Wednesday, June 29, 2016

حكومات الضرار وتجيير الحرب للأغراض السياسية

حكومات الضرار وتجيير الحرب للأغراض السياسية

الخبر: أوردت جريدة التيار السودانية اليومية في صفحتها الأولى ليوم 25 حزيران 2016 خبرا جاء فيه:
قال والي جنوب كردفان أمس الجمعة إن الجيش كان يقف على مشارف كاودا المعقل الرئيس لمتمردي الحركة الشعبية الشمال. وأضاف: رغم أنهم كانوا يحاربوننا لكننا نستقبلهم استقبال الأبطال.
التعليق:
اشتعلت الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق في عام 2011 بعيد انفصال الجنوب بعدة أشهر، ومنذ ذلك الوقت لم تتمكن حكومة الخرطوم من إنهاء التمرد هناك، بالرغم من إظهارها الاجتهاد من أجل ذلك! توالت المسميات التي تشير إلى قرب استئصال شأفة التمرد، ففي كل مرة نوعَد بالحسم يخيب ظننا، ويستمر التمرد البغيض العميل في حربه ضد أهلنا وتواصل الحكومة التسويف والتأجيل، من دون حياء من الله أو من عباده القابضين على الجمر في مناطق العمليات. والأنكى من ذلك أنها تخوض الجولة تلو الجولة من المفاوضات العبثية في أديس أبابا مع ذات الأشخاص الملطخة أيديهم بدماء أهلنا الزكية.
يأتي تصريح والي جنوب كردفان كاشفا ما هو مكشوف أصلا لكل متابع حصيف من كون الحكومة لا تملك قرار حسم التمرد والقضاء عليه البتة، وإنما من يقف وراء التمرد هو صاحب القرار الحقيقي، وإلا فكيف نفسر وصول الجيش لمشارف كاودا وعدم دخولها، ودك حصون التمرد وإنهائه تماما وتفريق شمله؟! ولماذا تستقبل يا والي جنوب كردفان مقاتلي التمرد المستسلمين استقبال الأبطال؟ أيكافأون على العيث في الأرض فسادا؟ أم أن الأصل إدخالهم السجون ومحاسبتهم وعقابهم أشد العقاب على ما اقترفت أيديهم؟! قتلت الحكومة خليل إبراهيم قائد حركة العدل والمساواة الدارفوية في عملية نوعية وهو وسط رجاله، بقصف جوي على ما ذكر آنذاك، وقصمت ظهر حركته في معركة قوز دنقو الشهيرة بعمل استخباراتي واستدارج ظاهر. يشتمّ من العمليتين آنفتي الذكر رائحة خارجية دعمت بالمعلومات للقضاء على حركة دارفورية أوروبية المزاج والدعم بالدرجة الأولى. أما الحركة الشعبية شمال فمزاجها أمريكي ظاهر! لهذا السبب يبدو الحسم عصيا والوقوف على مشارف كاودا مطلوبا، وتمديد البشير لوقف إطلاق النار محسوبا، ومباركة أمريكا لذلك وإظهار الرضا عنه مفهومة.
لأهل القوة من ضباط الجيش السوداني نقول: ألم يأن لكم أن تقلبوا الطاولة على رأس من يتلاعب بأرواحكم، ويسلمها رخيصة لعدوكم؟ ألا ترون بأم أعينكم مدى التهاون في مدكم بما تحتاجون من رجال وعتاد للقضاء على التمرد؟ وحينما تتمكنون ببسالة واضحة من قرب القضاء عليه توقف المعركة، ويهرول الساسة لفنادق أديس أبابا لبداية المفاوضات الهزلية تحت قيادة مندوب أمريكا السامي دانفورث.
إن القيادة السياسية في الخرطوم قد فقدت البوصلة منذ سنين، هذا إن كان لها بوصلة أصلا، وهي لا تريد لكم إلا ما ترى أمريكا، وأراها تهديكم سبيل الذل والخنوع والخضوع وتفتيت البلاد، فهل منكم رجل رشيد يأخذ على يديها الآثمتين ويهديها سبيل الرشاد، وإلا فالإطاحة بها وإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة على أنقاضها؟
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو يحيى عمر بن علي
25 من رمــضان المبارك 1437هـ   الموافق   الخميس, 30 حزيران/يونيو 2016مـ

No comments:

Post a Comment