Saturday, January 27, 2018

مع الحديث الشريف: الدنيا لا تستحق أن يخلّد الإنسان فيها

مع الحديث الشريف: الدنيا لا تستحق أن يخلّد الإنسان فيها

نحييكم جميعا أيها الأحبةُ في كلِّ مكانٍ، في حلقةٍ جديدةٍ من برنامجِكم "مع الحديثِ الشريف" ونبدأ بخيرِ تحيةٍ، فالسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.
عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أَلَا إِنَّ الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلَّا ذِكْرُ اللَّهِ وَمَا وَالَاهُ وَعَالِمٌ أَوْ مُتَعَلِّمٌ». رواه الترمذي برقم 2322.
أيها المستمعون الكرام:  
قال علماؤنا كلاما كثيرا عن الدنيا وعن تعلق الإنسان بها، فمنهم من قال: اللعن هنا بمعنى الذم، يعني مذمومة الدنيا؛ لأن أكثر من فيها اشتغلوا بها عن الآخرة، وصدتهم عن الآخرة، بزخرفها وشهواتها، فهي مذمومة مذموم ما فيها، ومنهم من قال: إن الدنيا وكل ما فيها ملعونة، أي مبعدة عن الله؛ لأنها تشغل عنه، إلا العلم النافع الدال على الله وعلى معرفته، وطلب قربه ورضاه، وذكر الله وما والاه.
أيها المسلمون:
إن الدنيا على الرغم من هذه الأوصاف تعتبر ممدوحة إذا اتخذها الإنسان دار ممر يتزود منها بالأعمال الصالحة، فيجعلها مطية صالحة وركوبة صالحة للوصول إلى دار المقام، قال تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى)، ولعل زيارة واحدة إلى المقابر، أو مشية في الجنائز تكفي الإنسان للوقوف على حقيقتها، ومعرفة أنها مزرعة للآخرة، ولكن رغم ذلك نقول: إن ما يجري للمسلمين اليوم من ظلم وقهر وموت على أيدي أعدائهم وحكامهم العملاء، يدفع المسلم لأن يقف ويصرخ بأعلى صوته: دنيا ملعونة، دنيا لا تستحق البقاء والخلود فيها، دنيا لا تساوي جناح بعوضة، كل ما فيها ملعون إلا ذكر الله، إلا طاعة الله، إلا العمل مع العاملين لتغيير هذا الواقع الأليم، لإقامة الخلافة الثانية الراشدة على منهاج النبوة، فهي وعد ربنا وبشرى رسولنا صلى الله عليه وسلم.
اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. 
كتبه للإذاعة: أبو مريم
  10 من جمادى الأولى 1439هـ   الموافق   السبت, 27 كانون الثاني/يناير 2018مـ

No comments:

Post a Comment