Monday, December 25, 2017

يا آل سعود ويا أبناء زايد ويا أردوغان أين أنتم من إقامة الخلافة...

يا آل سعود ويا أبناء زايد ويا أردوغان أين أنتم من إقامة الخلافة...

أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن استيائه الشديد من تغريدة على موقع التواصل تويتر اعتبرها مسيئة للعثمانيين والأتراك.
وانتقد أردوغان وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد آل نهيان بعد قيامه بإعادة نشر التغريدة التي تتهم فخر الدين باشا الحاكم العثماني للمدينة بين عامي 1916 و1919 بارتكاب جرائم ضد سكانها وسرقة متعلقاتهم.
وقالت التغريدة "إن الأتراك سرقوا أغلب مخطوطات المكتبة المحمودية بالمدينة، فهؤلاء أجداد أردوغان وتاريخهم مع المسلمين العرب".
وقال مسؤول في وزارة الخارجية التركية إن الوزارة استدعت القائم بأعمال السفير الإماراتي في تركيا عقب تعليقات وزير خارجية الإمارات على تويتر بشأن قائد عثماني.  (بي بي سي 22/12/2017م)
منذ بداية هذه الأزمة بين آل زايد وأردوغان، والمهاترات بين الطرفين تكاد لا تتوقف، وقد عمل كل طرف على تشغيل ماكينته الإعلامية لإعادة كتابة الأحداث التاريخية فيما يخدم مصالحه، وكلا الطرفين يمجدون بأجدادهم ليسوقوا لحاضرهم الفاسد، ورغم أن الأزمة افتعلت بين الإمارات وتركيا إلا أن السعودية دخلت على خط المهاترات والأخذ والرد وهو الأمر الطبيعي كون أن القضية التاريخية التي يتحدثون عنها تقع تحت الحكم السعودي في الوقت الحالي وهي المدينة المنورة.
 وقد كان افتعال الموضوع من طرف الإمارات بشكل مبتذل دفع أردوغان للرد بشكل حاد لتتصاعد الأزمة بين الطرفين وتنتقل من منطقة إلى أخرى بين كتاب الصحافة والمؤرخين ليحاول كل طرف إثبات وجهة نظره فيما يراه صحيحا لخدمة مصالحه وسياساته الحالية؛ فذاك يبرر الثورة العربية الكبرى على الدولة العثمانية بتسويق أحداث معينة وآخر يدافع عن رموز الدولة العثمانية معتبرا نفسه الوريث الأوحد لتلك الحقبة التاريخية وهو المسؤول عن تأريخ أحداثها، ورغم السجال التاريخي الطويل الذي يتعلق بموضوع حصار المدينة وشخصية فخري باشا إلا أن كلا الطرفين تجاهل متعمدا حقيقة تاريخية وواقعية لا خلاف عليها وهي أن كلا الطرفين لا يسعيان لإعادة أمجاد الدولة العثمانية أو العمل لإقامة دولة الخلافة أو العمل على تطبيق أحكام الإسلام، وهنا نقول لهم جميعا كما قال الشاعر:
ليس الفتى من قال كان أبي *** إن الفتى من قال ها أنا ذا
فالحقيقة التاريخية التي لا غبار عليها أن الثورة العربية الكبرى وجميع عملاء الإنجليز في وقتها من آل سعود وآل زايد ومصطفى كمال خانوا جميعا الدولة العثمانية وساهموا في غرس الخنجر في ظهرها لإسقاطها وطعن الأمة الإسلامية في مصدر قوتها، بل وحتى عملوا جميعا على سلب الناس سلطانهم ونزع أحكام الإسلام من بينهم وإقامة أحكام الكفر والطاغوت عليهم بقوة الجبر والإكراه، لا فرق في ذلك بين متقدم أو متأخر ولا بين من عمل على ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر، فجميعهم في الوقت الحالي لا يعمل لإقامة أحكام الإسلام ولا لإقامة دولة الإسلام وجميعهم في تاريخهم وحاضرهم كانوا وما زالوا حكاما غير شرعيين خرجوا على ولي الأمر الشرعي وهو في ذلك الوقت الخليفة العثماني، وفي الوقت الحالي الخروج عن تطبيق أحكام الإسلام والعمل على استئناف الحياة الإسلامية.
لقد كان آل سعود ومنذ نشوء دولتهم السعودية الأولى عام 1744م من أوائل من خرج على ولي الأمر الشرعي وعمل على إسقاط الخلافة العثمانية، ورغم المغالطات التاريخية التي يعمل عليها آل سعود منذ نشأتهم ومحاولتهم إقناع الناس بأن أرضهم لم تكن تابعة للدولة العثمانية وأنهم ولاة الأمر الشرعيون، إلا أن التاريخ والأحداث لا تدع مجالا للشك لأي قارئ مبتدئ للتاريخ بأن آل سعود خرجوا على الدولة العثمانية وأن نجداً والحجاز وكامل الجزيرة العربية كانت تحت سيطرة الدولة العثمانية وأن جميع حكام المنطقة في السعودية والإمارات والكويت والبحرين وعمان وقطر والعراق والأردن واليمن وتركيا ما هم إلا صناعة إنجليزية بامتياز منذ خروجهم على الخلافة العثمانية وتسربلهم في الخيانة والعمالة وتأرجحهم بين عمالة الإنجليز تارة وبين عمالة أمريكا تارة أخرى، فباعوا بذلك دولتهم ودينهم وآخرتهم بثمن بخس في الحياة الدنيا.
لقد شغلت الحكومة السعودية ورجالات محمد بن سلمان في الإعلام ماكيناتهم الإعلامية لتشويه صورة الدولة العثمانية في أذهان الناس وعملوا على كتابة تاريخ مزيف يبررون به خيانتهم وتآمرهم على الإسلام وأهله، ولا يحتاج المتابع في ذلك أن يعود لصفحات التاريخ الطويلة والمتشابكة للتأكد من ذلك، فالأيام الحالية خير شاهد وأقوى دليل، فتخاذلهم جميعا عن قضايا المسلمين في شتى بقاع الأرض وتآمرهم في تطبيق أحكام غير أحكام الإسلام هو أكبر خيانة للأمة والدين والتاريخ، وسوف يسجل التاريخ ذلك، كما أن صحف ربي سبحانه وتعالى تكتب ما تقدم وما تأخر ولا يغيب عنه مثقال ذرة، فهل يعمل هؤلاء ليوم تشخص فيه الأبصار؟!
إنه ورغم وجود دوافع سياسية حالية بين الأطراف الداخلة في هذه القضية التاريخية والاختلاف الحاصل على شخصية فخر باشا آخر حاكم عثماني على المدينة المنورة، وبالرغم من أن دوافع كل جهة في النهاية تتحكم فيها مصالح الدولة التي يخدم مصالحها، إلا أن كل ذلك يمكن اختصاره في سؤال واحد فقط، أين أنتم جميعا من إقامة الخلافة وإقامة أحكام الإسلام؟ أين أنتم من صفحات التاريخ المشرف الذي كتبته الدولة العثمانية لنفسها والذي سطره المسلمون في التاريخ في مختلف عصور الدولة الإسلامية في العهد الأموي والعباسي والعثماني؟ أين أنتم من تاريخ أجدادكم الأوائل من جيل الصحابة الكرام وخلافتهم الراشدة؟ قطعا سوف تكون الإجابة على كل هذه الأسئلة أن لا علاقة لكم بهذا كله وأن عملكم الأهم في هذا الشأن هو منع عودتها وعودة أحكام الإسلام إلى واقع التطبيق، ولكن هيهات هيهات! فإن ذلك كائن رغم أنوفكم وتزويركم للحقائق، فذلك وعد نبينا الكريم ﷺ حين قال: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ» رواه أحمد.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ماجد الصالح – بلاد الحرمين الشريفين
7 من ربيع الثاني 1439هـ   الموافق   الإثنين, 25 كانون الأول/ديسمبر 2017مـ

No comments:

Post a Comment