Monday, June 27, 2016

مرسوم ملكي في المغرب يسعى إلى علمنة بيوت الله

مرسوم ملكي في المغرب يسعى إلى علمنة بيوت الله

الخبر: منع العاهل المغربي محمد السادس، الأئمة والخطباء وجميع المشتغلين في المهام الدينية من "ممارسة أي نشاط سياسي"، ومنع "اتخاذ أي موقف سياسي أو نقابي"، إضافة إلى المنع عن "القيام بكل ما يمكنه وقف أو عرقلة أداء الشعائر الدينية". (المصدر: العربية)
التعليق:
قانون آخر يسنه حاكم المغرب في إطار سعيه لتعميق فصل الدين عن الحياة في المغرب وضرب أي عمل سياسي على أساس الإسلام وجعله مجرد شعائر مفرغة من تنظيم حياة الناس وحكمه وتشريع القوانين وجعله غطاء لتبييض فساده وفساد نظامه الجاثم على قلوب الناس منذ عقود.
إن منع الخطباء والأئمة مما يسميه نشاطا سياسيا هو منع للدعوة لأحكام شرعية معلومة من الدين بالضرورة كوجوب وحدة الأمة وعدم الخنوع للدول الغربية الاستعمارية وسياساتها.
إن عقيدة الإسلام هي عقيدة روحية سياسية وكل دعوة لفرض فصل في أحكامها هي في الحقيقة دعوة لمنظومة ليست من الإسلام في شيء بل هي دعوة واضحة لعلمنة الدولة، فنظام الحكم الإسلامي هو فقط نظام الخلافة، كما حدده لنا رسول الله في حديثه، عن أبي هُريرة رضي الله عنهُ قال: قال رسول الله : «كانت بنو إسرائيل تَسُوسُهُمُ الأنبياء، كُلما هلك نبي خلفهُ نبيٌّ، وإنهُ لا نبيَّ بعدي، وسيكون بعدي خُلفاء فيكثُرون». قالوا: يا رسول الله فما تأمرنا؟ قال: «فوا ببيعة الأول فالأول، ثم أعطوهم حقهم، واسألوا الله الذي لكم، فإن الله سائلهم عما استرعاهُم» متفق عليه.
إن كل الأزمات التي تعيشها أمتنا من جميع النواحي: الفقر، والجهل، واضطراب الأمن، وارتكاب الجرائم، وغلاء تكاليف التطبيب والتعليم، وسوء وسائل المواصلات... والحاجات الأساسية من المأكل والملبس والمسكن غير متوفرة، هي نتاج لهذه الأنظمة العلمانية التي يقدسها حكام البلاد الإسلامية اليوم على غرار عاهل المغرب.
وعلى دعاة الحق من الأئمة والعلماء أن لا يقبلوا هذه القوانين الجائرة وأن لا يجعلوا بيوت الله كالكنائس تكون فيها العبادة رمزية شعائرية، وأن يبينوا للناس أحكام الإسلام في الحكم والاقتصاد والاجتماع والسياسة الخارجية والقضاء والتعليم والتصنيع، والسبيل لإقامة دولة الإسلام على منهج رسول الله ، وخطر الاستكانة للعدو وفرض العمل لإخراج المستعمر من بلاد المسلمين.
يقول تعالى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. محمد ياسين صميدة
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس
23 من رمــضان المبارك 1437هـ   الموافق   الثلاثاء, 28 حزيران/يونيو 2016مـ

No comments:

Post a Comment