Saturday, July 28, 2018

مع الحديث الشريف: الأمة تتذوق حلاوة الإيمان

مع الحديث الشريف: الأمة تتذوق حلاوة الإيمان

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عَنْ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا». رواه مسلم برقم 34.
أيّها المستمعون الكرام:  
إن للإيمان لذة لا يحس بها إلا المؤمن الصادق الذي يتصف بالرضا بالله عزّ وجلّ ربا ومدبرا، فهو القائم على كل نفس في هذا الكون، وهو خالق الإنسان والكون والحياة، فهذا المذاق فيه سكينة للقلب وأمان للخائف وبشرى للمحروم، أما المذاق الثاني لحلاوة الإيمان فهو الرضا بالإسلام دينا أنزله الله سبحانه على رسوله صلى الله عليه وسلم ليسعد به الإنسان، وأما المذاق الثالث لحلاوة الإيمان فهو الرضا بمحمّد صلى الله عليه وسلم رسولا ونبيا هاديا للبشرية.
أيها المسلمون:
إن هذه الحلاوة يجب أن تفيض على ضفاف الحياة، لا أن تبقى حبيسة القلب، فإذا مشى المؤمن على الأرض فاض نقاء ومحبة وعدلا، فهو يسير على بصيرة ومن سار على بصيرة نال الرضا وبلغ الهدف، وكما قال أحد العارفين: "مساكين أهل الدنيا، خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها، قيل: وما أطيب ما فيها؟ قال: محبة الله ومعرفته وذكره". وهذا خالد بن الوليد رضي الله عنه يقول: "ما ليلةٌ يهدى إليّ فيها عروسٌ أنا لها محب، أو أبشّرُ فيها بغلامٍ أحبَّ إلي من ليلة شديدة الجليد في سريّةٍ من المهاجرين أصبِّحُ بها العدو". وها هي الأمة اليوم بعد أن ذاقت ويلات الرأسمالية الجشعة، وبعد أن لامس الإيمان شغاف قلبها، بدأت تتذوق حلاوته، فخرجت على حكامها ولسان حالها يلهج بما نطق به سحرة فرعون عندما آمنوا، فقالوا لفرعونهم: "اقضِ ما أنت قاض، إنما تقضي هذه الحياة الدنيا".
اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.
كتبه للإذاعة: أبو مريم
  15 من ذي القعدة 1439هـ   الموافق   السبت, 28 تموز/يوليو 2018مـ

No comments:

Post a Comment