Sunday, January 31, 2016

الأمة في واد... و"علماؤها" في واد آخر للأسف!!

الأمة في واد... و"علماؤها" في واد آخر للأسف!!

الخبر: اجتمعت أكثر من 300 شخصية من علماء المسلمين وممثلي الدول في العالم الإسلامي والطوائف الدينية والأديان عبر العالم، على إصدار "إعلان مراكش لحقوق الأقليات الدينية في العالم الإسلامي"، الذي دعا إلى المساواة بين جميع البشر بغض النظر عن الدين، وجاء ذلك في اختتام مؤتمر "حقوق الأقليات الدينية في الديار الإسلامية" الذي نظمه منتدى تعزيز السلم في المجتمعات الإسلامية بالشراكة مع المملكة المغربية الأربعاء 27 كانون الثاني/يناير 2016.

التعليق: مؤتمر هو الأول من نوعه بين دول العالم الإسلامي منذ سقوط دولة الإسلام حيث تجمع فيه عدد كبير من "علماء المسلمين" و"ممثلين عنهم". هو مؤتمر يعكس للأسف بجلاء معنى أنّ الأمة في كوكب و"علماءها" في كوكب آخر!!!
ما معنى أن يجتمع أولئك لنصرة الأقليات الدينية في العالم الإسلامي والأمة الإسلامية قاطبة ترزح منذ عقود تحت نير الظلم والقهر والقتل والجوع وكل مصائب الدنيا وهم متفرقون في كل واد يهيمون؟!!
ما معنى أن لا تحركهم صيحات المسلمات المغتصبات وصور أشلاء الرضّع ومأساة مضايا وميانمار وأنين الأقصى الأسير وغيرها وغيرها، وتحركهم فقط حقوق الأقليات الدينية؟!!
ما معنى أن يسكتوا عن نصرة الحق وعن الدعوة لاستئناف العيش بالإسلام ويتقاعسوا عن واجبهم في استنصار الجيوش وعن توجيه بوصلة الأمة صوب قضاياها المصيرية ثمّ يدّعون بعد كل ذلك أنّ من أسباب إصدار الإعلان "ضرورة تحرّك العلماء للحفاظ على الأعراض وتحقيق السلم واسترجاع صورة الإسلام والحفاظ على وحدة الأمة"؟!!
خبتم وخاب مسعاكم أن رضيتم التقاعس والتحرك فقط  ضمن الحدود التي رسمها لكم الحكام الظلمة والتي يرضون عنها هم وأسيادهم!! أوَتستنكفون عن القيام بما أمركم الله ثمّ تهبّون لما هو دونه؟! حقاّ متبرّ ما أنتم فيه وباطل ما تعملون.
والذي رفع السماء بلا عمد لئن لم ينته أولئك الذين يجدر بهم أن يكونوا قادة المسلمين ونبراسهم ويثوبوا لرشدهم فيكونوا مع سيد الشهداء حمزة ليُلفظُنّ لفظ النوى وليستبدلنّهم الله بخير منهم؛ قوما أعزّاء بدينهم تحركهم أوضاعُ أمتهم، يوالون من والى الله ويعادون من عاداه، أتقياء أنقياء يبغون ما عند الله وحده. ولا يحتاج الأمر بيانا فضلا عن مؤتمرات وإعلانات أنّ الأقليات الدينية، بل أهل ذمتنا، لن تحفظ أعراضهم وتصان حرماتهم إلا في ظل أحكام ربنا في ظل الخلافة الراشدة على منهاج النبوّة الموعودين بها قريبا بإذنه تعالى.
﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ [فاطر: 28].
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
هاجر اليعقوبي - تونس
21 من ربيع الثاني 1437هـ   الموافق   الأحد, 31 كانون الثاني/يناير 2016م

No comments:

Post a Comment