Saturday, June 27, 2015

خبر وتعليق: تبا للإعلام الغربي كم يضل ويكذب ويخدع

خبر وتعليق: تبا للإعلام الغربي كم يضل ويكذب ويخدع

الخبر: فايننشال تايمز تنتقد تقارب الغرب مع السيسي
علقت افتتاحية صحيفة فايننشال تايمز على ما وصفته بانفتاح الغرب على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي منتقدة هذا التوجه بعد عامين من تقلده السلطة بانقلاب عسكري بينما ينتقد نشطاء الديمقراطية وزير الدفاع السابق على استبداده وانتهاكه حقوق الإنسان.
وأشارت الصحيفة إلى الدفء الذي طرأ على وجهة نظر العواصم الغربية تجاه السيسي الذي بدأ باستضافة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل له والآن الدعوة التي وجهها له رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.
وذكرت الصحيفة أن الاحتفاء بالرئيس السيسي بهذه الطريقة لا يعتبر مفاجأة كبيرة في جانب منه لأنه في الوقت الذي تجتاح فيه الاضطرابات سوريا والعراق وليبيا تبدو مصر مستقرة تحت قيادة السيسي حيث إنه يسوق نفسه كزعيم عربي يتصدر الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة إرضاء للنخبة العسكرية الغربية.
ونبهت الصحيفة أن على قادة الغرب أن يفكروا مليا قبل المزيد من التقارب مع السيسي خاصة وأنه يحاول بلا هوادة القضاء على خصومه، وأبرزهم جماعة الإخوان المسلمين، ويملأ السجون المصرية بطريقة غير مسبوقة، ومما يثير القلق بشكل خاص حكم الإعدام الأخير الذي صدر ضد الرئيس السابق المنتخب محمد مرسي الذي أُطيح به عام 2013. وأضافت أن ما ينبغي أن يزعج الغرب أيضا هو أن حملة السيسي المتشددة تزيد تطرف خصومه السياسيين وتجبرهم على مفارقة طريق السلمية واللجوء إلى العنف.
واعتبرت هذا التوجه من قبل الولايات المتحدة وحلفائها دلالة على قدر كبير من التركيز على الأرباح القصيرة الأجل والتضارب وأن عليها بدلا من ذلك أن توضح للسيسي استحالة التعامل معه إذا نُفذت أحكام الإعدام ضد مرسي ورفقائه، كما يجب عليها أن تضغط عليه للتوصل إلى تسوية مع المعارضة وخلق فرصة للمجتمع المدني، لأن حكم السيسي بهذه الطريقة سيحرض على الفوضى التي تسعى مصر لاحتوائها.

التعليق: الحقيقة أننا اعتدنا على الكذب والخداع والتضليل من وسائل الإعلام في الدول الغربية المسموعة والمرئية والمقروءة رغم أن الغرب يحاول جاهدا تسويق مجلاته وجرائده ومحطاته وقنواته التلفزيونية على أنها الأكثر مصداقية والأكثر حيادية في العالم. وها هي الفايننشل تايمز تستمر في ترويج التضليل الإعلامي وتحاول أن تسوق أخبارها بأسلوب مخادع ومجانب للصواب والحقيقة. فالفايننشل تايمز تدرك تماما أن السيسي هو صنيعة أمريكا وعبدها المطيع وأنه ما كان ليأتي للحكم في مصر وما كان ليقوى على القيام بجرائمه التي ارتكبها ويرتكبها في مصر دون دعم ومساندة أمريكا له سياسيا وعسكريا. فالجميع يعلم أن نظام السيسي هو امتداد لنظام مبارك والسادات وعبد الناصر، وهذه الأنظمة جميعها صنعت على عين أمريكا. وهذا الأمر بات أمرا واضحا وجليا ولا يحتاج إلى بيان ولا تحليل. ولذا فإن الفايننشل تايمز تكذب وتضلل في رابعة النهار.
لقد دأب الغرب بعد حروب أو قل مسرحيات التحرير في منتصف القرن المنصرم على أن يخفي علاقته بالحكام الذين أبقاهم على حكم البلاد التي كان يستعمرها فعليا، وقد دأب على إظهار هذه الدول على أنها دول تحررت من الاستعمار وأصبحت دولاً مستقلة. وخير مثال على ذلك الأردن والمغرب، فقد حاول الاستعمار الإنجليزي أن يظهر للعالم ولشعوب المنطقة أن النظام الأردني والنظام المغربي نظامان مستقلان عن بريطانيا مع أن الحقيقة هي أن الإنجليز يسيرون الأردن والمغرب بالريموت كنترول كما يقال. وهكذا في كل الدول العربية والدول التي كانت ترزح تحت الاستعمار. وهكذا تسير الفايننشل تايمز بهذه السياسة المخادعة وهي سياسة إظهار العلاقة بين السيسي وأمريكا على أنها علاقة دول مستقلة ببعضها مع أنها تعلم أن السيسي صنيعة أمريكا وأن العلاقة بينه وبين أمريكا هي علاقة العبد بسيده. لذا قد يبدو الخبر على أن الفايننشل تايمز تحاول الصدع بالحق مع أنها تضلل في إخفاء علاقة السيسي الحقيقية بأمريكا.
إن واقع الأمر أن الدول الغربية المستعمرة لم تترك بلدان العالم الإسلامي بعد رحيلها عنها في منتصف القرن الماضي، بل إنها هي الدول الآمرة الناهية المتحكمة في مصائر هذه البلدان. ويتم التحكم المباشر بهذه البلدان عن طريق العائلات الحاكمة التي خلفها أو أوجدها الاستعمار وعن طريق أمثال السيسي الذي أتى بانقلاب. فلذلك كلما ثار الشعب في بلد ما على حاكم صنعه الغرب سرعان ما هب الغرب إلى نجدته أو الإتيان ببديل عنه إن لم يسعهم إبقاءه. وهذا الأمر ليس بحاجة لدليل وإن ثورات الربيع العربي لخير شاهد على ما تقوم به دول الاستعمار من مساندة أو الإتيان بحاكم بدل ذاك الذي لم تستطع إبقاءه.
ولذا يجب الحذر الشديد حين مطالعة ومتابعة وسائل الإعلام الغربي، لان أحسنها حالا هي تلك التي تخلط السم في الدسم وتضلل المسلمين وتخدعهم.
وصدق الله تعالى القائل: ﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتور فرج ممدوح
 09 من رمــضان 1436
الموافق 2015/06/26م

No comments:

Post a Comment