Saturday, January 27, 2018

سياسة الهجرة اللاإنسانية في لبنان تقتل اللاجئين الفارين من سوريا

سياسة الهجرة اللاإنسانية في لبنان تقتل اللاجئين الفارين من سوريا
من الرجال والنساء والأطفال على جبال الشام الشرقية المثلجة

(مترجم)
الخبر: بيروت: أعلن مصدر أمني لصحيفة "ديلي ستار" أن عدد اللاجئين السوريين الذين لقوا حتفهم بعد أن ضربتهم العاصفة وهم يحاولون عبور الحدود اللبنانية السورية ارتفع إلى 15 لاجئاً.
وقال بيان صادر عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يوم الجمعة إن "الضحايا كانوا يحاولون عبور طريق شاق ووعر في درجات حرارة منخفضة جداً". "وقد تم العثور على بقية الأشخاص في المجموعة، من بينهم امرأة حامل، في الوقت المناسب وساعدهم السكان القريبون والقوات المسلحة اللبنانية والدفاع المدني على الوصول إلى المستشفيات قبل أن يتجمدوا حتى الموت".
وقالت المفوضية إنها "تشعر بالقلق" إزاء الوفيات، ودعت الدول إلى السماح بمرور آمن وبدخول للأشخاص المحتاجين للحماية.
وفي عام 2015، منعت الحكومة اللبنانية المفوضية من تسجيل اللاجئين السوريين ووضعت قيوداً إضافيةً على دخولهم إلى البلاد بدون كفيل أو تأشيرات عمل أو عبور. (ديلي ستار)
التعليق:
تستمر الجرائم التي ترتكبها السلطة اللبنانية بالتواطؤ مع نظام الأسد بشأن لاجئي سوريا منذ الإغلاق المستمر للحدود القومية الغادرة للدولة منذ عام 2015 وحتى الآن! إن مثل هذه الممارسات تغلق طريق الملاذ أمام النساء والأطفال المضطهدين الذين يفرون من شرور الأسد وحملات القصف الجبانة حيث يجبرون على إيجاد طرق جبلية وعرة، أدت في النهاية إلى مقتل 9 نساء وطفلين وثلاثة رجال بالقرب من بلدة البقاع السورية يومي الجمعة والسبت. أين هي الإنسانية عند هذه الأنظمة التي تكشف عن جرائمها ليشاهد الجميع الصور المؤلمة المنتشرة على وسائل التواصل للجثث المتجمدة للنساء والأطفال في الثلج حيث تصور وحشية سياسة الهجرة التمييزية في لبنان؟! السياسة اللاإنسانية التي تهدف إلى إبعاد لاجئي سوريا وكأنهم أشخاص غريبون عن البلاد الإسلامية التي عاش فيها أجدادهم منذ قرون. ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه الحقائق، فقد حددت السلطات اللبنانية منذ عام 2015 "معايير" جديدة بشأن من يمكنه الدخول إلى لبنان، ويتضمن ذلك أولئك الذين يأتون لغرض "السياحة، أو في زيارة عمل، أو كونه مالكاً لعقار، أو للدراسة أو للعلاج الطبي، أو لمراجعة السفارة الأجنبية، أو بموجب التزام مسبق من مواطن لبناني يتحمل المسؤولية". لذلك، فإن سياسة الهجرة الإجرامية هذه لا تساعد نظام الأسد فقط من خلال محاصرة اللاجئين الفارين في الحدود الجبلية الغادرة، بل إنها تحافظ أيضاً على الخضوع لهذه الحدود القومية للدولة المصطنعة التي أوجدها البريطانيون والفرنسيون بعد تدمير الخلافة العثمانية في عام 1924.
إن الوضع السياسي الداخلي للبنان ونظامه الطائفي في الحكم والذي ظهر إلى حيز الوجود في عام 1943 بفعل الفرنسيين بعد تدمير دولة الخلافة العثمانية حيث ضمنوا السيطرة السياسية لحلفائهم النصارى عن طريق التوزيع غير المتكافئ للسلطة السياسية بين الكاثوليك المارونيين، والنصارى الأرثوذكس والدروز والمسلمين "الشيعة والسنة"، بنسبة 6: 5 لصالح النصارى يتم أيضاً حمايتهما بأي ثمن. ولذلك، فإن وجود مليون لاجئ سوري مسجل من إجمالي 2.2 مليون لاجئ سوري يعيشون بين 6 ملايين لبناني يعتبرون كأمر مزعزع للاستقرار السياسي للبلاد مما يؤدي إلى تقييدات قاسية ومميتة للهجرة على اللاجئين من سوريا.
لذلك فإن من واجب المسلمين أن يساعدوا إخوتهم وأخواتهم المنكوبين من سوريا من خلال عدم السماح بإغلاق حدود الدولة القومية الغادرة التي صممت فقط لتسبب البؤس والمعاناة، بل عليهم العمل على إزالتها بإقامة دولة موحدة هي دولة الخلافة على منهاج النبوة. لذلك دعونا نكثف جهودنا لإقامة نظام الله سبحانه وتعالى مرة أخرى في هذه الأرض والذي هو الطريق الصحيح الوحيد لإنقاذ الأمة المضطهدة في سوريا وفي العالم ككل. إن هذه الدولة وحدها، والتي ستبنى على الإسلام فقط، ستحشد جنودها دون تردد أو تأخير لتحرير المسلمين من مضطهديهم، وسترعاهم بحب - لأن الإسلام لا يقبل إلا أن يكون له الحكم والقيادة. «‏إِنَّمَا الْإِمَامُ ‏‏جُنَّةٌ‏ ‏يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ».
إن الله سبحانه وتعالى سوف يسأل المسلمين أيضاً يوم القيامة عن معاملتهم لإخوانهم المسلمين في سوريا. فقد قال رسول الله ﷺ: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ثريا أمل يسنى
  10 من جمادى الأولى 1439هـ   الموافق   السبت, 27 كانون الثاني/يناير 2018مـ

No comments:

Post a Comment