرا أي اهتمام لا لمشاعر المسلمين ولا لدينهم في إعلاناتهم المخزية هذه.
أيها المسلمون، إن أمتكم أمة واحدة من دون الناس كما قال تعالى: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾، فلا يجوز قبولكم بالتجزئة التي تحافظ عليها هذه المنظمة بالإبقاء على أمتكم دويلات ومزق لا قيمة لها ولا وزن. كما أنه لا يجوز لكم ولا لحكامكم الولاء لها من دون الله، قال تعالى: ﴿وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾. وها هي هذه المنظمة الخبيثة لم تحرك ساكناً ضد قتلة المسلمين من فلسطين إلى بورما إلى الشيشان إلى أفغانستان إلى ما يحدث الآن في العراق والشام واليمن، والقائمة تطول. وإنها بحق لفرصة عظيمة أن تعلن بلادنا الانسحاب من هذه المنظمة في هذه المناسبة لفضح تآمرها وعداوتها لله ولرسوله وللمسلمين، ﴿فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾؟
وحدها دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة القادمة قريبا بإذن الله هي التي ستصلح العالم وتحفظ الأمن والأمان وتصون الدماء والثروات والأعراض، وستعيد الحق إلى أهله وستعاقب المجرم على إجرامه. نعم هي وحدها فقط لأنها تحكم بشريعة إلهية ربانية كلها الخير والعدل، لا بشريعة وضعها قتلة الهنود الحمر وقراصنة إنجلترا ومجرمو الحروب في فرنسا. وصدق الله القوي الجبار: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾.
 المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
التاريخ الهجري      01 من شـعبان 1436
التاريخ الميلادي    2015/05/19م

No comments:

Post a Comment