Tuesday, January 26, 2016

في الذكرى الخامسة لثورة الكنانة... يجب على أهلها استقبال ما استدبروا من أمرهم

في الذكرى الخامسة لثورة الكنانة... يجب على أهلها استقبال ما استدبروا من أمرهم

الخبر: في الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، نقلت صحيفة تلغراف البريطانية شهادات من مصر تؤكد أن الوضع في البلاد بات أسوأ مما كان عليه في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك؛ الذي ثار عليه أهل مصر. ورصدت الصحيفة تزايد حملات الاعتقال وقمع المعارضين، والذي بلغ ذروته خلال عام 2013م، بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، وأوضحت أن السلطات اعتقلت نحو خمسين ألف شخص. وأكدت منظمة العفو الدولية في بيان بمناسبة ذكرى الثورة أن مصر غارقة في مستنقع واسع من التجاوزات الحقوقية، وأكّدت أن حلم إصلاح الدولة وبناء منظومة حقوق إنسان جديدة في مصر قد تبخر، والشعب المصري بات مجبرًا على مشاهدة بلاده تعود للنظام القمعي.

التعليق: إن فشل ثورة الكنانة ضد نظام الطاغية مبارك يعود لسببين اثنين؛ الأول: عدم وضوح الغاية من الثورة، والثاني: تآمر القوى الغربية وعملائها على الثورة. فإن الثائرين قد اكتفوا من ثورتهم بتنحي مبارك عن الرئاسة، ظانين أنه بتنحيه سيتغير النظام الذي يحكمهم بدستور وقوانين كفر، ولكن تكشف لهم بعد مرور أعوام خمسة، أن تغيير رأس النظام وشكله لا يغير جوهر النظام، وعدم تغيير جوهر النظام لا يغير من حال الناس، خصوصًا إن كان النظام مفروضا من الغرب الكافر، ورأسه عميلًا له، وليس نظامًا أصيلًا من هوية الأمة الإسلامية، فلا يلبث أن يموت عميلٌ أو يتنحى، حتى يحل محله عميل آخر، يستمر على خُطا سلفه. كما إن عدم احتضان الثوار لقيادة مخلصة وواعية فكريًا وسياسيًا سهّل على الغرب احتواء الثورة، فقد عقدوا صفقة مع من خذلوا الأمة، ممن يدّعون ملكيتهم لمشروع إسلامي، بينما هم في الحقيقة (براغماتيون)، قبلوا بما عرض الغرب عليهم من الاستمرار في تطبيق نظام الطاغية مبارك بمسحة إسلامية، فحصل استقرار نسبي سرعان ما انتهى، حيث أعادت أمريكا عملاءها الذين ربتهم عن عين بصيرة، فعاد نظام مبارك كما كان عليه قبل الثورة من خلال فلوله.
 إن إرهاصات تجديد الثورة في الكنانة وتونس كذلك شاخصة للعيان، فهذه الأمة لا تموت ولا تيأس، وإنه وإن استغفل الغرب الشارع العام بعض الوقت، فإن ذلك لن يستمر. يجب على المسلمين في الكنانة استقبال ما استدبروا من أمرهم، وكذلك في تونس الخضراء، وذلك عبر المطالبة بالتغيير الحقيقي، والعمل على كنس النظام كله، دستورًا وقوانين وتشريعات، ووسطًا سياسيًّا عميلًا، والمطالبة بالحكم بالقرآن والسنة النبوية، بإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة على أنقاضه، وأن يعطوا قيادتهم لأصحاب هذا المشروع المخلصين والواعين عليه من شباب حزب التحرير.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
 بلال المهاجر - باكستان

No comments:

Post a Comment