تعليق صحفي
مخاطبة أهل القوة باتت قناعة لدى الثوار
لطالما حاول الغرب ومن خلال أدواته الأحزاب والمفكرين والإعلام
حرف الناس عن الوجهة الحقيقية القادرة على إحداث التغيير، من خلال فكرة
التبادل السلمي للسلطة وصناديق الاقتراع والشراكة السياسية والبرلمانيات،
وذلك من أجل حرف البوصلة عن التوجه نحو القادرين على إحداث التغيير الحقيقي
المرجو، ليكتفي الراغبون بالتغيير بتغييرات شكلية وتدريجية بعدما يصطدمون
بجدران العجز والضعف.
وفي المقابل لطالما حرص حزب التحرير وأدام توجيه الأمة نحو مكامن
القوة والقادرين على إحداث التغيير الحقيقي في بلاد المسلمين، حينما أكد
الحزب على أنّ التغيير الجذري لا يمكن الوصول إليه إلا بانحياز أهل القوة
والمنعة ومناصرتهم للفكرة والعاملين للتغيير، وأنّه يجب العمل على كسب أهل
القوة والمنعة أو جزء منهم يكون قادرا على إحداث التغيير، مثلما حصل مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنصار المدينة.
ومع مرور السنوات والتجارب العديدة ثبت فشل أفكار التغيير
الترقيعي والتدريجي التي ما كانت تنتهي إلا إلى الأسوأ، وسقط مع تلك
الأفكار الأحزاب والحركات والمفكرون الذين كانوا ربانها ومنظريها، وبدأت
تترسخ لدى الناس القناعة بأنّ ما كان يعتبره البعض فكرة خيالية ووهمية، وهي
مناداة الجيوش ومطالبتها بالتحرك، أصبح هو السبيل إلى التغيير والخيار
الوحيد.
وهذا ما تجلى في ثورتي السودان والجزائر، حيث نشهد حجم إصرار
الناس على مخاطبة ومطالبة الجيوش بإحداث التغيير المنشود، وإنّه وإن كانت
الحشود لم تطالب لغاية الآن بالبلسم الشافي والحل الجذري المتمثل بالإسلام،
إلا أنّها تطالب الجيوش وأهل القوة ولم تعد تلتفت للهيئات ومراكز الإلهاء
والخداع التي أوجدها الغرب في بلاد المسلمين. وما إن يهتدي الثائرون إلى
ضرورة تطبيق الإسلام في دولة خلافة راشدة على منهاج النبوة كحل أوحد لكل
مشاكل المسلمين، حتى تصبح استجابة أهل القوة مسألة وقت لا أكثر.
No comments:
Post a Comment