Saturday, October 25, 2014

خبر وتعليق: 50 ألف رجل أمن لحماية الانتخابات التونسية



خبر وتعليق: 50 ألف رجل أمن لحماية الانتخابات التونسية
يجب على قوات الأمن تسليم السلطة لأصحاب مشروع دولة الخلافة على منهاج النبوة

الخبر: يتوجه حوالي 5.2 مليون تونسي يوم الأحد المقبل لمراكز الاقتراع لانتخاب 217 نائبا في البرلمان المقبل الذي سيعين أيضا رئيسا للحكومة. وهذه هي الانتخابات البرلمانية الأولى بعد المصادقة على دستور جديد للبلاد، وهي آخر خطوات الانتقال الديمقراطي في تونس (مهد ثورات الربيع العربي).
وقد أعلنت وزارة الداخلية التونسية أنها قد جهزت حوالي 50 ألف رجل أمن لحماية الانتخابات من هجمات محتملة من قبل المتشددين، ودعت التونسيين إلى الإقبال بكثافة على التصويت في ثاني انتخابات برلمانية حرة. إنّ تونس مع استعدادها لإجراء انتخابات برلمانية في 26 من تشرين الأول الحالي وانتخابات رئاسية الشهر المقبل تتجه نحو ديمقراطية كاملة، ويُنظر إليها حالياً على أنها نموذج في المنطقة المضطربة.

التعليق: عندما أحرق البوعزيزي نفسه مطالبا بالتغيير الحقيقي في تونس، انتعشت الأمة، وتململ المارد الإسلامي الذي طال سباته، منذرا بثورة تأزّ الغرب وعملاءه من الطواغيت الذين نصبهم على رؤوس المسلمين حتى يضمن بقاء نفوذه في العالم الإسلامي وعدم توحد الأمة الإسلامية مجدداً في ظل خلافة تحكم بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. ولكن سرعان ما جاء الغرب بعملاء من الطابور الخامس ممن أعدهم لمثل هذا اليوم، حتى يقوموا بإنقاذ نفوذه في بلاد المسلمين.
إن القاصي والداني يعلم أن النظام في تونس لم يتغير، وإنما الذي تغير هو وجوه الحكام. فالقوانين، والدستور، والسياسات الاقتصادية، والاجتماعية، والقضائية، والثقافية... لم تتغير، بل وضع عليها بعض المساحيق التجميلية حتى تخدع أصحاب التفكير السطحي، وأُلبست لباسَ الإسلام، وجوهرها متناقض تماما مع الإسلام قلبا وقالبا، لذلك فإنه لا غرابة أن يحشد النظام هذا العدد الكبير من رجال الأمن لضمان بقائه. إنّ صنّاع القرار في البلاد ومن يحركهم في الغرب لا يهمهم من يتم انتخابه بل الذي يهمهم هو أن يظل النظام بتشريعاته وقوانينه وسياساته وولائه... قائماً.
إنّ الراعين للانتخابات والقائمين عليها حريصون على إيهام الناس بأن الانتخابات هي سبيل التغيير المنشود، طامسين بذلك حقيقة أنها تفرز ممثلين ملزمين بالحفاظ على بقاء النظام، هذا علاوة على أن المرشحين لا يقدّمون حلولا جذرية تطيح بالنظام وتقتلعه من جذوره، وإنما شعارات وخطابات تذهب أدراج الرياح حال نجاحهم في الانتخابات.
إن السبيل الوحيد الذي يحدث التغيير الحقيقي في البلاد هو بيد أهل القوة في الجيش التونسي، من الضباط المخلصين، الذين يجب عليهم الإطاحة بالنظام العلماني القائم، وإعطاء النصرة للعاملين المخلصين أصحاب مشروع دولة الخلافة على منهاج النبوة، وبهذا تقام دولة جديدة حقا، صاحبة دستور، ونظام حكم، واقتصادي، واجتماعي، وقضائي، وثقافي، وإعلامي... مغاير تماما للقائم حالياً في البلاد، دستور يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض.
إن هذه الطريقة في إيجاد التغيير المنشود من الثورة هي الطريقة الشرعية الوحيدة، كما أنها الطريقة العملية الصحيحة التي توصل إلى التغيير الحقيقي والجذري، كيف لا وهي الطريقة التي سلكها خير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، فأقام من خلالها دولة الإسلام الأولى. وبها فقط بإذن الله ستقام دولة الإسلام الثانية على منهاج النبوة، التي بشّر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: «... ثم تكون خلافة على منهاج النبوة».
لذلك يجب أن يتوجه أهل تونس إلى المخلصين في الجيش التونسي، من أبنائهم، وآبائهم، وأعمامهم، وأخوالهم، وأصدقائهم... ويطالبوهم بالإطاحة بالنظام، وإعطاء النصرة للمخلصين العاملين لإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة. لا أن يتوجهوا لصناديق الانتخابات التي تستخف بعقولهم، وتوهمهم بأنها سبيل التغيير، وهي في الحقيقة تمكين للنظام العلماني القائم!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو عمرو
02 من محرم 1436
الموافق 2014/10/26م

No comments:

Post a Comment