Thursday, January 28, 2016

أمريكا وإطلاق رصاصة الرحمة على إسلاميي السودان

أمريكا وإطلاق رصاصة الرحمة على إسلاميي السودان

الخبر: بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تطبيق قوانين جديدة تشدد إجراءات منح التأشيرات لأشخاص زاروا دولا تصفها واشنطن بأنها معاقل للإرهاب أو يحملون أكثر من جنسية إحداها لإحدى هذه الدول، بينما حذرت الخارجية الأمريكية رعاياها من السفر للسودان. (عن جريدة آخر لحظة اليومية السودانية، السبت 23 كانون الثاني/يناير).

التعليق: القوانين آنفة الذكر تلزم كل شخص، من رعايا الدول المعفاة من الحصول على تأشيرة دخول لأمريكا، زار إحدى الدول الأربع المقصودة وهي: إيران، والسودان، وسوريا والعراق، في الخمس سنين السابقة لرغبته في زيارة واشنطن، بالتقدم للحصول على طلب تأشيرة دخول. هذا بالإضافة لحاملي الجنسية المزدوجة: الأمريكية وجنسية تلك الدول. بالنسبة للسودان فقد تزامن هذا القرار مع تحذير أصدرته الخارجية الأمريكية تحذر فيه رعاياها من السفر للسودان. أما إقليميا فقد تقدمت البعثة الدائمة للسودان خلال اجتماع المندوبين الدائمين للاتحاد الأفريقي في إثيوبيا بمشروع قرار يطالب فيه القادة الأفارقة برفع العقوبات المفروضة على الخرطوم منذ 1997. أما ملتقى التعاون العربي الهندي الذي انعقد السبت الفائت بالمنامة فقد دعا كذلك من جانبه لرفع العقوبات عن السودان. يضاف لهذه الابتهالات الإقليمية عريضة يدعى لتوقيعها في صفحة البيت الأبيض على الإنترنت تدعو الإدارة الأمريكية لدراسة موضوع العقوبات ورفعها. يترافق كل ذلك مع موضوع نشر في الأسبوعين الفائتين في جريدة الفورين بولسي الأمريكية ذائعة الصيت تتحدث فيه كاتبة المقال عن الآثار السيئة للعقوبات على أهل السودان علميا وصحيا وغيره. أما من داخل الخرطوم فقد طالعتنا جريدة اليوم التالي بخبر لقاء المسؤول السياسي بالسفارة الأمريكية برئيس لجنة الحريات والحقوق الأساسية مولانا عبيد حاج علي ضمن سلسلة لقاءاته مع رؤساء لجان الحوار الوطني.
هذه القصاصات الخبرية تكشف عن مدى عنجهية أمريكا في تعاملها مع حكومة الحركة الإسلامية في الخرطوم بسبب الذل والصغار الذي أبداه ويبديه قادة الحكم والسياسة منهم. فهي تمنيهم برفع العقوبات وتشغلهم بكتابة هكذا طلبات وتقارير، ثم تصفعهم على الخد الأيمن بقوانين كقانون التأشيرة، فيديرون لها الوجه على الجهة الأخرى فتصفعهم ثانية بإصدار تحذير لرعاياها من السفر للسودان. وبين الصفعتين تذهب لمؤتمر حوارهم الآثم لتطمئن على سيرهم في الخط الذي رسمته لهم وتأخذ من تقارير تفصيلية بالمجان، وهم فرحون بتلك الصفعات وهذه الزيارة، ألا ساء ما يفعلون. فأمريكا تعدكم وتمنيكم وما يعدكم الشيطان إلا غرورا.
المتتبع لمجريات الأحداث في الأسابيع الفائتة من حوارات غير رسمية للحكومة مع حركات دارفور والحركة الشعبية - قطاع الشمال، وتصريحات الصادق المهدي وابنته مريم عن قرب عودته للبلاد رئيسا للوزراء، وصولات وجولات المعارضة السافرة تراجي مصطفى وحديثها عن تغير حكومة الإنقاذ، والقارئ للبيان الذي وزعه حزب التحرير / ولاية السودان يوم الجمعة الفائتة بعنوان: "بعد التأسيس عبر الحوار الوطني لنظام علماني يمزق البلاد، أمريكا توشك على إطلاق رصاصة الرحمة على إسلاميي السودان"، يدرك أن أوان تغيير أمريكا لحذائها في خرطوم السودان قد أزف بل هو أقرب!
الحركة الإسلامية السودانية وحكومتها أجرمت، ما في ذلك من شك، وذهابها غير مأسوف عليها مطلب لكل عاقل، ولكننا نريد للنظام الرأسمالي الذي يحكم البلاد أن يتغير: فنظام حكمنا آن له أن يرجع خلافة على منهاج النبوة، لا جمهورية رئاسية كانت أو برلمانية، واقتصادنا لا مكان فيه للربا وقروض البنوك الرأسمالية المهلكة المفقرة، وسياستنا يجب أن تبرز فيها الأخوة الإسلامية الحقة الجادة بالسعي لتوحيد كل بلاد المسلمين في كيان واحد جامع هو كيان دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، لا دعوات مصلحية جوفاء لا تشبع بطنا ولا تحفظ عرضا ولا ترد مقدسا مغتصبا.
لا نريد ما حدث في شمال الوادي، مصر الكنانة، أن يتكرر عندنا: تغيير نظام مرسي المسمى زورا وبهتانا إسلاميا، والذي وعد أمريكا وسار في الحفاظ على مصالحها هناك وفشل في ذلك، والإتيان بالسيسي العلماني المجرم الذي يسبح بحمد أمريكا ويقدسها.
فيا أيها العقلاء الأقوياء الأتقياء من أهل القوة والمنعة؛ لخير الدنيا والآخرة نناديكم: أن اتصلوا بإخوانكم في حزب التحرير وخذوا بما أعده الحزب من دستور وقوانين تنظم الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لدولة الخلافة الراشدة الثانية تفوزوا بالخير العميم وتكونوا كالسابقين الأولين من الأنصار في زمن عز فيه النصير. ولمثل هذا فليعمل العاملون.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو يحيى عمر بن علي
18 من ربيع الثاني 1437هـ   الموافق   الخميس, 28 كانون الثاني/يناير 2016م

No comments:

Post a Comment