Tuesday, October 27, 2015

جريدة الراية: انتخابات هزلية تثبت مدى فشل النظام وفقدانه للشرعية والظهير الشعبي

جريدة الراية: انتخابات هزلية تثبت مدى فشل النظام وفقدانه للشرعية والظهير الشعبي

أخيرا تجرأ النظام المصري وعلى رأسه عبد الفتاح السيسي وتناول حبوب الشجاعة وأجرى انتخابات برلمانية ولم يتعلم من دروس سابقة في استفتاء الدستور والانتخابات الرئاسية وما لوحظ فيها من عزوف واضح عن المشاركة في التصويت رغم كل ما قدم من إغراءات ورغم كل الوعيد والتهديد بالغرامات لمن لم يشارك في عمليات التصويت.
رغم كل هذا أقبل على إجراء الانتخابات ليثبت أمام العالم كله أنه نظام فاقد للشرعية ولا يملك أي ظهير شعبي، وأن ما يملكه فقط هو آلة القمع والقهر المسلطة على أبناء الكنانة والتي تطال كل من حاول إظهار حقيقة النظام وعمالته وعداءه لأهل الكنانة والإسلام والمسلمين.
لقد أبى هذا النظام إلا أن يظهر إفلاسه وعجزه وأتباعه من المضبوعين، وعجز آلته العسكرية عن الإتيان بأي مشروع سياسي لمعالجة دوافع الثورة، فلا حلول لمشاكل مصر السياسية ولا المعيشية لا على المدى القريب ولا البعيد، فضلا عن زيادة المشكلات والأزمات التي تعيد مصر لما هو أسوأ مما قامت عليه الثورة، وتجعلنا في انتظار انفجار حتمي وشيك يطيح بكل المشاريع الخداعة التي قد تطرح مستقبلا.
وأكدت هذه الانتخابات بما لا يدع مجالا للشك أن استمرار السيسي في حكم الكنانة يعني بقاء واستمرار القبضة الأمنية العسكرية لعملاء أمريكا دون أي ظهير أو سند شعبي.
كما أظهرت الوجه الكالح لمن ركنوا إلى العسكر بعد أن تخلوا عن ثوابت شرعية طالما تغنوا بها سابقا ونبذوها الآن وراء ظهورهم فحصلوا صفرا كبيرا لا يقل عن صفر من سارعوا فيهم؛ فرأينا ما حل بالسلفيين من أبناء حزب النور وكيف كانت خسارتهم فاضحة رغم ضعف الإقبال العام على الصناديق، إلا أنهم لم يستطيعوا إقناع القليل من أتباعهم بالذهاب للصناديق، فمع اختلافنا مع دوافع تحريم المشاركة لدى بعض من حرمها إلا أنه يبقى أمر مهم وهو أن الدعوة إلى مقاطعة الانتخابات وتحريمها لامست قلوب أهل الكنانة وفطرتهم السوية التي طالما امتنعت وعزفت عن المشاركة، اللهم إلا بدعوى نصرة الإسلام والمسلمين التي كان يستغلها البعض توهما منهم أنهم ينصرون الإسلام، فلما غاب "الإسلاميون" عن الصورة وتأكد للجميع أن هذه الانتخابات ليس فيها أي رائحة للإسلام رأينا لجاناً خاوية.
لقد أثبتت هذه الانتخابات وما سبقها من استحقاقات على مدار خمس سنوات سابقة مما بعد ثورة يناير أن الحاضر في المشهد لدى أهل الكنانة هو الإسلام، وأن ثقتهم فيه وحده دون سواه، فرأينا فيما سبق كيف سارع الناس بإقبال غير مسبوق مصحوب بقلة وعي ظنا منهم أن هذه الصناديق ستأتيهم بالإسلام ممثلا فيمن يتكلمون على المنابر عن أبي بكر وعمر رغم أنهم لم يقدموا للناس مشروعا واضحا لكيفية تطبيق الإسلام ورغم عدم امتلاكهم لهذا المشروع، إلا أنهم أقبلوا عليهم لتعطشهم للإسلام وأهله، فكيف بربكم سيكون فعل أهل الكنانة المحبون للإسلام إذا رأوا أمامهم من يحملون مشروعا واضحا لتطبيق الإسلام ويملكون آلياته وجاهزون لتطبيقه من أول يوم بكل تفاصيله؟ لا ريب أنهم سيسارعون لحمله مع الحاملين بعد تأكدهم من فشل كل طرح إلا طرح الإسلام الكامل بشموليته.
بعد ما مضى على ثورة الكنانة وما تلاها من تلاعب عسكر أمريكا بها وسرقتهم لها فإن واقع الكنانة سيتشكل في قادم الأيام؛ إما بيد أمريكا أو بيد أهل الكنانة، فأمريكا تدرك يقينا أن حكم العسكر لم يعد قادرا على الحياة بعد كل هذه الأزمات ومع التعايش مع الثورات التي تموج بها المنطقة، ومع ما نراه من جمرٍ متّقد أوشك لهيبه أن يحرق أمريكا وعملاءها في الكنانة وغيرها، ولو فقدت أمريكا الكنانة فلن تقوم لها قائمة، ولن تقبل أمريكا أن يبقى نفوذها في مصر مهدداً بسبب حفنة من العسكر فاقدة للسند الشعبي وفاقدة لأي مبرر لوجودها، ولن تبقي على السيسي بعد تأكدها يقينا أنه رجل مرحلة أوشكت على الانتهاء إن لم تكن بالفعل قد انتهت، فستبحث أمريكا عن عميل آخر في محاولة جديدة لسرقة آمال أهل الكنانة في عيش كريم، فربما تبحث في قادم الأيام عن رجل ينتمي إلى جهة تملك رصيدا شعبيا تقوم على مصالحها وتقود مصر في المرحلة المقبلة كامتداد للعسكر ومن سبقهم.
إن هذه الانتخابات ليست حدثا سهلا ولها ما بعدها، وقادم الأيام فيه الكثير والكثير، والواقع القادم سيكون الأصعب على أهل الكنانة، فالتآمر عليهم مستمر ومكر الليل والنهار لا يتوقف، ومصير الكنانة الذي تريد أمريكا عن طريق عبيدها من العسكر ألا يخرج من يدها، يجب أن يعود إلى يد أبناء الكنانة المخلصين ولا يبقى في يد طغمة من العسكر العملاء لا تعرف شيئا سوى خدمة السيد الأمريكي.
فيا أهل الكنانة الكرام، لقد أعزكم الله بالإسلام وأكرمكم بخيرات وفيرة؛ موقع مميز يجعلكم في غنى عن العالم كله ويؤهلكم لأن تكون الكنانة بكم سيدة الدنيا، شريطة أن تحمل للعالم مشروعا كاملا مؤهلا للنجاح وقادرا على علاج جميع المشكلات حلا صحيحا جذريا شاملا، ولا يوجد ذلك إلا في الإسلام ونظامه المتمثل في الخلافة على منهاج النبوة، فاحملوه مع إخوانكم في حزب التحرير وحاربوا به أمريكا ومشاريعها وعملاءها وهيمنتها عليكم؛ فلا عز لكم ولا كرامة إلا بالخلافة التي تطبق الإسلام عليكم تطبيقا كاملا كما طبقه رسول الله وصحبه الكرام من بعده، واعلموا أنه لا خلاص لكم بعد ما جربتم من أنظمة أذاقتكم الويلات، إلا بهذه الحياة الإسلامية التي تحفظ عليكم كرامتكم وحقوقكم وتضحياتكم وتعيد إليكم ما نهب الغرب وأذنابه من ثرواتكم، فكونوا أنصارا كأنصار الأمس ولتكن مصر بكم مصر المنورة.
بقلم: عبد الله عبد الرحمن
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر
المصدر: جريدة الراية
15 من محرم 1437
الموافق 2015/10/28م

No comments:

Post a Comment