Tuesday, June 30, 2015

خبر وتعليق: هلا تلمَّس شبابُنا الطريقة الشرعية لإنهاض الأمة بدل الأعمال العشوائية من قتل واقتتال وتفجير

خبر وتعليق: هلا تلمَّس شبابُنا الطريقة الشرعية لإنهاض الأمة بدل الأعمال العشوائية من قتل واقتتال وتفجير

الخبر: في يوم 2015/06/26م وقع تفجير في مسجد الإمام الصادق في الكويت أودى بحياة 24 شخصا وعدد كبير من الجرحى. وفي اليوم نفسه أطلق شاب أو شابان النار على مرتادي شاطئ نُزُل بمدينة سوسة التونسية وكانت الحصيلة 38 قتيلا وعدداً كبيراً من الجرحى، والخبر تناقلته كل وسائل الإعلام.

التعليق: ليس هذا الخبر بالفريد من نوعه، فالقتل والاقتتال والتفجيرات هي من الأحداث اليومية التي تعيشها أمة الإسلام منذ سنوات. بل الأمة تشهد تدميرا وإبادة لم يسبق أن عاشته من قبل سواء على يد الأنظمة أو التنظيمات المسلحة.
وإذا استثنينا الدفاع عن النفس والمال والعرض بنص الأحاديث واستثنينا انتزاع السلطة بالقوة من الحكام لمن يقدر عليها ولو بشبهة دليل من باب إزالة المنكر، فإن القتل والاقتتال والتفجيرات كلها جرم في حق الناس وإثمها عند الله عظيم مهما كان الدافع.
فالمسلمون في وضعهم الحالي ليست لهم دولة من جنسهم، وإنما متسلطة عليهم دول أنظمتها علمانية مرتبطة باتفاقات مع الدول الغربية الاستعمارية ومدعومة من الشركات الكبرى الغربية والتي تمتص كل الثروات الطبيعية مقابل عدم محاسبتها أو حتى مساءلتها. وانحسرت مهمة هذه الدول في إخماد كل صوت يطالب بالعيش الكريم أو المساس بمصالح الدول الغربية أو محاسبة هذه الشركات أو محاسبة الدولة لتفريطها في ثروات البلاد أو الدعوة إلى الحكم بالإسلام.
إلا أن الشعوب الإسلامية استفاقت وأظهرت أنها مصرة على التحرر واسترجاع ثرواتها والعيش بإسلامها مما أغضب الغرب أولا والحكام ثانيا بدليل تصريح رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد بأن سفراء الدول الكبرى في تونس اتصلوا به وأبلغوه بأنهم غير راضين عن الحملة الشعبية في تونس والتي تطالب الدولة بالكشف عن ثروات البلاد تحت عنوان "وينو البترول".
إزاء هذه الاستفاقة والتحرك في شكل ثورة ازداد الغرب شراسة وحرك أعوانه وأدخل بلاد المسلمين في فوضى عارمة وفتنة وقتل واقتتال بين المسلمين وبأيدي المسلمين وفعّل فزاعة الإرهاب. والهدف إشغال الناس بما يضرهم ولا ينفعهم كالحادث الذي جد في تونس يوم 2015/06/26م، والذي أوقف حملة "وينو البترول" وأصبح لا حديث إلا عن الإرهاب ومكافحته، وأتاح للدولة التونسية العلمانية اتخاذ إجراءات أولية بحجة مكافحة الإرهاب منها إغلاق 80 مسجدا على الفور والتلويح بمنع نشاط حزب التحرير.
إن أوضاعا كهذه تدفع الشباب بالخصوص إلى التعبير عن رفضهم لها بشتى أنواع الأعمال، وهنا نتوجه بنصيحة خالصة لوجه الله إلى هؤلاء الشباب بأن يدرسوا تحركهم وأن يتثبتوا من كل دعوة إلى القيام بعمل ما ويتثبتوا من الداعي ولو كان مخلصا حيث لا بد من الوعي إلى جانب الإخلاص وأن لا ينسوا أن الأجواء مشحونة بالمخابرات ودعاة الفتنة والطائفية والجهلة.
والمقياس في التحري هو الحكم الشرعي مشفوعاً بدليله والذي يبين بما لا لبس فيه ولا شبهة الطريقة الشرعية للقيام بالعمل الذي ينهض بالأمة ويخرجها من دائرة الاستعمار ومن دائرة الحكم الجبري العلماني كي تتحول إلى خلافة راشدة ثانية على منهاج النبوة ومن أمة خاضعة ذليلة إلى أمة قائدة رائدة كما كانت في عهد الخلافة الأولى.
قلنا إن أمتنا بلا دولة حيث إن الدول القائمة لا تمثلنا، وإيجاد دولة للمسلمين هو تطبيق أنظمة الإسلام الكاملة المتكاملة، وهو فتح باب الخير العميم للأمة وللعالم وغلق باب الشر الرأسمالي. ولا توجد طريقة شرعية لإيجاد هذه الدولة غير طريقة الرسول عليه الصلاة والسلام التي أوجد بها الدولة الأولى في المدينة المنورة. وهي طريقة أساسها الصراع الفكري والكفاح السياسي مع طلب النصرة من أصحاب القوة والمنعة. ومن أراد توضيحا أكثر عن هذه الطريقة فسيجده بسهولة عند مَن سار في هذا العمل منذ مدة حتى أصبح هناك رأي عام لدى المسلمين بفضل الله على فرضية إقامة الخلافة وأنه لا خلاص للأمة بدونها وأصبح بيانها الأول ينتظر إذناً من الله ونصراً من عنده ونصرة من أهل القوة، نسأل الله أن يجعل ذلك قريبا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد بوعزيزي
14 من رمــضان 1436
الموافق 2015/07/01م

No comments:

Post a Comment