Monday, October 26, 2015

خبر وتعليق: معدل الجريمة يتصاعد في باكستان الديمقراطية الرأسمالية

خبر وتعليق: معدل الجريمة يتصاعد في باكستان الديمقراطية الرأسمالية

(مترجم)
الخبر: ذكرت العديد من الصحف في باكستان في 23 تشرين الأول/أكتوبر 2015، أن امرأة شابة أحرقت على يد رجل كانت قد رفضت الزواج به. وقالت صونيا بيبي (20 عاما) من على سريرها في المستشفى للشرطة، أن عشيقها السابق لطيف أحمد رشقها بالوقود وأضرم النيران فيها بعد أن رفضت طلبه. وأكد طبيب في مستشفى نيشتار الرئيسي في مولتان لوكالة فرانس برس أن 45 إلى 50 في المائة من جسم بيبي قد احترق في الهجوم، لكنه قال أنها خرجت من دائرة الخطر. وقال مسؤول في الشرطة المحلية، جمشيد حياة، لوكالة فرانس برس أن الحادث وقع في قرية نائية من منطقة مولتان في وسط إقليم البنجاب، وقد ألقت الشرطة القبض على أحمد البالغ من العمر 24 عاما. وقال حياة "اعتقلت الشرطة الرجل بعد تسجيل بيان سونيا بيبي بحضور والديها." (المصدر: themalaymailonline.com)

التعليق: لا يمكن للعدالة أن توجد في باكستان الرأسمالية الليبرالية الديمقراطية. فالعشرات من الرجال والنساء والأطفال يقتلون يوميا في نزاعات تافهة، وخلافات قبلية ولأسباب أخرى مثل القضايا المرتبطة بالزواج والفقر. وقد فشلت الدولة في تأمين حياة وممتلكات رعاياها أو إشباع حاجاتهم الأساسية كالغذاء والكساء والمأوى. كما فشلت الدولة أيضا مرارا وتكرارا في توفير العدالة لهم. وسائل الإعلام، والتي تحظى بإقبال من قبل الدولة، تجمل باستمرار قصص الجريمة، وتعيد تمثيلها كأعمال درامية تعرض في وقت الذروة. وتقوم وسائل الإعلام أيضا بعرض وترويج الأفلام الهندية والباكستانية الفاحشة والبذيئة، والتي تؤثر بشكل كبير على عقول الشباب، الذين أصبحوا يعتبرون أن هدفهم الوحيد في الحياة هو الوقوع في الحب والزواج. كما يتم عرض العلاقات خارج إطار الزوجية بشكل كبير، متناسين كل قواعد الإسلام والحدود التي وضعها الله سبحانه وتعالى. وقد فشل النظام التعليمي للدولة في غرس القيم الأساسية للشخصية الإسلامية في الأطفال، مما نتج عنه جيل عديم الإحساس بالمسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى وليس لديه أي فكر حول الحلال والحرام. فالنظام الرأسمالي يعلمهم تحصيل أقصى المنافع المادية والمتع الجسدية من هذه الحياة الدنيا.
وعلاوة على ذلك، فإن النظام القضائي لم يقم أبدا بمعاقبة أي مجرم في الوقت المناسب، لذلك فهو مثال دقيق للمقولة "تأخير العدالة هو إنكار العدالة"، فبطء إجراءات التقاضي ونظام الاستئناف يؤخر إصدار الحكم لعقود. وفي كثير من الأحيان يقوم رجال مافيا الشرطة الفاسدون بإطلاق سراح المجرمين بعد تلقي الرشاوى الكبيرة واعتقال الأبرياء دون أي دليل. وقد ارتفع معدل الجريمة في باكستان على مر السنين بسبب العوامل المذكورة أعلاه. ووفقا لبيانات الجريمة الوطنية (NCD)، سجلت ما مجموعه 3170889 جريمة، بما في ذلك 456552 ضد الأشخاص و611852 قضايا ضد الممتلكات منذ عام 2008 حتى عام 2013. وتشير إحصاءات NCD إلى أن الجريمة في البلاد في ارتفاع مستمر بمعدل 17.86 في المئة بالمقارنة مع أرقام عام 2007. كما أظهرت الجرائم المرتكبة ضد الأشخاص والممتلكات تصاعدا بمعدل 24.12 في المائة مقارنة بأرقام عام 2007. وبالمثل صدر في تشرين الأول/ أكتوبر 2014، تقرير من جناح التحقيق في شرطة البنجاب، يفيد بمقتل شخص كل ساعة وخمس عشرة دقيقة في ولاية البنجاب، المقاطعة الأكثر اكتظاظا بالسكان وازدهارا في باكستان. وفي عام 2014 وحتى تشرين الأول/ أكتوبر تم الإبلاغ عما يزيد عن 1900 حالة اغتصاب، منها 193 امرأة تعرضن لاغتصاب جماعي. وأبرز التقرير أيضا عدم كفاءة الشرطة حيث أشار إلى هروب 60 متهما من سجن الشرطة. كما أن عدد القضايا التي تم الإبلاغ عنها خلال السبعة أشهر الأولى من 2014 تزيد ب 3308 قضية مقارنة مع الفترة المماثلة من العام الماضي.
لا يمكن تأمين الأرواح والممتلكات وأعراض الرجال والنساء والأطفال إلا من قبل دولة لها نظام قضائي ذو كفاءة، وعادل وخالٍ من الرسوم؛ نظام خالٍ من الفساد، وجهاز شرطة يتم تأسيسه بهدف حماية الناس بدلا من إذلالهم. دولة توفر التعليم بهدف تكوين شخصيات إسلامية تخشى الله، وجيل من العلماء والرعايا الذين لديهم معرفة تامة بأحكام الله سبحانه وتعالى، وبالحلال والحرام. وأيضا، دولة تقوم وسائل الإعلام فيها بترويج المفاهيم والأفكار الإسلامية الأساسية، التي تتفق مع طبيعة الإنسان، بدلا من الأفكار الرأسمالية المروعة، والفاسدة والمنافية للطبيعة الإنسانية. فقط مثل هذه الدولة يمكنها ضمان قدسية الحياة البشرية، والتي ترتكز على الوحي والقوانين التي أنعم الله سبحانه وتعالى بها علينا، حيث إنها وحدها التي تحتوي على أنظمة كاملة في القضاء والاجتماع والاقتصاد والحكم، جنبا إلى جنب مع نظام التعليم الإسلامي المتكامل، التي وضعها صاحب الكمال؛ خالق الإنسان والحياة والكون. وقد فشل النظام الرأسمالي الذي وضعه العقل البشري المحدود، ذلك النظام الذي يطبق في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك باكستان، فشل في حماية الإنسانية. أما النظام المثالي فهو ليس سوى نظام دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، الذي يحتاج إلى إعادة إقامته مرة أخرى في العالم.
يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عمارة طاهر
14 من محرم 1437
الموافق 2015/10/27م

No comments:

Post a Comment