Sunday, June 30, 2013

أيها الحزبيون، أيها المتدينون، أيها المصريون...لا بد من توبة...((ففروا إلى الله))

أيها الحزبيون، أيها المتدينون، أيها المصريون...لا بد من توبة...((ففروا إلى الله))
الدكتور إياد قنيبى
القرآن يعلمنا أن نحل مشاكلنا كلها من خلال تصحيح العلاقة مع الله تعالى ثم الأخذ بالأسباب. يعلمنا أن ((فلا تخشوُا الناس واخشون)) ويعلمنا أنه ((إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه))، أي يخوف المؤمنين من أوليائه...فما الحل؟ ((فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين)).وحينئذٍ ((فسيكفيكهم الله))، و((إن الله يدافع عن الذين آمنوا)).
أنا قلق على المسلمين في مصر عموما، وعلى متدينيها وحزبييها لأن أكثرهم لا يسير في هذا الاتجاه حتى الآن، وإن نصحهم ناصح فأكثرهم ينشغل بالدفاع عما ارتضاه لنفسه وتسفيه من ينصحه...ننصحهم إشفاقا عليهم وعلى الأمة من خلفهم...((ولكن لا تحبون الناصحين)).
لذا، دعونا من التلاوم والعتاب والجدال...فلا مجال لهذا الآن...ولنفكر كيف نصلح علاقتنا مع الله ليمكر لنا مقابل مكر من لا يريد بالمسلمين وبلادهم خيرا.
لا بد من مراجعة صادقة لمواطن الخلل في علاقتنا بالله تعالى، ونية صادقة بعدها لاستدراك ما فات.
إحدى المواطن التي تحتاج مراجعة...أننا خذلنا مظلومين على مدى عامين ونصف من بعد الثورة، ونبينا صلى الله عليه وسلم قد قال: ((ما من امرئ يخذل امرأً مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته))
وفاء قسطنطين، مارية زكي، تيريزا إبراهيم، كاميليا شحاتة، ماريان مكرم عياد، عبير إبراهيم، كريستين قليني، عبير ملوي...والقائمة الطويلة من أخواتنا الواتي أسلمنَ بعد أن كُنَّ نصرانيات فأسرتهن الكنيسة لتفتنهن عن دينهن، ((وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد))...مر على "الثورة" عامان ونصف ولا زال مصيرهن مجهولاً!
عشرات السجناء المتدينين في سجن العقرب وغيره، الذين سجنوا بقضايا ملفقة لهم في محاكم استثنائية عسكرية في ظل قمع وتعذيب"أمن الدولة" لهم ولنسائهم وأطفالهم، وانتهت الأحكام الجائرة لكثير منهم، ومع ذلك لا يزالون يعانون الإذلال والتعذيب في السجون، ولا كأن ثورة حصلت!
أحمد محمد علي أبو النجا، ومجاهدو سيناء الآخرون، الذين أعلنوا أن لا علاقة لهم بحاثة قتل الجنود الــ16، ومع ذلك طالتهم طائرات الجيش المصري وفحمت أجسادهم إكراما لعيون الكيان الصهيوني الذي كان هؤلاء الإخوة يضربون خطوط الغاز المتجهة إليه ويطلقون الصواريخ عليه كما بينا في حلقات عديدة حينها.
http://www.youtube.com/watch?v=JZnu3f00S_4
http://www.youtube.com/watch?v=-Yb9xxkbF2A
وقع ظلم على هؤلاء جميعا... وقوف "إسلاميين" دقيقة حداد عندما فطس شنودة الذي حبست أخواتنا بأمره، واسترضاء الكنيسة بوضع نصوص من "الكتب المقدس" في المناهج، وتعيين أحد أفرادها (لشؤون الانتقال الديمقراطي!)...مقابل خذلان أخواتنا الأسيرات..هذا ظلم يحتاج توبة.
ترك السجناء على قضايا إسلامية يعانون الأمرين في الوقت الذي تصدر الرئاسة عفوا عاما عمن سواهم، وتغازل "القضاء الشامخ" الذي جرمهم من قبل وبرأ بلطجة مبارك...هذا ظلم يحتاج توبة.
الثقة في اتهامات قيادات جيش مبارك الفاسدة لإخواننا في سيناء، وإعلان الرئيس أنه يقود حملة سيناء بنفسه، وتنقله بالهيلوكبتر مع جنرالات أمريكيين وبريطانيين للإشراف على العملية!
ومن ثم إعلان بعض "المشايخ" عن استعدادهم للسير من وراء الجيش لتطهير سيناء من "الفكر التكفيري"! والسكوت المطبق لآخرين...هذا ظلم يحتاج توبة.
تبرير هذا كله والدفاع عنه تعصبا وحزبية...ظلم يحتاج توبة.
سكوت الشعب عن حقوق هؤلاء المنسيين جميعا، والانشغال بالمباريات أو بمطالب دنيوية عن المطالبة بهم...ظلم يحتاج توبة.
إن كان هناك من يطالبنا برعاية حقوق الأخوة في الدفاع عمن يتعرض لظلم من قِبل الفلول والمجرمين، فهؤلاء المنسيون أيضا لهم حق أخوة وهم به أولَى.
من الصعب أن أتصور أن الله عز وجل سيدافع عن المسلمين في مصر ويصد كيد وظلم المتآمرين الداخليين والخارجيين وهم أنفسهم قد ظلموا إخوانهم ولم يدافعوا عنهم.
في المرة الأولى التي حُبست فيها هنا في الأردن من أجل دعوتي، تذكرت الكلمة التي أصدرتها في نصرة أخواتنا المعتقلات في سجون الكنيسة المصرية، فتمنيت لو أني اعتنيت بخلاص النية أكثر لأرجو بها فرج ربي عز وجل وأنا أتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم:
((وما من امرئ ينصر مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته))
فلنتب جميعا إلى الله من تقصيرنا في حق هؤلاء المنسيين، ولنعقد العزم على إحياء قضاياهم والسعي في رفع الظلم عنهم قبل أن...نلحق بهم!

No comments:

Post a Comment