هل نتاجر بمعاناة مسلمي سوريا ونحن لا
نشعر؟
نصاب بالغثيان وتنساب على ألسنتنا الشتائم واللعنات عندما نسمع عن المتاجرين بمعاناة السوريين، أولئك الذين يبيعون المؤن المخصصة للشعب السوري وينهبون أثمانها، وأولئك الذين يحاولون المتاجرة بالأعراض.
لكننا قد لا ننتبه إلى أننا نقع في شيء من هذه المتاجرة أيضا...ولكن بشكل آخر!!
عندما تقع مذبحة جديدة، فيكتب أحدنا مقالا ثم يتابع عدد اللايك والشير وتعليقات الإعجاب، أو يحمل مقطعا على قناته على اليوتيوب عن مسلمة تستغيث ثم يتابع عدد المشاهدات على أمل أن يسهم هذا المقطع في إنعاش قناته أو حسابه على الفيس وزيادة عدد المتابعين! يكون الذهن منصرفا لهذا، لحب الظهور على ظهور السوريين! هذه، وإن اتخذت شكلا آخر، لكنها في النهاية متاجرة بدماء وأعراض ومعاناة مسلمي سوريا، شبيهة من حيث المبدأ بالمتاجرة التي تقززنا منها وأصابنا الغثيان واحمرت أوداجنا وبحت أصواتنا في شتم فاعليها.
كم هو قبيح حقيقة أن ينتظر أحدنا المديح والثناء بعد مشاركة يشارك بها عن سوريا...منظر يذكر بمنظر بشار الأسد عندما يدخل قاعة ليقيء أحد خطاباته فيصفق له الجمهور ويقوم هو بدوره برفع يديه يمنة ويسرة ردا على إعجاب الجمهور!!
كم هو قبيح أن ينعدم الإخلاص حتى في هذا الموطن، كم هو قبيح أن يتنافس المتنافسون على الدنيا بمحالة تحصيل أعداد أكبر من المعجبين على حساب المعذبين...لا نعجب بعدها من حديث: ((أول من تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة))...يقال لأولهم: ((بل تعلمت ليقال عالم وقد قيل، ثم أُمر به فسُحب على وجهه حتى أُلقي في النار))
لذا، حتى لا نكون من هؤلاء المتاجرين بالدماء والأشلاء، علينا إخواني أن نتواصى بما يلي:
1) الكف عن التمادح والاكتفاء في التعليقات بعبارات سنية مثل: (جزاك الله خيرا). فالعمل على النت وكتابة المقالات ونشر المقاطع والحلقات لا يفي بحق إخواننا علينا ولا يستحق صاحبه إن أحسن أكثر من هذه العبارة، بل لا يأمن أن ينجو من عذاب الله لمن لم يجاهد بنفسه وماله.
2) تجديد النية والاستحياء من الله ثم من إخواننا وأخواتنا في سوريا أن نتاجر بمعاناتهم وعذابهم وآلامهم.
3) دعم جهاد إخواننا في سوريا بكل الوسائل الممكنة وقول كلمة الحق مهما كلف ذلك، وإلا كنا باحثين عن الشهرة والظهور في حواشي ما يتيحه النظام الدولي!
4) سؤال الله دوما أن يوفقنا لفعل ما يرتفع به الإثم عنا تجاه قضايا المسلمين والسعي الجاد في ذلك، لئلا نكون كالمخلفين الذين كانوا تخلفون ثم يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم: (استغفر لنا)، مظهرين في ذلك ورعا باردا ((سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم قل فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضرا أو أراد بكم نفعا بل كان الله بما تعملون خبيرا (11) ))
اللهم استعملنا في طاعتك واجعلنا من أنصارك وأصلح نياتنا وطهر قلوبنا من الرياء والنفاق.
No comments:
Post a Comment