Saturday, January 2, 2016

من للمسلمين... هل مَن يلبي صرخاتٍ لمعتصم؟!

من للمسلمين... هل مَن يلبي صرخاتٍ لمعتصم؟!
ذكرت الجزيرة_نت بتاريخ 2015/12/30 أن إحصائيات للأمم المتحدة أظهرت أن أكثر من مليون شخص خاطروا بحياتهم هذا العام في محاولة للوصول لأوروبا عبر البحر المتوسط.
وجاء في التقرير حسب مفوضية الأمم_المتحدة للاجئين أن 3735 شخص لقوا حتفهم غرقا في محاولته الوصول لبر الأمان.
إن آلة القتل السورية والعراقية، أو الدولية؛ سواء الروسية أو الأوروبية أو الأمريكية لا تفرق بين مدني و عسكري، بل إنها تستهدف المدنيين لإخضاع الشعوب وإجبارها على القبول بالمسارات الدولية المرسومة لإدامة مصالحها في المنطقة وحل الأزمات حسب رؤيتها هي فقط.
إن الحريات و الديمقراطية و حقوق_الإنسان وغيرها من الأفكار (الإنسانية!!) التي يحملها الغرب ويدعي تطبيقها ويحملها (رحمة!) للعالم أظهرت بشكل جلي للقاصي والداني أن هذه أفكار مسطورة على ورق فقط ولا صلة لها بالواقع، ولا يُرى منها إلا ما يخدم مصالح_الغرب، والوجه الحقيقي هو الوجه الاستعماري الذي ذاق وباله المسلمون طوال المئة عام الماضية.
إنه لمن المحزن أن يلجأ المظلوم لظالمه طلبا للإنصاف والرحمة والأمان منه، هذا ما أوصلنا إليه حكام الخزي والعار، فأصبح أبناؤنا وبناتنا؛ شبابا وشيوخا نساء وأطفالا، يرحلون بمئات الألوف إلى الغرب طلبا للحياة، وهل للظمآن في النار ماء؟!
إن صرخات النساء و الأطفال و الشباب و الشيوخ لم تؤثر في كل حكامنا بل إنهم هم من يقود حملات الدمار، ومنهم من يدفع ثمنها، ومنهم من يحرك جيوشه لإهلاك الحرث والنسل، فهل من متدبر؟!
أيها المسلمون إن خلاصكم وحياتكم وعزتكم لن تكون إلا بعودة الإسلام إلى واقع الحياة بكيانه السياسي الذي يطبق أحكام الشرع في الداخل ويحمل رسالة_الإسلام رحمة للعالم في الخارج، وهذا لا يكون إلا بالخلافة الإسلامية على منهاج النبوة يرأسها خليفة من جنس الأمة يحس بما نحس به ويشعر بما نشعر به، نتقي به فيكون وجاءً للأمة يحمي البشرية من جشع الرأسمالية المقيتة التي لا ترى إلا المادة والربح وكنز المال حتى لو سفكت الدماء وانتهكت الأعراض وسلبت الخيرات.
إن الرأسمالية لا خير فيها وإن من يحملها لن يرضى عن المسلمين أبدا، بل إن ما يظهره من الحقد هو جزء من الغيظ الذي تفيض به صدورهم.
﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مصطفى عبد اللهالأردن

No comments:

Post a Comment