Monday, April 25, 2016

صفقة الجزيرتين بين النظامين المصري والسعودي في خانة مصالح كيان يهود

صفقة الجزيرتين بين النظامين المصري والسعودي في خانة مصالح كيان يهود

يبدو أن النظامين المصري والسعودي قد اتفقا أخيرا على تحقيق حلم كيان يهود بتدويل مضيق تيران، كما يبدو أن القضية بالنسبة للنظام المصري ليست بيع الجزيرتين من أجل مكاسب اقتصادية ومشاريع تنموية ستجود بها السعودية على نظام السيسي، بقدر ما هي خدمة لدولة يهود التي تريد أن تكون حركتها الملاحية في خليج العقبة والبحر الأحمر حركة طبيعية ليست تحت رحمة أحد حتى لو تعهد النظام المصري بعدم إعاقة حركتها الملاحية، إذ إنها بهذا التنازل ستكون في ممر دولي وليس في مياه مصر الإقليمية مما يعني الإقرار بدولية مياه مضيق تيران، لأنها ببساطة لم تعد محصورة بين يابستين لدولة واحدة هي مصر، كما يبدو أن القضية بالنسبة للنظام السعودي ليست في استعادة سيادتها على أراض لها بقدر ما هي خدمة مجانية لكيان يهود الذي تتهيأ السعودية للتطبيع معه من خلال لقاءات سرية توجت بتلك المؤامرة الخبيثة.
سيؤدي أي تسليم بتنازل النظام المصري عن الجزيرتين للسعودية إلى سقوط قيمتهما الاستراتيجية إذ ستتحول مياه المضيق إلى مياه دولية تتوقف مُلكية كل دولة في منتصف المسافة بين يابسة تيران ويابسة سيناء والتي تبلغ 8كم. وهو ما يعني أن المياه الإقليمية لمصر في هذه المنطقة ستتقلص إلى 4كم. ولن يكون بالإمكان اعتبار مياه المضيق مياها داخلية، بل سيُصبح مضيقاً دوليا تتشارك فيه كافة الدول المطلة على خليج العقبة.
وتعد هذه الاتفاقية التي وقعها السيسي مع النظام السعودي بعيدا عن الأضواء وفي غيبة الشعب الذي يدعي النظام أنه مصدر السيادة والسلطات، تعد ثاني أخطر جريمة قام بها السيسي بعد إخلاء أرض مصرية من سكانها في سيناء لعمل منطقة عازلة كان يطالب بها كيان يهود لتأمين كيانه الغاصب، والذي يبدو أن السعودية هي الأخرى حريصة عليه كحرص النظام المصري وربما أكثر.
كان وزير حرب كيان يهود، موشيه يعلون، قد قال في أعقاب تصدر قضية تسليم جزيرتي صنافير وتيران من مصر للسعودية، إن حرية مرور كيانه في مضيق تيران مضمونة في وثائق معاهدة السلام بين مصر وكيان يهود الموقعة في 1979، كما قال إن دولة يهود قد استلمت وثيقة تضمن التزام السعودية بحرية مرور سفن كيان يهود في مضيق تيران، مما يعني التزام المملكة بالمبادئ التي توصلت إليها دولة يهود ومصر في اتفاق السلام الموقع بينهما عام 1979، وهذا يعد تمهيداً للدخول في مفاوضات مباشرة وعلنية مع كيان يهود، وقد أكد يعلون أن ذلك القرار جاء بموافقة كيان يهود، وذكر أن الوثيقة تضمن تفاهمات والتزامات السعوديين.
وكان وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، قد قال في وقت سابق في القاهرة، إن "السعودية لن تتفاوض مع كيان يهود، لأن الالتزامات التي أقرتها مصر ستلتزم بها بما فيها وضع القوات الدولية على الجزر". وأكد الجبير في الوقت ذاته على التزام السعودية بجميع الاتفاقيات الدولية التي عقدتها مع مصر بشأن الجزيرتين، ومنها اتفاقية "كامب ديفيد" للسلام بين القاهرة وتل أبيب. ووفقا لمصادر شبه رسمية فإن ما حدث تم في مقابل حصول مصر على 25% من الموارد الطبيعية للجزيرتين، والتزام المملكة بدفع ملياري دولار مقابل حماية الجيش المصري لهما مدة 69 عاما، وإننا نعود فنكرر أن هذا الإعلان المفاجئ عن سعودية الجزيرتين له ما بعده بخصوص تأمين كيان يهود الذي يعد الشغل الشاغل لحكام المسلمين.
وكانت صحيفة "هآرتس" قد دعت في 12 نيسان/أبريل 2016 إلى محاكاة نموذج تسليم جزيرتي تيران وصنافير للسعودية بتأجير سيناء لأهل فلسطين، وقال "أمير أورن" المحلل العسكري للصحيفة إنَّ صفقة تنازل مصر عن الجزيرتين "جيدة" بالنسبة لكيان يهود إذ يمكن محاكاتها ليس فقط لحل النزاعات مع أهل فلسطين، بل لإعادة تقسيم الشرق الأوسط بما يتماشى مع مصلحة جميع اللاعبين، بما في ذلك عبر تأجير مصر جزءاً من سيناء وضمه لقطاع غزة، واستئجار كيان يهود قطاعاً من الجولان السوري.
ما زال حكام المسلمين سادرين في غيهم وتآمرهم ومصرين على السير في طريق الخيانة وخدمة مصالح أعداء الأمة ظنا منهم أنهم قادرون على خداع الأمة وتضليلها، وإسكاتها إن هي تكلمت أو تحركت لإزالتهم والتخلص من شرورهم فقد تصوروا أنهم بنجاحهم في قمع الأمة وحرف الثورات عن أهدافها قادرون أيضا على منع تحرك الأمة مرة أخرى ولكن بشكل صحيح يحقق أهدافها في إزالة الأنظمة الطاغوتية والتخلص من التبعية للغرب الكافر وإقامة دولة الإسلام الخلافة على منهاج النبوة وعد الله وبشرى رسوله صلى الله عليه وسلم. وإن غدا لناظره قريب وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله الشريف - بلاد الحرمين الشريفين
18 من رجب 1437هـ   الموافق   الإثنين, 25 نيسان/ابريل 2016مـ

No comments:

Post a Comment