Saturday, April 27, 2019

هل الثورة السودانية مباركة؟!

هل الثورة السودانية مباركة؟!

الخبر: تتأهب ساحات التظاهر في السودان اليوم الخميس لمسيرات مليونية دعت إليها قوى إعلان الحرية والتغيير تحت شعار "تسليم الحكم لسلطة مدنية" على الرغم من تفاهم مبدئي بين قادة الاحتجاج والمجلس العسكري، وقد أكّدت قوى إعلان الحرية والتغيير استمرار الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم وعواصم الولايات. (الجزيرة)
التعليق:
إن مما لا شك فيه أن ثورات الربيع كانت ثورات إيجابية من ناحية أنها كسرت حاجز الخوف من الأنظمة وحاجز الصمت عن الإنكار عليها والمطالبة بالحقوق الشرعية. وبالعلم أن هذه المطالب لن يتمكن أي نظام قائم في العالم الإسلامي من تلبيتها وإعطاء الناس والشعوب حقوقهم الشرعية لأنها أنظمة حكم كافرة فاسدة، فإن التفكير السليم يقضي بأن نظام الإسلام وحده هو القادر على تلبية حاجات الناس وإعطائهم حقوقهم، ومهما حاولت الأنظمة التحايل على الثائرين - وقد حصل ذلك فعلا في مختلف بلاد الربيع - فإن الاستقرار لن يتحقق في هذه البلاد، ما لم يتم خلع النظام من جذوره (دستورا ودولة ووسطا سياسيا)، وتطبيق شرع الله في ظل خلافة راشدة. والتحايل على الثورة السودانية حاصل أيضا، بتوجيهها إلى المطالبة بتسليم الحكم لسلطة مدنية، دون التطرق إلى تغيير الدستور وإلغاء الدولة الوطنية والزجّ بجميع رموز النظام السابق في السجون ومحاسبتهم على ما فات من حكمهم بالطاغوت، وتهميش الوسط السياسي القديم.
حتى يُطلق وصف مباركة على أية ثورة يجب أن تكون مطالبها ترضي الله سبحانه وتعالى، فحينها تحلّ بركة الرحمن الرحيم عليها، أما إن ظلت تطالب بالإطاحة ببعض رؤوس النظام أو مشاركة النظام بين العسكر والمدنيين أو المدنيين فقط، مع بقاء جوهره فإنها ستظل على المحك، إلى أن تطالب بما يرضي الله فقط. لذلك يجب أن تكون الثورة واضحة المطالب الشرعية لا تشرك مع الشرع شيئا أو تخالفه، ويجب أن تكون صريحة لا تخشى سخط الغرب أو الشرق أو بعض المرتزقة من أصحاب الفكر الغريب عن الأمة (من الشيوعيين أو القوميين أو الوطنيين... الخ)، ويجب أن ترفع الثورة شعار الحكم بالإسلام في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة، حتى لا يظل المطلب عاما مبهما أو مرسلا، يجب أن تطالب أن يكون الحزب السياسي الذي مبدؤه الإسلام (حزب التحرير) قائدا وحاكما للأمة، هكذا صراحة دون تردد أو توجس من أي طرف محلي أو دولي.
إن مهمة تحميل غاية الحكم بالإسلام على أنقاض النظام القائم هي مهمة حملة الدعوة في حزب التحرير، فهم أصحاب مشروع الحكم بالإسلام في ظل خلافة على منهاج النبوة، لذلك وجب على الثوار بقيادة حملة الدعوة في حزب التحرير منازعة النظام القائم الحكم، النظام ومن يدعو إلى الحكم المدني، ويطلبوا السلطة للحزب صراحة دون زهد في ذلك، ولا يجعلوا الطلب مرسلا، أي لا يكفي ذكر وجوب إعادة السلطان إلى الأمة، بل يجب أن يتبعه قول إن ذلك لا يكون إلا بتسليم السلطة لحزب التحرير لأنه صاحب مشروع الخلافة على منهاج النبوة، ويجب أن يصبح هذا المطلب مطلب الثورة، إلى جانب مطالبة العسكر بتسليم السلطة للحزب، فإن تحقق ذلك فإنها تصبح ثورة مباركة، وحينها لن يكون لدى أهل القوة إلا أحد خيارين؛ إما الانصياع لمطلب الثورة وهو راجح لما في المؤسسة العسكرية من رجال خير، وإما خيار القمع، وحينها تستحق الغاية أية تضحيات، وموتة في عز خير من حياة في معصية.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بلال المهاجر – ولاية باكستان
  21 من شـعبان 1440هـ   الموافق   السبت, 27 نيسان/ابريل 2019مـ

No comments:

Post a Comment