Monday, June 29, 2015

خبر وتعليق: مشاكل ماليزيا وراءها الليبرالية المسمومة

خبر وتعليق: مشاكل ماليزيا وراءها الليبرالية المسمومة

(مترجم)
الخبر: من الإنصاف القول أنه، وفي الآونة الأخيرة، انزعج الماليزيون بشكل كبير بسبب جميع أنواع الأشياء التي كانت تحدث في البلاد، فقد تعرض رئيس الوزراء نجيب لهجوم مكثف حول مختلف القضايا، وخاصة فضيحتي صندوق ماليزيا للتنمية ومارا، وكان للدكتور مهاتير، رئيس الوزراء السابق، دور أساسي في هذا الهجوم، ولم يكن نجيب والحزب الحاكم، المنظمة الماليزية الوطنية، أبدا في مثل هذا الموقف غير المستقر حيث يقضون جل وقتهم في الدفاع عن أنفسهم لحفظ ماء الوجه، المعارضة، مع الاستفادة من الوضع، وأيضا أن يكون لها حصة عادلة من المشاكل، أما ائتلاف المعارضة الذي يتكون من الحزب الديمقراطي، والحزب الإسلامي وحزب العدالة الشعبي قد حُلّ مؤخرا، ويرجع ذلك أساسا إلى الأيديولوجيات المتعارضة تماما بين الحزب الديمقراطي، ذي التوجه العلماني الليبرالي والسيطرة الصينية والحزب الإسلامي الذي ينجرف بعيدا في الآونة الأخيرة، فجناح العلماء في الحزب الإسلامي حققوا فوزا ساحقا في الانتخابات الأخيرة مهمشين الليبراليين في الحزب، وهناك الآن أنباء أن "الليبراليين الإسلاميين" يخططون لإنشاء حزب إسلامي جديد "أكثر شمولا"، وفي خضم هذه المشاكل السياسية، فقد كان هناك دعم هائل لليبرالية وكراهية الإسلام في شتى وسائل الإعلام في ماليزيا، وقد استغل الليبراليون مختلف الأحداث التي وقعت في ماليزيا الشهر الماضي بإلقاء اللوم بشكل مباشر أو غير مباشر على 'التطرف الإسلامي' بوصفه الجاني الرئيسي، وحيث إن بعض الانتقادات على ما حدث مقبولة، ولكن يبدو أن هناك اتجاها عاما لإلقاء اللوم على الإسلام بطريقة أو بأخرى.

التعليق: ماليزيا في موقف لا تحسد عليه كونها دولة علمانية تدين بالإسلام كدين رسمي، هذا هو الحال خصوصا في عصر الإنترنت حيث المعلومات والأفكار تنتقل بحرية بين الجميع، وبناء على ذلك، فمن السهل جدا أن نفهم الخلافات في المشهد السياسي الماليزي، فأعضاء المنظمة الماليزية الوطنية، والذين يتمتعون بالسلطة في إطار علماني، اعتادوا على تلك الممارسات الرأسمالية الفاسدة، ففضائح صندوق ماليزيا للتنمية ومارا ليست سوى مجرد مظاهر من هذه الممارسات البغيضة، ومن ناحية أخرى، فإن المسلمين الذين يرغبون في تطبيق الإسلام اختاروا العمل في إطار النظام الديمقراطي العلماني محبطون بشكل مستمر بسبب فشلهم المتكرر وذلك بسبب استمرارهم بالثقة في الديمقراطية، ولم يكونوا أبدا في مأمن من النظام، وقد لدغوا مرارا وتكرارا من قبل نفس الثعبان ومن الحفرة نفسها، ولكن لم يشعروا بالألم، فالمشاكل التي واجهها مؤخرا ائتلاف المعارضة هي واحدة من العديد من الدروس التي فشل الحزب الإسلامي في أخذ العبر منها.
عندما سُئل سياسي علماني حول رغبة الحزب الإسلامي بتنفيذ أحكام الحدود، أجاب وبكل ثقة أن الحزب الإسلامي لن يكون قادرا على تنفيذ أي جانب من جوانب الحكم في الإسلام ما دام الدستور الاتحادي هو السلطة العليا في البلاد، إنه الواقع والحقيقة التي يتمسك بها الليبراليون مرارا وتكرارا في حربهم ضد الإسلام من أجل خلق هاجس الخوف من الإسلام في ماليزيا، وللأسف، تستند ادعاءاتهم بشكل رئيسي إلى ممارسات مشكوك فيها في بعض الأحيان من قبل المسلمين في ماليزيا ولكنها تُنسب إلى الإسلام سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وفجأة تظهر المطالبات ضد السياسات العرقية والدينية والتعصب والتطرف، أما الإسلام فيُركن على الرف ويُقابل بالرفض بالرغم من كونه أسلوب حياة وحلاً لجميع المشاكل المعقدة، وأحد الأمثلة الأخيرة على ذلك فرح آن عبد الهادي، لاعبة الجمباز التي فازت بالميدالية الذهبية لماليزيا في دورة العاب SEA 2015، حيث ووجهت بانتقادات شديدة في وسائل التواصل لكشفها العورة علنا، وقد تصاعدت الانتقادات مما استدعى تدخل الوزير، أما الليبراليون، مع بعض المسلمين، فسارعوا إلى رفض الانتقادات بشأن قضية "العورة" ووصفوا المنتقدين بالمتعصبين دينيا، وطالبوا بعدم تقويض القضية وإزاحة الإسلام جانبا عن الموضوع.
إن الحل الوحيد لجميع هذه القضايا هو في أن يكون الإسلام في سدة الحكم، ففي قضية فرح آن مثلا، فالمرجعية الإسلامية تُبعد المنتقدين وتضع الأمور في نصابها، فأولا، لن يسمح الإسلام للنساء بكشف عوراتهن في الألعاب الرياضية، علاوة على منع ألعاب الجمباز للنساء، وثانيا على المسلمين أن يعرفوا أن أحكام العورة هي من الأحكام المعلومة في الدين بالضرورة، فقد عاش المسلمون طويلا في كنف العلمانية والليبرالية مما أبعدهم كثيرا عن ملامسة الأيديولوجية الإسلامية، فعندما تكون الأولوية للميدالية الذهبية والمكاسب السياسية بدل نيل رضوان الله تعالى، فليس غريبا أن نرى المسلمين يقصون الإسلام من أجل مكاسب دنيوية.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد - ماليزيا
12 من رمــضان 1436
الموافق 2015/06/29م

No comments:

Post a Comment