Monday, January 25, 2016

مقتل أطفال المدرسة في كندا ليس إرهابا لأن القاتل ليس مسلما!

مقتل أطفال المدرسة في كندا ليس إرهابا لأن القاتل ليس مسلما!

الخبر: أقدم شاب في التاسعة عشرة من عمره صباح السبت 2016/01/23 على إطلاق النار على تلاميذ مدرسة في كندا ما أدى إلى قتل خمسة تلاميذ على الأقل وجرح عدد آخر.

التعليق: علق رئيس وزراء كندا على الحادث أثناء انعقاد مؤتمر دافوس الاقتصادي وأبدى أسفه على الحادث وطمأن الشعب الكندي بأن أمن كندا تحت السيطرة. وتناقلت الخبر كبريات وسائل الإعلام العالمية مثل bbc وCNN والجزيرة والأناضول ولم تستعمل لفظ الإرهاب مطلقا أثناء وصفها الحادث، خاصة أن الذي قام بالعملية قد تم القبض عليه وأصبح معروفا لدى السلطات. ومن المؤكد أن المجرم لا يحمل ملامح شرقية ولا هوية إسلامية أو عربية أو اسما له علاقة بالإسلام. وإلا لكان مؤتمر دافوس قد انقلب إلى مناحة وتحول إلى منبر شجب وسباق بين الحكام والزعماء؛ أيهم يشجب أولا ويتوعد ويرعد ويزبد ويعربد ضد الإسلام والإرهاب الإسلامي. كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا.
 قبل بضعة أشهر أطلق شاب من أصول باكستانية النار على حفل في ولاية كاليفورنيا ولم تمض دقائق على الحادث حتى تم وصمه بالإرهاب. ومنذ بضع سنين اشتهرت قضية القناص في أمريكا الذي قتل مجموعة من الناس وبقي يطلق على العملية بعملية القناص حتى تبين أن اسمه وليام محمد فتحولت القضية مباشرة إلى إرهاب بالرغم أن وليام لم يكن مسلما إلا أن الاسم محمد أكسبه هذا النعت المشين!
 لم يعد خافيا على أحد أن الإرهاب بات يستعمل كغطاء للحرب على الإسلام. اتفقت عليه أمريكا مع كل من والاها وحالفها. وقد حشدت لذلك وسائل إعلام في مختلف دول العالم تبث سمومها وتحشد الرأي العام وتعبئه لتثبت في عقول الناس الترابط ما بين الإسلام والإرهاب. وأوجدت تحالفات دولية وإقليمية لمكافحة "الإرهاب الإسلامي". وكان آخرها تكليف الأردن بوضع قائمة بالحركات الإرهابية في سوريا والتي شملت كل حركة لها علاقة بالإسلام.
 لقد تنبهت أمريكا وبريطانيا لخطورة الإسلام على مبدئهم الفاسد وإمكانية ظهوره قوة مبدئية عالمية منذ سبعينات القرن الماضي. وأدخلت مسمى الإرهاب في قاموس ويبستر الإنجليزي وموسوعة بريتانيكا واستعملت لتفسيره أحداثاً كلها لها علاقة بالإسلام.
ولم تأل جهدا في استعمال كل وسيلة قذرة لجعل الإرهاب أحد مرادفات الإسلام.
 والحقيقة التي يجب أن لا تخفى على أحد هي أن أمريكا نفسها هي التي تصنع الإرهاب وهي التي تصنفه ثم تعلن الحرب عليه. وهي بذلك تعمل على إبعاد منهجها الظالم ورأسماليتها المستبدة وانحلاليتها المنتنة عن الأنظار حتى لا تكون محل نقد أو هجوم أو مكافحة. ومثلها في ذلك مثل فرعون وملئه الذين ادعوا أن موسى عليه الصلاة والسلام يظهر في الأرض الفساد ﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ﴾!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد ملكاوي
الأحد, 24 كانون الثاني/يناير 2016

No comments:

Post a Comment