Friday, October 31, 2014

خبر وتعليق: أزمة في المدارس الأمريكية: ارتفاع في أعمال العنف المسلحة داخل المدارس في أنحاء الولايات المتحدة



خبر وتعليق: أزمة في المدارس الأمريكية: ارتفاع في أعمال العنف المسلحة داخل المدارس في أنحاء الولايات المتحدة
(مترجم)

الخبر: تقرير مرير آخر يتحدث عن إطلاق أحد الطلاب النار داخل مدرسته، مما أسفر عن مقتل أحد الطلاب وجرح أربعة آخرين جراحاً بالغة، وذلك قبل أن يقتل نفسه، وقد أفادت الصحيفة "لا يشعر الطلاب والمعلمون في المجتمع هناك بالقرب من سياتل بالأمان من العنف كما الحال في كولومبين وساندي هوك، ولا زالوا يتدربون على التعامل مع مثل هذه الحوادث، إلا أنهم لا يستطيعون معرفة من قد يكون الفاعل." (نيويورك تايمز 26/10/2014)

التعليق: أصبحت التدريبات على التعامل مع الحوادث المماثلة والأمان جزءا من المنهاج الدراسي للتصدي للزيادة المطردة في العنف المسلح في المدارس الأمريكية، وحيث من المفترض تقديم أفضل المرافق التعليمية وصولا لتعليم جيد في بيئة آمنة في المدارس في الولايات المتحدة، إلا أن هناك المزيد من الطلاب الذين يعيشون في طفولتهم مثل هذه الطقوس، ليس الأمر كأنه مهمة أو اختبار أو مقال يجبر الطلاب على أدائه، بل هو مزيج من الضغوط من قبل أقرانهم حتى إنه أصبح أمرا متداولا في نشرات الأخبار المسائية... البنادق وإطلاق النار في المدارس.
تتطرق التقارير الإخبارية إلى الظروف الصعبة التي تؤدي إلى هذه النتائج المأساوية في معظم الأحيان، فمستشارو الشرطة والمستشارون غالباً ما يذكرون عما عاناه أولئك الطلاب من البلطجة إلى الشعور بالعزلة أو الرفض من قبل أقرانهم، وفي كثير من الأحيان تتضخم مشاكل هؤلاء الطلاب كثيرا بسبب سنوات المراهقة الصعبة والتي عادة يصفها الغرب بوقت التجربة أو الطيش، أو العثور على الهوية، ومع ذلك فالصدمة في أن مثل هذه الحوادث العنيفة لا تكون نتيجة عزلة ورد فعل عاطفي عنيف، بل وكما حدث في المدرسة في واشنطن، فإن الفاعل رياضي معروف فتح النار على أصدقائه.
امتلأت التقارير بتفاصيل مؤلمة، خاصة للآباء والأمهات الذين تستملكهم الرهبة عند إرسال أطفالهم إلى المدارس، مع إطلاق العنان لتساؤلاتهم، هل سيحدث هذا الأمر في المدرسة لطفلي؟ أو حتى أسوأ من ذلك... هل سيتمكن طفلي من العودة للمنزل؟
لقد غمرت وسائل الإعلام وأساليب الحياة المتقدمة المجتمع الأمريكي بالعنف، سواء أكان من خلال الأفلام الرائجة أو ألعاب الفيديو المتوفرة في جميع الأجهزة التي يمكن تخيلها، مع الدموية المفرطة فيها وفكرة "أستطيع تملك ما أريد"، ويتجلى الموقف مع عواقب مميتة، وما هو حتى أكثر ترويعاً ليس سلوكيات الطلاب تلك، بل ما أجبرهم على القيام بهذه الجرائم البشعة في سن العطاء، نعم إنها هي البيئة التي تغذي وتلبي الشهوة للعنف، وبطبيعة الحال، فإن القائمين على هذه الصناعات من أفلام وألعاب لا يهمهم ولا يفكرون كيف سيتصرف المراهقين نتيجة لما يصنعونه، بل ويذهبون أعمق من هذا، فيمطرونهم بمفاهيم مغلوطة عن الحياة والقيم، بدلاً من احترام الذات واحترام الحياة البشرية والحفاظ على روابط بين مواطنيها، إنهم يتحكمون في نزواتهم ببساطة لأنه يمكنهم ذلك.
إن سلوك "ما أريد ومتى أريد" يتناقض بشكل صارخ في مقابل ما هو المفترض أن تكون عليه القيم، مما يؤدي إلى نتائج مدمرة على جميع المستويات بدءا بالبلطجة وصولاً إلى إطلاق النار في المدارس في أمريكا، فمشاعر القلق منتشرة على نطاق واسع هناك، والآباء محقون بكونهم قلقين جداً لسلامة ورفاهية أطفالهم.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم مهند
 07 من محرم 1436
الموافق 2014/10/31م

No comments:

Post a Comment